ذكاء صناعي يتفوّق على الإنسان في «تخمين» طباع الشخص من صورته

القدرات الخارقة للذكاء الاصطناعي
القدرات الخارقة للذكاء الاصطناعي
TT

ذكاء صناعي يتفوّق على الإنسان في «تخمين» طباع الشخص من صورته

القدرات الخارقة للذكاء الاصطناعي
القدرات الخارقة للذكاء الاصطناعي

لم تعد القدرات الخارقة للذكاء الصناعي خبراً يثير الدهشة، وباتت شبه عادية ويومية تقريباً الأخبار عن تطوير شبكات عصبونية محاكية (صناعية)، أثبتت تفوقها على الإنسان في تنفيذ بعض المهام. وأخيراً أعلن فريق علمي روسي، يضم علماء رياضيات وعلماء نفس، وخبراء برمجيات، ويقوده العالم يفغيني أوسين، الأستاذ المشارك في المدرسة الروسية العليا للاقتصاد، عن تطوير شبكة عصبونية «تعلمت تخمين وتحديد سمات وطباع الشخص من صورته». وقال المكتب الإعلامي في المدرسة العليا للاقتصاد إن «الشبكة تمكنت من وضع تقديرات دقيقة لسمات وطباع الشخص في 60% من الحالات، في الوقت الذي يتمكن فيه الإنسان من وضع تقديرات دقيقة في 50% من الحالات فقط، ما يعني تفوق الذكاء الصناعي بنسبة 10% في دقة التقديرات».
وبينما يشكك جزء من العلماء في إمكانية تحديد الطباع والسمات الرئيسية للشخص من ملامحه، أظهرت دراسات أجراها علماء بيولوجيا في السنوات الأخيرة، علاقة بين السمات الرئيسية للإنسان وجينات محددة، ويواصلون أبحاثهم، بما في ذلك بمساعدة منظومات الذكاء الصناعي، لمعرفة ما إذا كانت الاختلافات في بنية تلك الجينات بين إنسان وآخر، تنعكس على شكل تباين في ملامح وتعابير الوجه. وكانت الأبحاث والاختبارات التي أجراها الفريق العلمي الروسي بقيادة العالم أوسين، هي الأكبر في هذا المجال حتى الآن، شارك فيها 12 ألف متطوع، وافقوا جميعهم على اجتياز اختبار نفسي تقليدي، وسمحوا باستخدام صورهم، لدراستها عبر الشبكة العصبونية المحاكية التي تم تطويرها.
وكانت النتيجة أن أظهرت الشبكة الصناعية قدرة أفضل من الإنسان في «تخمين» طباع كل شخص، إلا أنها كانت دقيقة بشكل أكبر في تحديد سمات أخرى دون غيرها. وعلى سبيل المثال قدمت نتائج جيدة جداً في تحديد طباع مثل «النزاهة» و«إدراك المسؤولية»، بينما لم تعطِ نتائج إيجابية في تحديد سمة «قابلية الإنسان (صاحب الصورة التي تدرسها) لتجارب جديدة».
كما لاحظ العلماء أن النتائج التي قدمتها الشبكة تأثرت بجنس صاحب الصورة، ذكراً أم أنثى، وعلى سبيل المثال تمكنت من قراءة «سمة» الاستقرار العاطفي عند النساء بشكل أفضل من تقديرها هذه السمة عند الرجال. ويأمل الفريق العلمي تطوير هذه الشبكة العصبونية الصناعية، لاستخدامها لاحقا في مجالات مثل تشخيص الحالة النفسية في أثناء التوظيف، أو الاستفادة من الصورة عند الانضمام إلى صفحات التعارف عبر الإنترنت، ومجالات أخرى.



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.