«هيدروكسي كلوروكوين» الذي روّج له ترمب يزيد خطر الوفاة بـ«كورونا»؟

عقار هيدروكسي كلوروكوين المضاد للملاريا (أ.ف.ب)
عقار هيدروكسي كلوروكوين المضاد للملاريا (أ.ف.ب)
TT

«هيدروكسي كلوروكوين» الذي روّج له ترمب يزيد خطر الوفاة بـ«كورونا»؟

عقار هيدروكسي كلوروكوين المضاد للملاريا (أ.ف.ب)
عقار هيدروكسي كلوروكوين المضاد للملاريا (أ.ف.ب)

أفادت دراسة كبيرة نُشرت، أمس (الجمعة)، في المجلة الطبية «اللانسيت»، بأن مرضى «كورونا»، الذين يعانون من أعراض خطيرة، وعولجوا بعقار «هيدروكسي كلوروكوين» أو «الكلوروكوين»، كانوا أكثر عرضة للوفاة أو الإصابة بضربات قلب غير منتظمة وخطيرة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد شجَّع مراراً على تناول عقار «هيدروكسي كلوروكوين» المضاد للملاريا، وعقار «أزيثروميسين» المضاد الحيوي لعلاج «كورونا». ويوم الاثنين، كشف أنه كان يأخذ «هيدروكسي كلوروكوين» لتجنُّب الإصابة بفيروس «كورونا»، رغم عدم وجود دليل على فعالية العقار.
وقال الدكتور مانديب ميهرا، المدير الطبي لمركز القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام في الولايات المتحدة، والمؤلف الرئيسي للدراسة، لشبكة «سي إن إن» إنه سيوصي المستشفيات بالتوقف عن استخدام الدواءين لعلاج «كوفيد - 19». وأضاف: «أظهرت بياناتنا بشكل مقنع للغاية أنه في جميع أنحاء العالم، فإن هذا المزيج من الأدوية لا يُظهِر أي فائدة في علاج (كورونا)، وفي الواقع، يُظهِر بشكل غير متوقع إشارات على التسبب بأخطار».
وضمن الدراسة الجديدة، حلَّل الباحثون بيانات من أكثر من 96 ألف مريض مصابين بـ«كورونا» من 671 مستشفى في ست قارات. وجرى نقلهم جميعاً إلى المستشفى بين أواخر ديسمبر (كانون الأول) ومنتصف أبريل (نيسان)، وتُوفّوا أو خرجوا بحلول 21 أبريل. وقد عولج أقل من 15 ألف مريض باستخدام «هيدروكسي كلوروكوين» أو «الكلوروكين».
وارتبطت كل العلاجات بزيادة خطر الوفاة في المستشفى حيث توفي نحو واحد من كل 11 مريضاً في مجموعة يراقبها الأطباء، من الذين لم يتلقوا أياً من الأدوية.
وتوفي في المستشفى نحو واحد من كل ستة مرضى عولجوا بـ«الكلوروكين» أو «هيدروكسي كلوروكوين» وحده. وتُوفي نحو واحد من كل خمسة مصابين معالجين بـ«الكلوروكين» ومضاد حيوي. وتُوفي واحد تقريباً من كل أربعة أشخاص عولجوا بـ«هيدروكسي كلوروكوين» ومضاد حيوي.
ووجد الباحثون أيضاً أن اضطراب نَظْم القلب الخطير أكثر شيوعاً بين المرضى الذين يتلقون أحد هذه العلاجات. وكانت أكبر زيادة بين المجموعة المعالَجة بـ«هيدروكسي كلوروكوين» ومضاد حيوي. وأصيب 8 في المائة من هؤلاء المرضى باضطراب نَظْم القلب، مقارنة بـ0.3 في المائة من غيرهم.
وقال الدكتور ديفيد بولوير، خبير الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا الذي يدرس أيضاً «هيدروكسي كلوروكوين» كعلاج لـ«كورونا»، إن الدراسة تعزز فرضية أن الدواء «ربما ليست له فائدة بل يزيد من خطر الوفاة» لدى مرضى الفيروس التاجي. وأضاف: «قبل ذلك، أشارت البيانات إلى أنه قد لا تكون هناك فائدة عامة من (هيدروكسي كلوروكوين)، لكن هذه الدراسة تُظهِر أدلة متزايدة على أنه ليس هناك فائدة منه فحسب، بل ربما يكون هناك ضرر».
وتابع: «هناك أدلة متزايدة على أنه لا ينبغي استخدام (هيدروكسي كلوروكوين) لعلاج المرضى في المستشفيات».
وأظهرت دراسات أصغر، بما في ذلك واحدة نُشرت في «مجلة الجمعية الطبية الأميركية»، أن «هيدروكسي كلوروكوين» لم يساعد في محاربة الفيروس التاجي، ويمكن أن يسبب مشاكل في القلب.


مقالات ذات صلة

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

العالم العربي من داخل مجمع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«أطباء بلا حدود»: مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الأحد، من أن مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في قطاع غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج الطبي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
TT

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونيسكو» على أنه تراث مشترك بين 16 دول عربية.

ويأتي الملف التراثي نتيجة تعاون مشترك بين وزارتي الثقافة والخارجية المصريتين وسائر الدول العربية التي تعد الحناء من العناصر الثقافية الشعبية المرتبطة بمظاهر الفرح فيها، كما تمثل تقليداً رئيساً لمظاهر احتفالية في هذه المجتمعات وهي: السودان، مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، الكويت، فلسطين، تونس، الجزائر، البحرين، المغرب، موريتانيا، سلطنة عمان، اليمن، وقطر.

وتعقد اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعاً يستمر منذ الاثنين الماضي وحتى الخميس 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في أسونسيون عاصمة باراغواي، للبت في إدراج 66 عنصراً جديداً رُشحَت على أنها تقاليد مجتمعية، وفق «اليونيسكو».

وذكّرت المنظمة بأن الحنّة (أو الحناء): «نبتة يتم تجفيف أوراقها وطحنها ثم تحويلها إلى عجينة تُستخدم في دق الوشوم وتحديداً تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف، وتُستعمل أيضاً لصبغ الشعر أو جلب الحظ للأطفال».

الحنة تراث ينتقل بين الأجيال (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

وعللت «اليونيسكو» إدراج الحنّة في قائمة التراث الثقافي غير المادي بأنها «ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسة من حياته، وترافق طقوس استخدام الحنّة أشكال تعبير شفهية مثل الأغنيات والحكايات».

من جهته أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مشيراً إلى أن تسجيل الحناء يُعد العنصر التاسع الذي تضيفه مصر إلى قوائم التراث الثقافي غير المادي منذ توقيعها على اتفاقية 2003، بحسب بيان للوزارة.

وأكدت الدكتورة نهلة إمام رئيسة الوفد المصري أن الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقساً اجتماعياً عريقاً في المجتمعات العربية؛ حيث تُستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة، كما أشارت إلى «ارتباط استخدام الحناء بتقاليد شفهية، مثل الأهازيج والأمثال الشعبية، وممارسات اجتماعية تشمل زراعتها واستخدامها في الحرف اليدوية والعلاجية».

وسلط الملف الذي قُدم لـ«اليونيسكو» بهدف توثيقها الضوء على أهمية الحناء بأنها عنصر ثقافي يعكس الروح التقليدية في المجتمعات المشاركة، وكونها رمزاً للفرح والتقاليد المرتبطة بالمناسبات الاحتفالية وفق الدكتور مصطفى جاد، خبير التراث الثقافي اللامادي بـ«اليونيسكو»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تمثل الحناء واحدة من أهم عناصر تراثنا الشعبي، فهي مرتبطة بمعظم مفردات التراث الشعبي المصري والعربي الأخرى؛ وهي وثيقة الارتباط بالنواحي الجمالية والتزيينية، وأغاني الحناء، فضلاً عن الأمثال والمعتقدات الشعبية، والاستخدامات والممارسات الخاصة بالمعتقدات الشعبية، وتستخدم الحناء في الكثير من طقوسنا اليومية، المتعلقة بالمناسبات السعيدة مثل الزواج والأعياد بشكل عام».

الحنة تراث عربي مشترك (بكسيلز)

وأكد جاد أن التعاون العربي تجاه توثيق العناصر التراثية يعزز من إدراج هذه العناصر على قوائم «اليونيسكو» للتراث اللامادي؛ مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، وقال: «تثمن (اليونيسكو) عناصر التراث الشعبي المشتركة بين الدول، وقد سبق تسجيل عناصر النخلة، والخط العربي، والنقش على المعادن المشتركة بين مصر وعدة دول عربية؛ مما يؤكد الهوية العربية المشتركة».

وأضاف: «نحن في انتظار إعلان إدراج عنصر آخر مشترك بين مصر والسعودية على القوائم التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بـ(اليونيسكو) اليوم أو غداً، وهو آلة السمسمية الشعبية المعروفة».

وكانت بداية الحناء في مصر القديمة ومنها انتشرت في مختلف الثقافات، خصوصاً في الهند ودول الشرق الأوسط، حتى صارت ليلة الحناء بمثابة حفل «توديع العزوبية» في هذه الثقافات، وفق عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأدلة الأثرية والتحاليل العلمية وثقت دور الحنة باعتبارها مادة أساسية ذات أهمية كبيرة في الحياة اليومية للمصريين القدماء»، وتابع: «بخلاف استخدامها في الأغراض التجميلية مثل صبغ الشعر، فقد تمت الاستعانة بها في الطقوس الجنائزية؛ إذ يعتقد استخدامها في التحنيط، كما كانت جزءاً من الممارسات الروحية لتحضير المومياوات للحياة الآخرة، فضلاً عن صبغ الأقمشة والجلود».

ارتبطت الحناء بالمناسبات والأعياد (بكسيلز)

الفنان العُماني سالم سلطان عامر الحجري واحد من المصورين العرب الذين وثقوا بعدستهم استخدام الحنة في الحياة اليومية، وسجّل حرص الجدات على توريثها للأجيال الجديدة من الفتيات الصغيرات، يقول الحجري لـ«الشرق الأوسط»: «الحنة في سلطنة عمان هي رمز للفرحة، ومن أهم استخداماتها تزيين النساء والأطفال بها في عيد الفطر، حيث عرفت النساء العربيات منذ القدم دق ورق الحناء وغربلته ونخله بقطعة من القماش وتجهيزه، مع إضافة اللومي اليابس (الليمون الجاف)، لمنحها خضاب اللون الأحمر القاتم، وذلك قبل العيد بعدة أيام، ثم يقمن بعجن الحناء المضاف له اللومي الجاف بالماء، ويتركنه لفترة من الوقت، وقبل النوم يستخدمن الحناء لتخضيب اليدين والرجلين للنساء والفتيات».