قتلى وجرحى حوثيون شمال غربي الضالع... وباليستي يستهدف مأرب

TT

قتلى وجرحى حوثيون شمال غربي الضالع... وباليستي يستهدف مأرب

أطلقت ميليشيات الحوثي الانقلابية في الساعات الأولى صاروخا باليستيا على حي سكني في مدينة مأرب اليمنية دون تسجيل أي إصابات، في الوقت الذي سقط فيه قتلى وجرحى حوثيون عقب تصدي القوات المشتركة من الجيش اليمني في محافظة الضالع (جنوبا) لهجومين مسلحين منفصلين شنتهما عليهم ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في جبهة الفاخر وقطاع غرب مديرية قعطبة وشرقي مديرية الحشاء شمال غربي محافظة الضالع، وذلك بالتزامن مع استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية، الأربعاء، بعدة غارات جوّية تعزيزات عسكرية شمال شرقي مديرية الحشاء، وألحقت بالحُوثي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وفق المركز الإعلامي لمحور الضالع العسكري.
ونقل المركز عن فؤاد جباري، المتحدث الرسمي باسم جبهات محور الضالع، قوله بأنه «تمَّ إفشال هجومين منفصلين لميليشيا الحُوثي في محيط جبهة الفاخر وقطاع (الحرّة ـ قروض) شمال شرقي مديرية الحشاء، وأجبرتهم على التراجع والفرار». مشيرا إلى أنه «تم تكبيد الحُوثي عشرات القتلى والجرحى وخسائر فادحة في العتاد خلال كسر الهجومين، وما زالت جثث الميليشيات مرمية في أرض المعركة».
وكثفت ميليشيات الحوثي الانقلابية من قصفها بمختلف أنواع قذائف الهاون على الأحياء السكنية في الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة الساحلية (غربا) ضمن خروقاتها المتواصلة للهدنة الأممية في ظل الصمت الدولي والأمم المتحدة.
وكانت جبهات القتال في الضالع شهدت إحباط القوات المسلحة محاولة تسلل حوثية بعد منتصف ليلة الثلاثاء وأدى ذلك إلى مقتل خمسة من عناصر الميليشيات بينهم قيادي كبير في قطاع الجب ـ صُبيرة، أثناء محاولتهم زرع عبوات ناسفة غرب مديرية قعطبة، شمالاً، وفق المركز الإعلامي لمحور الضالع العسكري؛ إذ قال إن «القوَّات المسلحة الجنوبية أحبطت محاولة زرع عُبُوَات ناسفة قامت بها مجموعة مُسلَّحَة من عناصر ميليشيا الحُوثي الإرهابيَّة غرب مديرية قعطبة شمال محافظة الضالع بعد منتصف ليلة الثلاثاء، خلّفت خمسة قتلى من ميليشيا الحُوثي الإيرانيَّة بينهم قيادي ميداني كبير».
ونقل المركز عن مصدر عسكري تأكيده، أن «القوات تصدّت لمجموعة من عناصر ميليشيا الحُوثي المدعومة إيرانيّاً حاولت التسلُّل من بلدة صُبيرة باتّجاه مواقع قوَّاتنا المتقدمة في حبيل الدهنة غربي مديرية قعطبة وكانت تحمل أحزمة متفجرة وعُبُوَات ناسفة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، صُنعت محليّاً واستخدمت فيها مواد شديدة الانفجار إيرانيَّة الصُنع».
وأضاف، أن «تحركات العناصر الميليشياوية التي كانت تحمل العُبُوَات والأحزمة الناسفة تسلّلت في جنح الظلام باتّجاه الخطوط المتقدمة للقوَّات الجنوبيَّة في حبيل الدهنة من اتّجاه وادي صُبيرة، حيثُ تمَّ رصدها واستدراجها ومن ثُمَّ جرى التعامل معها وفق قواعد الاشتباك؛ مما أدَّى إلى انفجار العُبُوَات الناسفة ومقتلهم جميعاً بينهم القيادي». مشيراً إلى أنَّ «القوَّات الجنوبيَّة قامت بتمشيط المنطقة بعد الانتهاء من إحباط العملية وتمَّ العثور على خمس جثث ممزقة لخمسة من العناصر الحُوثية المُتسلّلة».
وقال المصدر ذاته، إنه «تم خلال عملية إحباط عملية التسلُّل العثور على خمس قطع سلاح نوع كلاشنكوف وأحزمة ناسفة لم تنفجر جرى تفكيكها بواسطة متخصصين من شعبة الهندسة العسكرية بمحور الضالع، وتم التحفظ على جثث القتلى الحوثيين ونقلهم إلى إحدى الثلاجات المركزية، حيث تُشير المعلومات الأولية».
وأكدت الحكومة «دعمها الكامل للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بكل الإمكانات المتاحة للقيام بدوره ومهامه من أجل حماية الوطن والمواطنين والحفاظ على النظام الجمهوري ووحدة الأراضي اليمنية»، خلال اجتماع افتراضي عقده مجلس الوزراء، الاثنين، عبر الاتصال المرئي عن بُعد برئاسة رئيس المجلس الدكتور معين عبد الملك؛ حيث ناقش فيه مجمل التطورات والأوضاع على الساحة الوطنية في ضوء المستجدات الأخيرة، والجهود المطلوبة للتعامل العقلاني والحكيم معها بما يحافظ على تماسك الدولة والحكومة الشرعية وتفويت أي فرصة على الساعين لتقويض الأمن والاستقرار وحرف البوصلة عن المعركة الوجودية لليمن وشعبها ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية ومشروعها العنصري والدخيل. بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
إلى ذلك، دشنت الهيئة الشعبية لإسناد الجيش في أمانة العاصمة، برئاسة وزير الدولة أمين العاصمة اللواء عبد الغني حفظ الله جميل، مطرح أبناء الأمانة لدعم وإسناد الجيش في محافظة مأرب (شمال شرق) خلال حشد ضم المئات من أبناء أمانة العاصمة تلبية لدعوة الهيئة الشعبية لإسناد الجيش بالأمانة.
وخلال الحشد أعلنت الهيئة الشعبية «النفير العام لإنقاذ اليمن واستعادة مؤسساته الدستورية وحق أبنائه في العيش بحرية وكرامة».
ودعا وكيل أمانة العاصمة نائب رئيس الهيئة عبد المجيد الجرف من تأخر من أبناء الأمانة إلى «الالتحاق بإخوانهم أبطال الجيش من أجل استكمال تحرير الوطن وإنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي». مؤكدا «استعداد أبناء الأمانة الأحرار إلى رفد الجبهات وتقديم الغالي والنفيس في سبيل اليمن الجمهوري».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم