وصف بعضهم بـ«أعدائه السياسيين»... ترمب يهاجم العلماء المعارضين لآرائه

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

وصف بعضهم بـ«أعدائه السياسيين»... ترمب يهاجم العلماء المعارضين لآرائه

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقادات لاذعة لعدد من العلماء ومسؤولي الصحة العامة الذين عارضوا بعض آرائه ومقترحاته المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، وأهمها استخدام عقار هيدروكسي كلوروكوين للوقاية من الفيروس، والتحرك «السريع» لتخفيف إجراءات الإغلاق، وإعادة فتح البلاد.
وبحسب وكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد انتقد ترمب مسؤولي الصحة مرتين خلال هذا الأسبوع؛ المرة الأولى كانت يوم الثلاثاء الماضي، حين هاجم دراسة أجراها باحثون في جامعة كارولينا الجنوبية وجامعة فيرجينيا ومعهد دورن للأبحاث في ولاية ساوث كارولينا، وتم تمويلها جزئياً من قبل المعاهد الوطنية للصحة التابعة لحكومة ترمب، وأثارت إنذارات بشأن استخدام عقار هيدروكسي كلوروكوين الذي روج ترمب لتناوله للوقاية من كورونا.
ونظرت الدراسة في البيانات الطبية لـ368 مريضاً من الذكور في المراكز الصحية لقدامى المحاربين، 97 منهم تناولوا هيدروكسي كلوروكوين، و113 تناولوا هيدروكسي كلوروكوين والمضادات الحيوية أزيثروميسين، و158 مريضاً لم يأخذوا الدواء.
وكان معدل الوفيات لدى المرضى الذين تناولوا هيدروكسي كلوروكوين وحده 27.8 في المائة، بينما كان معدل الوفيات لدى أولئك الذين لم يتناولوا الدواء 11.4 في المائة.
وعلق ترمب على الدراسة بقوله: «إنها الدراسة السيئة الوحيدة التي تشكك في فعالية هيدروكسي كلوروكوين. وقد أعطى الباحثون العقار للأشخاص الذين كانوا في حالة صحية سيئة للغاية»، وتابع: «إنهم كانوا مسنين للغاية، وكادوا أن يموتوا. هذه الدراسة أجراها أعداء سياسيون لي».
وجاءت تصريحات ترمب، رغم تحذير هيئة الغذاء والدواء الشهر الماضي بعدم استخدام هذا العقار إلا في التجارب السريرية بسبب آثاره الجانبية الخطيرة، بما في ذلك مشكلات القلب التي تهدد الحياة.
وأمس (الخميس)، جدد ترمب انتقاداته للباحثين والعلماء، وذلك بعد أن قال باحثون من جامعة كولومبيا الأميركية إنه كان يمكن تجنّب حصول أكثر من 35 ألف وفاة نتيجة كورونا، في حال تمّ اتخاذ تدابير حجر في البلاد قبل أسبوع من تاريخ فرضها.
ووفق التوقعات التي جرت بناء على عدة نماذج حسابية، فإن 61 في المائة من الإصابات (أكثر من 700 ألف)، و55 في المائة من بين أكثر من 65 ألف وفاة (أي 35 ألفاً على الأقل)، المسجلة حتى 3 مايو (أيار) «كان يمكن تجنّبها» في حال فرِضت تدابير تباعد اجتماعي، وآليات للسيطرة على الوباء «قبل أسبوع فقط».
وتؤكد هذه التوقعات، وفق الباحثين، مخاطر تخفيف قيود الإغلاق الذي بدأ بدرجات متفاوتة في جميع الولايات الأميركية للحدّ من الأثر الاقتصادي للوباء.
ودافع ترمب عن تعامل إدارته مع الفيروس، وقال للصحافيين أمس (الخميس): «جامعة كولومبيا مؤسسة ليبرالية للغاية. أعتقد أنها ترغب في تحقيق أهداف سياسية».
ولطالما شكك ترمب في كثير من الدراسات والنظريات العلمية.
وقال الخبير في الصحة العامة لاري جوستين: «إن قيام ترمب بتقويض ثقة الأميركيين في نزاهة العلماء أمر خطير بشكل خاص خلال الوباء، حيث يعتمد الجمهور على الحكومة لتطوير سياسات تستند إلى أفضل المعلومات المتاحة».
وأضاف جوستين: «إذا قام الرئيس الأميركي بتسييس العلوم، والتشكيك في معلومات خبراء الصحة، فسيتسبب ذلك في إخافة المواطنين وإرباكهم».
ورفض البيت الأبيض هذا التفكير، مشيراً إلى أن ترمب اتبع معظم توصيات مسؤولي الصحة العامة في إدارته خلال الأزمة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير: «إن أي ادعاء بأن الرئيس لا يقدّر البيانات الصادرة عن العلماء هو ادعاء زائف، فمنذ بداية الأزمة اتخذ ترمب كثيراً من القرارات الحاسمة استنادا إلى هذه البيانات».
وتعدّ الولايات المتحدة أكثر دول العالم تضرراً من الوباء، بتسجيلها 1.5 مليون إصابة، وأكثر من 94 ألف وفاة.


مقالات ذات صلة

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)

هزة أرضية شرق السعودية... ولا تأثيرات

تبعد الهزة الأرضية 66 كم عن شرق مدينة الجبيل (واس)
تبعد الهزة الأرضية 66 كم عن شرق مدينة الجبيل (واس)
TT

هزة أرضية شرق السعودية... ولا تأثيرات

تبعد الهزة الأرضية 66 كم عن شرق مدينة الجبيل (واس)
تبعد الهزة الأرضية 66 كم عن شرق مدينة الجبيل (واس)

رصدتْ «هيئة المساحة الجيولوجية» السعودية، مساء الثلاثاء، هزةً أرضيةً في الخليج العربي بلغ قدرها الزلزالي 4.36 درجات على مقياس ريختر تبعد 66 كم شرق مدينة الجبيل (شرق المملكة).

وأرجع طارق أبا الخيل، المتحدث الرسمي للهيئة، أسباب الزلزال إلى الإجهادات التي تتعرض لها صدوع قديمة موجودة في منطقة الخليج العربي تسببها حركة الصفيحة العربية واصطدامها بالصفيحة الأوراسية، موضحاً أن هذه الهزة تعد أقل من المتوسطة، ومؤكداً أن «الحدود السعودية لم تتأثر، والوضع آمن».

وهذه الهزة هي الثانية خلال أقل من شهر بعد أخرى في 4 أبريل (نيسان) الحالي تبعد 55 كم عن شرق الجبيل بلغ قدرها 4 درجات على مقياس ريختر، ولم تسجل أي تأثيرات ناتجة عنه، مضيفةً أنها «من الهزات الصغيرة».