الهجوم التركي على سوريا يدفع بـ«داعشي» لتحضير هجمات على أتراك في ألمانيا

المتهم كان يحضر لاعتداءات على مسجد كبير في كولون

TT

الهجوم التركي على سوريا يدفع بـ«داعشي» لتحضير هجمات على أتراك في ألمانيا

في قضية حيَّرت في البداية المحققين الألمان والخبراء في قضايا الإرهاب، بعد القبض على ألماني من أصول تركية، اعتدى على محال تركية، كشف الادعاء العام عن دوافع المتهم المدعو «محرَّم د.» الذي ألقي القبض عليه قبل قرابة 10 أيام.
وتسلم الادعاء العام الألماني القضية لارتباطها بالأمن القومي، بسبب تخطيط المتهم لتنفيذ عمليات إرهابية إضافية في ألمانيا بين 15 و17 مايو (أيار). وكان المتهم البالغ من العمر 25 عاماً، والمولود في ألمانيا، قد اعترف بأن الكراهية للأتراك هي التي دفعته لاعتداء على محال تركية في بلدة فالدكرايبورغ، على الحدود مع النمسا، والتحضير لمزيد من الاعتداءات على مساجد تركية، علماً بأنه ليس له أي ارتباط بالقضية الكردية.
وقال المدعي العام أن ما حرك المتهم كان التدخل العسكري التركي في سوريا الذي يبدو أنه شكَّل لديه أساساً «للكراهية الدائمة للدولة التركية، والأشخاص من أصول تركية»، مضيفاً أن المتهم أراد «أن يجلب دوامة عنف وانتقام من خلال اعتداءاته» التي نفذها وكان يحضر لها. وأضاف بيان الادعاء العام أن المتهم تعرض للتطرف على الإنترنت منذ عام 2017، وبات من مناصري تنظيم «داعش» الإرهابي. ويتهمه الادعاء بأنه بدأ تصنيع 23 قنبلة أنبوبية منذ فبراير (شباط) الماضي، ويقولون إنهم عثروا كذلك على 34 كيلوغراماً من المتفجرات في شقته. كذلك عثر المحققون في منزله على مسدس وذخائر و«عدد كبير» من المواد التي تستخدم لصنع قنابل بهدف الاعتداء على مساجد تركية، والقنصلية التركية في ميونيخ، ومسجد كبير في كولون، افتتحه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال زيارته الأخيرة لألمانيا في سبتمبر (أيلول) 2018. وهو من أكبر المساجد في أوروبا. وقال المحققون إن المشتبه به أراد أن يطلق النار على الأئمة الموجودين داخل المسجد.
ويتهم المشتبه به كذلك - إضافة للتخطيط لهذه الاعتداءات - بتنفيذ سلسلة اعتداءات على محال تركية، عبر كسر نوافذها وإشعال محل آخر بالنيران، ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص. كذلك يتهم بـ27 محاولة قتل بسبب التخريب، والتسبب في أذى جسدي ضد 6 أشخاص، إضافة إلى «التخطيط لعمليات عنيفة خطيرة تعرض الدولة للخطر».
وألقي القبض على الرجل عن طريق الصدفة، بعد أن أوقفه مفتش تذاكر القطارات، وتبين أنه ركب القطار من دون تذكرة. واستدعيت الشرطة التي اكتشفت بعد إدخال اسمه في سجل الأسماء أن لديه سجلاً لدى الشرطة في جرائم تتعلق بالمخدرات، فقرر عناصر الشرطة تفتيشه وعثروا معه على مواد متفجرة.
ودائماً ما تقع مشكلات في ألمانيا بين أتراك وأكراد، وينفذون اعتداءات بعضهم ضد بعض، كلما تطورت القضية الكردية في تركيا. إلا أن هذه الحالة أثارت استغراباً في البداية لعدم ارتباط المتهم بأي قضية كردية، كما كان يعتقد في البداية، ما دفع المحققين في البداية للقول إنهم لم يتمكنوا من تحديد دافع بعد لكراهية رجل تركي للأتراك.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».