خلال تاريخه على هذه الأرض مرّ الجنس البشري بآلاف الحروب والأوبئة والمحن والكوارث؛ من براكين وزلازل ونيازك دمرت مساحات كبيرة وكانت السبب في انقراض حيوانات عملاقة كانت تعيش عليها، ولكن الإنسان بقي صامداً عليها والسبب قدرته الفائقة على التكيف مع كل الظروف.
ومع عودة الدوري الألماني الذي كان (نقطة القياس العالمية) ونجاح الأسبوع الأول وإثارته وأهدافه وعدم تسجيل إصابات أو عدوى بفيروس كورونا ثم عودة التدريبات ضمن مجموعات صغيرة يوم الثلاثاء إلى الأندية الإنجليزية وعودة الحياة تقريباً إلى بعض العواصم والمدن الكبرى، مثل لندن وميلانو، وهي من الأكثر تأثراً بجائحة كورونا، يجعلنا نتفاءل أن فترة ما بعد العيد قد تحمل أنباء طيبة (على الأقل على صعيد كرة القدم وبعض الرياضات مثل السباحة)، حيث فتحت برشلونة 500 موقع على الشواطئ فيما عادت الحياة الطبيعية مع بعض الاحتياطات الصحية في نيوزيلندا، فيما أعلنت سلوفينيا رسمياً انتهاء قصة كورونا (لا أعرف كيف يمكن أن تنتهي القصة من دون فتح المطارات والحدود وقدوم السياح وسفر المواطنين إلى الخارج وعودتهم)؟!
أنا شخصيا مع التريث وانتظار نتائج تجارب الآخرين ما دام لا يوجد شيء طبي أو علمي مؤكد، وشاهدنا كيف عادت الإصابات لبعض الأشخاص في ووهان الصينية مسقط رأس كورونا التي تم عزلها وتعقيمها، ولكن وجود 11 مليون نسمة فيها لا يعني أن جائحة بهذا الحجم يمكن أن تختفي كما بدأت، اللهم إلا إذا كانت من صنع البشر.
الثابت أن الإنسان أقوى من أي مرض مهما كان هذا المرض خبيثاً، ولكن الثابت أيضاً أن الإنسان لا يتعلم من تجاربه ويمكن أن ينسى بسهولة؛ لهذا فأنا أتفق مع المقولة التي باتت أكثر قبولاً الآن؛ وهي أن الحياة ما قبل كورونا لن تكون هي نفسها ما بعد كورونا، وإن عادت الرياضة إلى الحياة فإننا يجب أن نتعلم من الدرس ونجعل من ملاعبنا ومنشآتنا الرياضية بيئة أكثر صحية ونظافة، خاصة أن كثيراً من ملاعب العرب تفتقر لهذه المقومات، خاصة دورات المياه والمقاعد - إن وجدت - إضافة لمرافق البيع (أيضاً إن وجدت).
لنجعل ملاعبنا وصالاتنا ومسابحنا بيئة جاذبة ونظيفة، ولنحاول جعل المنافسات الرياضية المقبلة أكثر متعة ضمن معايير صحية دائمة وليست آنية أو ردة فعل على جائحة عالمية خطيرة.
15:2 دقيقه
عودة الحياة
https://aawsat.com/home/article/2298916/%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9
عودة الحياة
عودة الحياة
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة