السعودية: غالبية الاستثمارات تستطيع مواصلة عملياتها وسداد القروض في ظل {كورونا}

دفع رواتب الموظفين يتصدر التحديات المالية للمستثمرين

هيئة الاستثمار السعودية التي تحولت إلى وزارة في فبراير الماضي تواصل مبادرات تخفيف تداعيات الوباء (الشرق الأوسط)
هيئة الاستثمار السعودية التي تحولت إلى وزارة في فبراير الماضي تواصل مبادرات تخفيف تداعيات الوباء (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: غالبية الاستثمارات تستطيع مواصلة عملياتها وسداد القروض في ظل {كورونا}

هيئة الاستثمار السعودية التي تحولت إلى وزارة في فبراير الماضي تواصل مبادرات تخفيف تداعيات الوباء (الشرق الأوسط)
هيئة الاستثمار السعودية التي تحولت إلى وزارة في فبراير الماضي تواصل مبادرات تخفيف تداعيات الوباء (الشرق الأوسط)

كشفت وزارة الاستثمار السعودية، أمس، أن مسحاً أجرته مؤخراً لشريحة ضمت 1.8 ألف مستثمر أجنبي ومحلي في 11 قطاعاً ونشاطاً اقتصادياً، أفصحت عن مؤشرات اقتصاد جزئي إيجابية، تؤكد أن غالبية المستثمرين قادرون على مواصلة عملياتهم التجارية بتدفقاتهم النقدية الحالية، والقدرة على سداد تلك القروض في الظروف الحالية.
وأجرت مبادرة وزارة الاستثمار بتأسيس مركز الاستجابة لوباء «كوفيد-19» مسحاً للمستثمرين لفهم التدابير الاحترازية التي لها أكبر الأثر على الأعمال للمساعدة في معالجة تحدياتهم، حيث شمل المسح 11 قطاعاً، هي: لوجيستيات البناء، والترفيه، والإعلام، والخدمات المالية، والتعدين، والصحة، والبيع بالتجزئة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسياحة، والصناعة، والتصنيع.
وأوضح المسح الذي تم الانتهاء منه في 13 أبريل (نيسان) المنصرم، مع عينة قوامها 1823 مستثمراً، عن وجود بعض التحديات المالية التي واجهها المستثمرون خلال أزمة كورونا، حيث يواجه معظم المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع تحديات مالية. وبحسب المسح، تصدرت التحديات المالية دفع رواتب الموظفين بنسبة 49 في المائة، بينما يكافح كثيرون لتغطية النفقات الأخرى بنسبة 48 في المائة، وتحقيق إيرادات ودخل للمنشأة بنسبة 46 في المائة، بالإضافة إلى ذلك استحوذ تحدي الدفع للموردين والبائعين على نسبة 23 في المائة، وأخيراً دفع القروض 10 في المائة من العينة.
ورغم التحديات، أشار المسح الحكومي إلى أن غالبية المستثمرين أفادوا بأنهم قادرون على مواصلة عملياتهم التجارية بتدفقاتهم النقدية الحالية، حيث أكد 84 في المائة من عينة مسح المنشآت أنها قادرة على مواصلة أعمالها وفق التدفق النقدي الحالي، بينما 14 في المائة من الشركات غير قادرة على مواصلة أعمالها، وهو ما يمثل مجال تدخل رئيسي للحكومة السعودية.
وأبلغت الشركات التي تواجه صعوبة في سداد القروض -بحسب المسح- عن تجربة إيجابية عند التواصل مع الحكومة والبنوك التجارية، فيما يتعلق بمنح أو تأجيل أو إعادة هيكلة قروضها، وهو انعكاس واضح على إيجابيات الموقف الذي أنشأته حزمة التحفيز الحكومية، والتعامل المضمون مع الوضع.
وأشار 84 في المائة من عينة الشركات إلى القدرة على سداد تلك القروض في الظروف الحالية، كما لفت 94 في المائة إلى أن الشركات في وضع مالي مريح نسبياً، إذ ليس لديها قروض سابقة.
وفي جانب آخر، عقد مركز التواصل والمعرفة المالية بوزارة المالية، بالتعاون مع المركز الوطني لإدارة الدين، لقاءً افتراضياً بعنوان «المملكة بيئة استثمارية مستدامة» مؤخراً لإطلاع المستثمرين على أبرز ما اتخذته حكومة المملكة في مواجهة جائحة كورونا، والمبادرات الحكومية التي أقرتها للتخفيف من الآثار المالية والاقتصادية على الأفراد ومنشآت القطاع الخاص والمستثمرين.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لإدارة الدين، فهد السيف، أن التقديرات الإيجابية لوكالات التصنيف العالمية أكدت الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي، وعكست قوة المركز المالي للمملكة، وقدرتها على مواصلة النمو ومواجهة التحديات، خصوصاً في ظل الأزمات والظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم.
ومن جانبه، يرى المدير العام رئيس الخدمات المصرفية المؤسسية الدولية لشركة «بلاك روك»، تيرينس كييلي، أن شركته تدعم وتشجع المبادرات والإجراءات التي قامت بها حكومة المملكة، والتي تعد دلالة على حرصها والتزامها بالاستدامة المالية طويلة الأمد، مشيراً إلى أن البيئة الاقتصادية العالمية تسعى إلى تحقيق أعلى درجات الجودة والعوائد المرتفعة.
وأضاف كييلي في هذا الشأن أن المملكة تعد بيئة استثمارية جذابة على الصعيد النسبي والمطلق، مؤكداً أنه في الوقت الحالي يهتم المستثمرون الدوليون بالحصول على مصادر لعوائد متينة، وهناك كثير من الفرص الاستثمارية الجاذبة في المملكة، بما فيها الفرص الاستثمارية في البنية التحتية.
إلى ذلك، أشار إبراهيم السويل، وكيل خدمات واستشارات المستثمرين بوزارة الاستثمار، إلى أن وزارة الاستثمار تهدف إلى ضمان استمرارية الأعمال في هذه الأوقات غير المسبوقة، واستقرار البيئة الاستثمارية في المملكة حتى نتجاوز تداعيات «كوفيد-19»، مبيناً أن تصنيف المملكة في المرتبة الثانية في مؤشر ثقة المستهلك العالمي أبسوس للعام 2020 يعكس أن المستثمرين على الصعيدين الدولي والمحلي لديهم الثقة بالإجراءات الاقتصادية التي تقوم بها المملكة على المدى الطويل.



الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
TT

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء، مدفوعاً بزيادة إنفاق المستهلكين وارتفاع الصادرات.

وأفادت وزارة التجارة بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي - الذي يعكس قيمة السلع والخدمات المنتجة في البلاد - قد تباطأ مقارنةً بالربع الثاني الذي سجل نمواً بنسبة 3 في المائة. ومع ذلك، أظهر التقرير أن الاقتصاد الأميركي، الذي يعد الأكبر في العالم، ما يزال يثبت قدرته على الصمود بشكل أكبر مما كان متوقعاً. فقد تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي نسبة 2 في المائة في ثمانية من آخر تسعة أرباع، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ورغم هذه النتائج الإيجابية، كان الناخبون الأميركيون، الذين يشعرون بالاستياء بسبب ارتفاع الأسعار، غير راضين عن النمو الثابت، فاختاروا في هذا الشهر إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بهدف تعديل السياسات الاقتصادية للبلاد. كما سيحظى ترمب بدعم أغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ.

وفي ما يتعلق بإنفاق المستهلكين، الذي يمثل نحو 70 في المائة من النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، فقد تسارع إلى 3.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، مقارنة بـ 2.8 في المائة في الربع الثاني، وهو أسرع نمو منذ الربع الأول من عام 2023. كما ساهمت الصادرات بشكل كبير في نمو الاقتصاد، حيث ارتفعت بنسبة 7.5 في المائة، وهو أعلى معدل خلال عامين. ومع ذلك، كان نمو إنفاق المستهلكين والصادرات في الربع الثالث أقل من التقديرات الأولية لوزارة التجارة.

وعلى الرغم من التحسن في الإنفاق، فقد شهد نمو استثمار الأعمال تباطؤاً ملحوظاً، بسبب انخفاض الاستثمار في قطاع الإسكان والمباني غير السكنية مثل المكاتب والمستودعات. في المقابل، شهد الإنفاق على المعدات قفزة ملحوظة.

وعند توليه منصب الرئاسة في الشهر المقبل، سيرث الرئيس المنتخب ترمب اقتصاداً يتمتع بمؤشرات إيجابية عامة. فالنمو الاقتصادي مستمر، ومعدل البطالة منخفض عند 4.1 في المائة. كما تراجع التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له في 40 عاماً بنسبة 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، إلى 2.6 في المائة. وعلى الرغم من أن هذا الرقم لا يزال يتجاوز الهدف الذي حدده من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» والبالغ 2 في المائة، فإن البنك المركزي يشعر بالرضا عن التقدم الذي تم إحرازه في مكافحة التضخم، الأمر الذي دفعه إلى خفض سعر الفائدة الأساسي في سبتمبر (أيلول) ثم مرة أخرى هذا الشهر. ويتوقع العديد من متداولي «وول ستريت» أن يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بتخفيض آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول).

إلا أن الجمهور لا يزال يشعر بوطأة التضخم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 20 في المائة عن مستواها في فبراير (شباط) 2021، قبل أن يبدأ التضخم في الارتفاع.

من جهة أخرى، وعد ترمب بإجراء تغييرات اقتصادية كبيرة. ففي يوم الاثنين، تعهد بفرض ضرائب جديدة على واردات السلع من الصين والمكسيك وكندا. ويرى الاقتصاديون الرئيسيون أن هذه الضرائب أو التعريفات الجمركية قد تزيد من التضخم، حيث يقوم المستوردون الأميركيون بتحمل تكاليف هذه الضرائب ثم يسعون إلى نقلها إلى المستهلكين في صورة أسعار أعلى.

وكان تقرير الأربعاء هو الثاني من ثلاث مراجعات للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث. ومن المقرر أن يصدر التقرير النهائي من وزارة التجارة في 19 ديسمبر.