أطراف صناعية يمكن لصاحبها الشعور من خلالها

أطراف صناعية يمكن لصاحبها الشعور من خلالها
TT

أطراف صناعية يمكن لصاحبها الشعور من خلالها

أطراف صناعية يمكن لصاحبها الشعور من خلالها

يفعل البشر كثيرا من الأشياء بأيديهم، فنحن نعصر بها الليمون، ونمسك بأيدي الآخرين، ونلتقط بها ما يسقط على الأرض، وهي أشياء لا يستطيع كثير من الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم القيام بها.
المهندس الطبي جاكوب سيغل، وهو عالم أبحاث في مجال الرعاية الصحية بوزارة شؤون المحاربين القدامى بالولايات المتحدة، عمل مع فريق بحثي من جامعة كولورادو الأميركية على محاولة إعادة الشعور بتلك الأشياء للمبتورين من المحاربين القدماء.
وتقوم فكرة سيغل التي تم الإعلان عنها في العدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبورتز»، على استخدام أجهزة استشعار إلكترونية في الأطراف الصناعية، بحيث تخدع هذه المستشعرات المخ وتجعله يتعامل وكأن الشخص يلمس أشياء بأصابعه.
ونشأ سيغل في عائلة من الأطباء وكان مفتوناً منذ صغره بفكرة دراسة جسم الإنسان كآلة وإن كانت معقدة جداً، وهو المفهوم الذي حاول تطبيقه في اختراعه الجديد.
ويقول في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة كولورادو: «يمكن تصور الجسم وكأنه مجرد مجموعة من الأسلاك والمشغلات، مع وجود معالج دقيق ضخم في رأسك، وما فعلناه هو أننا جعلنا المخ يشعر بالإشارات القادمة من الأسلاك الموجودة في الأطراف الصناعية».
وتضرب الواجهة العصبية التي تم تسميتها في هذا الاختراع بـ(قطب الكف العصبي) الأعصاب بنبضات إلكترونية، ويساعد الضبط الصحيح لهذه النبضات على السفر إلى الدماغ وخداعه ليفكر في أنه يمكن أن يشعر بالأصابع، حتى إذا لم تكن هناك أصابع تشعر بها.
وعمل الباحثون مع أحد المتطوعين، وهو رجل في الأربعينات من عمره فقد ذراعه من منطقة تحت الكوع، وأظهرت الواجهة العصبية الجديدة نتائج إيجابية في الترميم الحسي له، مما ساعده على الشعور بيده في كثير من المواقف.
ولا يزال أمام الفريق البحثي الكثير لتحويل هذا الإنجاز إلى منتج قابل للتطبيق، وقد حصل سيغل مؤخرا على منحة بقيمة مليون دولار، للقيام بذلك.
ويقول: «أعتقد أننا بحاجة إلى المضي قدماً نحو مزيد من التطوير، بحيث تكون المواد الصناعية والمادية المستخدمة في الأطراف الصناعية غير واضحة، وهي المواد الخاصة بنا والتي تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة».


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».