تدابير احترازية خلال العيد في مصر للحد من انتشار «كورونا»

استنفار أمني بالشوارع... ووقف وسائل النقل العامة

TT

تدابير احترازية خلال العيد في مصر للحد من انتشار «كورونا»

طبقت مصر تدابير احترازية مع أول أيام عيد الفطر المبارك، أمس، للحد من انتشار فيروس «كورونا المستجد». وشهدت الشوارع في العاصمة المصرية والمحافظات استنفاراً أمنياً، فيما تم وقف وسائل النقل العامة في ربوع البلاد. وأكدت وزارة التنمية المحلية أمس «التزام المحافظات كافة بقرارات مجلس الوزراء المصري الخاصة بتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية خلال أيام عيد الفطر». وتضمنت قرارات الحكومة المصرية التي طبقت من أمس، وتستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي «حظر انتقال أو تحرك المواطنين بالمحافظات وعلى جميع الطرق، من الساعة الخامسة مساءً حتى الساعة السادسة صباحاً، وإغلاق المولات والشواطئ والمناطق الترفيهية والأندية».
وشهدت مديريات الأمن كافة في مصر، أمس «انتشاراً أمنياً مكثفاً بالمحاور والشوارع والميادين، وبمحيط المنشآت المهمة والحيوية، للحفاظ على الأمن والتعامل الفوري والتصدي الحاسم لكل ما من شأنه تعكير صفو تلك الأجواء». وقالت وزارة الداخلية المصرية، أمس، إن «الخطط الأمنية شملت تكثيف الوجود الأمني، وتعيين الارتكازات الأمنية ونقاط ملاحظة الحالة، وتسيير الأطواف الأمنية، والدفع بقوات التدخل والانتشار السريع بالمحاور والطرق والشوارع والميادين والنطاقات الحيوية كافة»، مضيفة: «كما شملت الخطة متابعة تنفيذ الإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها الدولة للحفاظ على صحة المواطنين، ضمن الخطة الشاملة للحد من انتشار الفيروس التي تشمل غلق الشواطئ والحدائق العامة والمتنزهات والمراسي النيلية، ومتابعة غلق المحال التجارية والمولات والمطاعم ومناطق تقديم الخدمات الترفيهية، وكذا إغلاق طرق الكورنيش بمحافظات مصر كافة، بدءاً من يوم أمس».
وأكدت شركة مترو «أنفاق القاهرة» أمس «توقف حركة الخطوط الثلاثة من أمس حتى الجمعة المقبل». كما أشارت هيئة السكة الحديد إلى «توقف حركة القطارات على خطوط الهيئة كافة». وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، قد أعلن أخيراً أنه «سيتم إيقاف حركة وسائل النقل الجماعي كافة ابتداء من الأحد حتى الجمعة المقبل»، فيما بثت وزارة الأوقاف المصرية، أمس، صلاة عيد الفطر من مسجد «السيدة نفيسة»، جنوب القاهرة، عبر الإذاعة المصرية والتلفزيون، بضوابط التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية. وكانت «الأوقاف» قد أصدرت تعليمات خاصة بصلاة عيد الفطر، تضمنت «عدم فتح المساجد أمام الجمهور على الإطلاق، والاقتصار على تشغيل مكبرات الصوت الداخلية فقط، دون استخدام مكبرات الصوت الخارجية، منعاً لأي تجمع خارج المسجد».
وجاء ذلك في وقت تداول فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، مقطع فيديو لشخص يهرول خلال وقت صلاة العيد وهو يرتدي الزي الأزهري، بعد «محاولته إقامة صلاة العيد بالمخالفة للتعليمات». وقالت مديرية أوقاف الدقهلية، بدلتا مصر، أمس، إن «هذا الشخص ليس له علاقه بالأوقاف، لا إماماً ولا خطيباً، إنما بالتحري تبين أنه طالب في الصف الثالث الثانوي الأزهري، وتم إخطار الجهات المعنية بذلك».
وأكد عبد الله حسن، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، أمس، أن «الوزارة ستتواصل مع قطاع المعاهد الأزهرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص ما بدر من الطالب الأزهري الذي أساء استخدام الزي الأزهري، وتصرف بصورة تخالف القانون والقيم».
ومن جهته، أكد محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية في مصر، أمس، أنه «تم التعاون والتنسيق بين القيادات المحلية بالمحافظات، ومديري الأمن والجهات المعنية الأخرى، لتطبيق قرارات مجلس الوزراء بكل حزم، ومنع أي تكدسات أو تجمعات للمواطنين»، مهيباً بالمصريين «الالتزام بالقرارات والتوجيهات الصادرة من مجلس الوزراء للحفاظ على سلامتهم وأمنهم، والاحتفال بهذه المناسبة مع أسرهم في المنازل»، مؤكداً «ضرورة التعامل بكل حزم في تنفيذ القرارات الصادرة من مجلس الوزراء كافة للحد من انتشار (كورونا)».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».