تركيا: إمام أوغلو يشكو وزير الداخلية لمحاولته إخضاعه لـ27 تحقيقاً

TT

تركيا: إمام أوغلو يشكو وزير الداخلية لمحاولته إخضاعه لـ27 تحقيقاً

قدم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بلاغا إلى النيابة العامة ضد وزير الداخلية سليمان صويلو ومفتش عينته الوزارة بموجب قرار من الوزير بفتح 27 تحقيقا بشأن فترة تولي إمام أوغلو رئاسة بلدية فرعية قبل انتخابه رئيسا لبلدية إسطنبول. وقال المحامي كمال بولاط، الموكل عن إمام أوغلو في تصريحات أمس (الخميس) إن البلاغ تضمن أن المفتش الذي يقوم بتدقيق الملفات، عارف يلدريم، يركز فقط على الفترة التي تولى فيها موكله رئاسة بلدية بيليكدوزو التابعة لبلدية إسطنبول الكبرى، ويصر على تحويل موكله للتحقيق دون الاستناد إلى أي أدلة مادية ملموسة. وأضاف أن إمام أوغلو غير مسؤول عن المناقصات والنفقات والمصروفات، ورغم ذلك سيتم التحقيق معه في هذه الصلاحيات التي لم يكن مسؤولاً عنها، مشيرا إلى أن الجهات المختصة لم تمنح موكله المعلومات والمستندات التي طلبها للدفاع عن نفسه، متهماً المفتش بإعداد ملفات مزيفة وكأنه استند إلى تصريحات حقيقية لموكله.
وفيما يتعلق بالبلاغ المقدم ضد وزير الداخلية سليمان صويلو، أوضح بولاط أن الوزير هو من أصدر التعليمات للمفتش يلدريم لفتح تحقيقات ضد إمام أوغلو، وأنه حوّل الأمر للتحقيق دون الاستناد لأدلة مادية.
كان وزير الداخلية التركي أصدر قرارا بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة عارف يلديرم، وهو مرشح سابق للبرلمان في مرسين (جنوب تركيا) عن حزب العدالة والتنمية الحاكم عقب الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) 2019 وألغيت نتائجها في 6 مايو (أيار) 2019، بعد فوز إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم، وهو الفوز الذي كرره ولكن بفارق شاسع من الأصوات في جولة الإعادة في 26 يونيو (حزيران) 2019.
وصدر قرار وزير الداخلية بتشكيل اللجنة للتدقيق في أعمال بلدية بيليكدوز في الفترة بين 2012 و2019، فور إبطال نتائج الانتخابات المحلية في 6 مايو لكن اللجنة ركزت فقط على فترة تولي إمام أوغلو رئاسة البلدية بين عامي 2014 و2019.
واستمرت أعمال اللجنة، المؤلفة من 20 عضوا، 6 أشهر، حيث تم فحص جميع الأوراق والقرارات الخاصة بالبلدية، والتصاريح والتراخيص الصادرة عنها، حيث جرى فحص 10 آلاف و451 وثيقة ومعاملة بما في ذلك 533 ترخيصا و2893 وثيقة تسوية و685 مناقصة و1840 ملف توريد مباشر. وانتهت لجنة التحقيق بعد فحص جميع هذه الوثائق والمستندات إلى فتح 27 تحقيقا، 25 منها في أعمال المناقصات واثنان فيما يتعلق بتقسيم الأراضي، ولم يتم إبلاغ إمام أوغلو قبل إرسال اللجنة.
وتبين من خلال التقرير الذي أعدته اللجنة أن أحد التحقيقات يتعلق بأمر لإحدى شركات المشتريات صادر في 20 مايو 2019 واتخذت اللجنة قرارا بإجراء تحقيق «إهمال في الواجب» ضد إمام أوغلو رغم أنه لم يكن في أي منصب في ذلك الوقت بسبب إلغاء نتيجة الانتخابات المحلية حيث كان تولى رئاسة بلدية إسطنبول لمدة 18 يوما وانتهت علاقته ببلدية بيليكدوزو. وذكرت لجنة التحقيق أنه في 25 تحقيقا، يعتبر إمام أوغلو هو المسؤول، رغم عدم وجود «سلطة إنفاق» و«سلطة مناقصة» وفقاً للقانون ذي الصلة.
وكان إمام أوغلو طلب في رده على خطاب طلب التوضيح من لجنة التحقيق أن تشرح له اللجنة كيفية انتهاكه للقانون في موضوع ليس له سلطة فيه لأنه لم يكن يتولى الوظيفة في ذلك الوقت، وقدم إمام أوغلو اعتراضا إلى مجلس الدولة على قرار وزارة الداخلية بمنح التصريح للجنة بإجراء الفحص والتحقيقات.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.