وفاة 32 شخصا في المغرب بسبب الفيضانات

الملك محمد السادس يوجه بتقديم الدعم للسكان المتضررين

صورة ملتقطة بهاتف جوال تظهر سكانا من محافظة كلميم (جنوب المغرب)  وهم يقفون فوق عرباتهم حتى لا تجرفهم مياه الفيضانات التي عرفتها المنطقة (أ.ب)
صورة ملتقطة بهاتف جوال تظهر سكانا من محافظة كلميم (جنوب المغرب) وهم يقفون فوق عرباتهم حتى لا تجرفهم مياه الفيضانات التي عرفتها المنطقة (أ.ب)
TT

وفاة 32 شخصا في المغرب بسبب الفيضانات

صورة ملتقطة بهاتف جوال تظهر سكانا من محافظة كلميم (جنوب المغرب)  وهم يقفون فوق عرباتهم حتى لا تجرفهم مياه الفيضانات التي عرفتها المنطقة (أ.ب)
صورة ملتقطة بهاتف جوال تظهر سكانا من محافظة كلميم (جنوب المغرب) وهم يقفون فوق عرباتهم حتى لا تجرفهم مياه الفيضانات التي عرفتها المنطقة (أ.ب)

أعلنت وزارة الداخلية المغربية أمس عن مصرع 32 شخصا، بسبب الفيضانات التي عرفتها عدد من المناطق في المغرب من بينهم 24 بإقليم كلميم (جنوب) فيما لا يزال 6 أشخاص آخرون في عداد المفقودين.
وكان معظم الضحايا قد لقوا حتفهم بعدما جرفتهم سيول وادي تلمعدرت، الواقع على بعد نحو 14 كلم شمال كلميم ووادي تمسورت (6 كلم عن مدينة بويزكارن /وسط).
وأوضح المصدر ذاته أن عمليات الإنقاذ مكنت من إنقاذ 214 شخصا، 14 منهم أنقذوا صباح أمس بواسطة طائرات مروحية تابعة للدرك الملكي.
وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت أول من أمس عن إحداث مركز قيادة على مستوى مركز اليقظة والتنسيق التابع لها قصد السهر على متابعة الوضع في المناطق المتضررة من الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها بعض مناطق المغرب بعدما عممت مديرية الأرصاد الجوية، الأربعاء الماضي نشرة إنذارية تحذر من اضطرابات جوية قادمة.
وذكرت أن مناطق كلميم - السمارة، وسوس - ماسة - درعة، ومراكش - تانسيفت - الحوز، شهدت تساقطات مطرية استثنائية أدت إلى مصرع 5 أشخاص، 4 منهم جرفتهم سيول الأودية، في حين لفظ الشخص الخامس أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه جراء انهيار سقف منزله المبني بالطين، بينما اعتبر 16 شخصا في عداد المفقودين.
كما أدت هذه التساقطات إلى انهيار ما مجموعه 83 من البيوت الطينية خاصة في ميدلت ومراكش والسمارة، بالإضافة إلى تضرر 28 بيتا أخرى.
ومكنت عمليات الإنقاذ التي تقوم بها عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والشرطة والقوات المساعدة، مدعومة في تدخلاتها، بالوسائل اللوجستية للقوات المسلحة الملكية، من احتواء الأضرار الناجمة عن هذه التساقطات الاستثنائية، حيث ركزت جهودها على إنقاذ الأرواح البشرية وحماية الممتلكات، فيما وفر الدرك الملكي طائرات مروحية لاستعمالها في المناطق المتضررة.
وبحسب وزارة الداخلية، قامت مصالح الوقاية المدنية، بتسخير 130 عربة للإنقاذ و335 زورقا مطاطيا وقاربا و737 محركا لضخ المياه، وقامت عناصرها بتنفيذ 150 عملية تدخل مكنت من إنقاذ نحو 60 شخصا وقامت بـ40 عملية لشفط المياه.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد وجه باتخاذ الإجراءات الفورية لتقديم كل أشكال الدعم للسكان المتضررين من الفيضانات التي عرفتها بعض جهات المملكة.
وذكر بيان للديوان الملكي أنه «على إثر الفيضانات التي عرفتها بعض جهات المملكة، وخاصة بمنطقة كلميم، والتي خلفت عددا من الضحايا والمفقودين وخسائر مادية هامة، أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية للسلطات المختصة، قصد اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للسكان المتضررين».
وأضاف البيان أنه «مشاطرة من الملك محمد السادس لأسر الضحايا والمفقودين آلامهم، وتخفيفا لما ألم بهم من رزء فادح، فقد قرر التكفل بلوازم دفن جثامين الضحايا، ومآتم عزائهم، وكذا بتكاليف علاج المصابين».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.