مصر: مؤسسات دينية تهاجم دعوات إقامة صلاة العيد

«الإفتاء» أجازتها في المنازل... و«الأوقاف» تهدد بـ«عقوبات»

TT

مصر: مؤسسات دينية تهاجم دعوات إقامة صلاة العيد

هاجمت مؤسسات دينية في مصر، أمس، دعوات حرضت على إقامة صلاة عيد الفطر المبارك في المساجد والساحات، رغم الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد. وقالت دار الإفتاء المصرية إن «من قال بجواز مخالفة تعليمات الدولة، القاضية بمنع صلاة العيد في المساجد والساحات في هذه الآونة، فقد قال قولاً بغير علم، وتسبب في إيقاع الناس في المهالك». في حين توعدت وزارة الأوقاف بـ«عقوبات حال خرق قرار تعليق صلاة العيد، حفاظاً على المصريين من أي مخاطر نتيجة التجمعات».
واعتاد المصريون افتراش الشوارع والأرصفة خارج المساجد في صلاة الأعياد. إلا أن انتشار فيروس «كورونا» تسبب في إغلاق المساجد. وعلقت «الأوقاف» في وقت سابق «صلاة الجُمع والجماعات والتراويح».
وأكد مصدر في «الإفتاء» أنه «تم رصد بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حرضت على إقامة صلاة العيد في الساحات والمساجد، رغم (أزمة كورونا)». وذكرت أمس أن «اتهام ولاة الأمور، والتطاول عليهم بنسب فعلهم من منع صلاة العيد في المساجد والساحات إلى المنكر، اتهام كاذب ودعوى باطلة، توقع صاحبها في الإثم، وفيه افتيات صارخ على ما خول إلى ولاة الأمور، مما فيه مصلحة الناس الدينية والدنيوية؛ فالمحافظة على النفوس اقتضت المنع من صلاة العيد».
وأجازت الدار «صلاة العيد في المنازل دون خطبة»، موضحة أنه «في ظل الظروف الاستثنائية، التي يمر بها العالم ومصر من انتشار الفيروس، يجب على المسلمين الالتزام بتعليمات الجهات المسؤولة، التي ارتأت إيقاف صلاة العيد في كل المساجد والساحات، والاكتفاء ببث صلاة العيد من أحد المساجد الكبرى، مع وضع جميع الإجراءات الاحترازية، التي تضمن سلامة حياة الناس والحفاظ على أرواحهم».
وسبق أن طالت اتهامات دينية وبرلمانية عناصر من جماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية»، بسبب دعوتها «لإعادة فتح المساجد، والتحريض للخروج في تجمعات».
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس أنه «لن يتم فتح المساجد لأداء صلاة العيد»، قائلاً: «سأصلي العيد في بيتي، صلوا في بيوتكم، وحافظوا على أنفسكم».
وقررت «الأوقاف» إقامة صلاة العيد بمسجد السيدة نفيسة جنوب القاهرة، بحضور عدد قليل من العاملين بالأوقاف، مع مراعاة ضوابط التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية، مضيفة أنه «سيتم نقل الصلاة على الهواء مباشرة عبر قنوات التلفزيون الرسمي والإذاعة المصرية، وسيتم السماح لعدد من المساجد بإذاعة تكبيرات صلاة العيد، دون السماح بالتجمع، سواء للتكبير أم للصلاة بالمساجد أو الساحات، فضلاً عن تطبيق العقوبات على من يخالف قرارات الحكومة بشأن منع التجمعات».
وفي وقت سابق أجازت هيئة كبار العلماء بالأزهر «أداء صلاة العيد في المنازل».
وحذر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أمس، من «الجدل بغير علم، ولا ضوابط على (الإنترنت)، والتعامل مع المعلومات على كونها أخباراً تتمتع بالصدق»، مضيفاً: «أصبح من السهل أن يخبرك شخص بنقد لاذع لبعض الناس، وحين تنكر عليه يبادرك بحجته، ويقول مكتوب على (الإنترنت) أو (الفيسبوك)»، موضحاً أن «الجائحة التي نمر بها الآن تولدت منها جائحة أكبر، تمثلت في الجرأة على حرمة التخصص العلمي، ومكانة العلماء المتخصصين، فأصبح الجميع يعرف كل شيء عن أي شيء. كما أصاب التخصص في العلم الإسلامي شيء غير قليل مما تموج به الساحة من هذا الجدل المنفلت من ضوابط المعرفة والحوار، وفتحت الأبواب على مصارعها لكل من زعموا أن الإسلام بحاجة للإصلاح، وأن مهمة إصلاح الإسلام والمسلمين تقع على عواتقهم وحدهم».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.