المفتش العام لـ«البنتاغون»: سلمنا 5 مواقع للقوات العراقية بعد التوتر مع إيران

حذر من «هروب جماعي» لمقاتلي «داعش» من السجون

تسليم قاعدة عمليات مشتركة للتحالف في مطار الموصل إلى القوات العراقية في مارس الماضي (أ.ف.ب)
تسليم قاعدة عمليات مشتركة للتحالف في مطار الموصل إلى القوات العراقية في مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

المفتش العام لـ«البنتاغون»: سلمنا 5 مواقع للقوات العراقية بعد التوتر مع إيران

تسليم قاعدة عمليات مشتركة للتحالف في مطار الموصل إلى القوات العراقية في مارس الماضي (أ.ف.ب)
تسليم قاعدة عمليات مشتركة للتحالف في مطار الموصل إلى القوات العراقية في مارس الماضي (أ.ف.ب)

قال المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في تقرير جديد إنه نتيجة لزيادة التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، إذ هاجمت الميليشيات التابعة لإيران عدداً من مواقع القوات الأميركية وقوات التحالف بعد الضربة الأميركية التي أدت إلى مقتل قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس القومي الإيراني، في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، سلّمت قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» وفرقة العزم الصلب خمسة قواعد عسكرية للقوات العراقية، والتي تضم مطاراً بالموصل ومركزاً استراتيجياً عسكرياً بالقرب من الحدود العراقية - السورية المعروفة باسم «القائم».
وأوضح التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن التوترات بين إيران والميليشيات التابعة لها مع الولايات المتحدة أدّت إلى النقل السريع لعدة قواعد إلى القوات العراقية والتركيز على قضايا حماية القوة. وبيّن أنه في الفترة من 17 مارس (آذار) إلى الثلاثين منه، سلّمت الولايات المتحدة 4 قواعد عسكرية للقوات العراقية، تضم مطاراً بالقرب من الموصل ومركزاً استراتيجياً بالقرب من الحدود العراقية السورية المعروفة باسم القائم، وفي أبريل (نيسان) الماضي، سلّم التحالف القاعدة الخامسة وهي جوية.
عمليات «العزم الصلب» المهمة التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة «داعش» في العراق وسوريا، أكدّت في العديد من البيانات الإخبارية أن عمليات النقل كان مخططاً لها منذ فترة طويلة في عمليات النقل الأساسية، وكانت نتيجة ضربات ناجحة ضد «داعش».
ولكن في تقرير المفتش العام الأخير، اعترف التحالف بأن عمليات نقل القاعدة رغم التخطيط لها لفترة طويلة في وقت سابق؛ تم تسريعها «في جزء منها بسبب زيادة التهديدات من الميليشيات العراقية التابعة لإيران».
وردت إيران على مقتل سليماني بإطلاق صواريخ على مقرات عسكرية أميركية ومقرات تابعة للتحالف الدولي، أسفرت عن إصابة العشرات من القوات الأميركية المتمركزة في قاعدتين في العراق، كما قتل جنديان أميركيان وعنصر بريطاني عندما سقط أكثر من عشرة صواريخ على معسكر التاجي في مارس الماضي.
وأكد المفتش العام لوزارة الدفاع أن «التهديدات القادمة من الجهات الخبيثة (أي ميليشيات إيران) تطلبت التغيير في التركيز من عمليات هزيمة (داعش) إلى فرض الحماية على القواعد العسكرية». وأشار التقرير إلى أن فرق عمل التحالف أوقفت التفاعل وجهاً لوجه مع شركائها العراقيين، وتوقف السفر البري إلى بعض المواقع بسبب انتشار مرض «كوفيد - 19».
وأقرّ بأن فيروس كورونا الجديد تسبب في تعطيل القوات الشريكة العراقية والسورية، إذ أوقفت القوات العراقية التدريب بينما أوقفت قوات سوريا الديمقراطية عملياتها ضد مقاتلي «داعش» بسبب الوباء.
وحذّر التقرير من احتمال هروب أكثر من 10 آلاف مقاتل من «داعش» من سجون حلفاء الجيش الأميركي في سوريا. وأبان بأن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز حالياً حوالي ألفي مقاتل أجنبي من «داعش» وحوالي 8 آلاف مقاتل عراقي وسوري في 20 مركز احتجاز، وهناك خطر حدوث هروب جماعي. ووفقاً لتقرير المفتش العام، فإن «داعش» لديه ما يقارب 14 ألفاً إلى 18 ألف مقاتل من الأتباع في سوريا والعراق.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.