لبنان: أهالي العسكريين المختطفين يتحضرون للقاء أبنائهم ومدهم بالملابس

الشيخ حيدر لـ(«الشرق الأوسط»): الوسيط القطري في بيروت والمفاوضات مستمرة

لبنان: أهالي العسكريين المختطفين  يتحضرون للقاء أبنائهم ومدهم بالملابس
TT

لبنان: أهالي العسكريين المختطفين يتحضرون للقاء أبنائهم ومدهم بالملابس

لبنان: أهالي العسكريين المختطفين  يتحضرون للقاء أبنائهم ومدهم بالملابس

وقع أهالي العسكريين المختطفين يوم أمس الاثنين ضحية كم من المعلومات المتضاربة بشأن توقف وساطة قطر لدى تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» لتحرير أبنائهم، ما دفعهم لإشعال الإطارات مقابل السراي الحكومي في وسط بيروت، ليتبين بعدها أن لا صحة لما تم تداوله.
وأعاد تصريح مدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام الطمأنينة لنفوسهم، بعدما أكّد أن «العمل على ملف العسكريين المحتجزين مستمر»، نافيا أن يكون الوسيط القطري قد انسحب من المفاوضات. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات تشهد نوعا من الجمود ولكنّها ليست متوقفة». وأسف عضو لجنة متابعة موضوع العسكريين المختطفين الشيخ عمر حيدر لمحاولة البعض تسويق معلومات غير دقيقة، لافتا إلى أنّهم تلقوا تطمينات باستمرار المفاوضات وبأن الوسيط القطري السوري أحمد الخطيب موجود حاليا في بيروت.
وقال حيدر لـ«الشرق الأوسط»: «الوسيط ينتظر حاليا عددا من الأسماء التي سيتم إدراجها في عملية المقايضة، وكل الجهود تنصب للسير بالخيار الثالث الذي طرحته جبهة النصرة بوقت سابق»، والذي يقضي بإطلاق 5 سجناء من السجون اللبنانية و50 سجينة من السجون السورية مقابل كل عسكري مخطوف. وأشار حيدر إلى أن العمل يتركز حاليا مع الحكومة وخلية الأزمة على تأمين زيارات للعائلات مع أبنائها في جرود عرسال والأهم تأمين ملابسهم لهم: «ومبدئيا هناك موافقة من قبل الخاطفين وقد يتم ذلك خلال الساعات المقبلة». ويختطف «داعش» 7 عسكريين و«النصرة» 17 آخرين منذ أغسطس (آب) الماضي، على خلفية المعارك بين التنظيمين اللذين حاولا السيطرة على بلدة عرسال الشرقية الحدودية، والجيش اللبناني.
ويوجد العسكريون المختطفون حاليا في منطقة جريدة على الحدود اللبنانية السورية، حيث تتدنى درجات الحرارة كثيرا، وهم وكما أكّدت أكثر من عائلة زارتهم لا يزالون يرتدون الملابس التي خطفوا فيها ويعيشون في ظروف إنسانية مزرية. وقالت مصادر مطلعة على الملف لـ«الشرق الأوسط» إن «داعش بات يتساهل ويتجاوب مع المفاوضات بخلاف (النصرة)، باعتبار أنه يحتجز المختطفين لديه في المنطقة الجردية العليا حيث البرد قارس وبالتالي هو حاليا يخفّض من سقف مطالبه لإنهاء القضية سريعا، بخلاف (النصرة) التي تتشدد بمواقفها نظرا إلى أنّها والمختطفين يتمركزون في المنطقة الجردية السفلية حيث الظروف المناخية أفضل قليلا، كما أنّهم يمتلكون وسائل التدفئة والطعام». وقد أقدم بعض الأهالي أمس الاثنين على إشعال الإطارات في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، مقابل السراي الحكومي بسبب «الغموض» الذي يكتنف القضية.
وكان الأهالي تحدثوا الأسبوع الماضي عن تلقيهم وعدا من السفير القطري لدى لبنان علي بن حمد المري بإيصال رسالة منهم إلى أمير قطر، طلبوا فيها أن يعمل الموفد القطري في قضية أبنائهم بجدية وسرعة أكبر وإطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.