انتقادات أوروبية حادة لعزل تركيا رؤساء بلديات واعتقالهم

انتقادات أوروبية حادة لعزل تركيا رؤساء بلديات واعتقالهم
TT

انتقادات أوروبية حادة لعزل تركيا رؤساء بلديات واعتقالهم

انتقادات أوروبية حادة لعزل تركيا رؤساء بلديات واعتقالهم

وجّه الاتحاد الأوروبي انتقادات إلى تركيا بسبب عزلها واعتقالها العشرات من رؤساء البلديات المنتخبين من صفوف «حزب الشعوب الديمقراطي» منذ العام الماضي بدعوى «محاربة الإرهاب».
وعزلت أنقرة أكثر من 50 رئيس بلدية من الحزب المؤيد للأكراد منذ أغسطس (آب) الماضي بعد فوزهم في الانتخابات المحلية التي أُجريت في 31 مارس (آذار) 2019، كما تم اعتقال المئات من السياسيين المحليين والمسؤولين المنتخبين وآلاف من أعضاء الحزب بتهم تتعلق بـ«الإرهاب» منذ الانتخابات المحلية.
وقال المتحدث باسم السیاسة الخارجیة والأمنیة للاتحاد بیتر ستانو، إن «تطبيق تشريع جنائي موسع أو مكافحة الإرهاب يجب ألا يتم لأسباب سياسية لأن ذلك يقوّض بشكل خطير الأداء الصحيح للديمقراطية المحلية». وأضاف في بيان نقلته وسائل إعلام تركية، أمس، أنه «في حين أن الحكومة التركية لها حق مشروع في محاربة الإرهاب، فإنها مسؤولة أيضاً عن ضمان أن يتم ذلك وفقاً لسيادة القانون».
وفي إطار الحملة التي يتعرض لها «حزب الشعوب الديمقراطي»، اعتقلت السلطات التركية 5 رؤساء بلديات ينتمون إلى الحزب في شرق وجنوب شرقي البلاد يوم الجمعة الماضي. وتم اعتقال رئيس بلدية أغدير (شرق) ياسر أككوش، ورئيس بلدية سيرت (جنوب شرق) بريوان هيلين إشيك، ونائب رئيس البلدية بيماندارا تورهان، ورئيس بلدية كورتالان باران أكجول، ورئيس بلدية منطقة بايكان رمضان صاري صايلماظ، كجزء من تحقيق في «جرائم إرهاب» بدأه كبير مدعي العموم في ولاية سيرت.
ووجه مقرر الشؤون التركية في الاتحاد الأوروبي ناتشو سانتشيز آمور انتقاداً حاداً إلى الحكومة التركية بسبب عزل رؤساء البلديات الخمسة وتعيين وصاة بدلاً عنهم. وقال: «كما أوضح المجلس الأوروبي من قبل، فقد دعوت المسؤولين الأتراك إلى التوقف عن عزل رؤساء البلديات. وعلى الأقل يجب أن يكون للمجالس المحلية حق تحديد رئيس بلدية مؤقت. الثقة في أسس الديمقراطية معرضة للخطر».
وتتهم الحكومة التركية «الشعوب الديمقراطي» المعارض، ثالث أكبر أحزاب البرلمان، بأن له صلة بـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف من جانب سلطات أنقرة كمنظمة إرهابية، وهو ما ينفيه الحزب. وعلى الفور تم تعيين مسؤولين من جانب الحكومة لإدارة البلديات التي أُلقي القبض على رؤسائها. وسبق أن عزلت الحكومة التركية واعتقلت 41 رئيس بلدية من المنتخبين من الحزب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وفي 24 مارس (آذار) الماضي، عزلت السلطات واعتقلت 8 رؤساء بلديات آخرين.
ودرجت السلطات التركية منذ 2016 على عزل رؤساء البلديات في المناطق ذات الأغلبية الكردية بعد انتخابهم بتهم تتعلق بـ«الإرهاب». وقبل الانتخابات المحلية في نهاية مارس من العام الماضي تعهد الرئيس رجب طيب إردوغان عزل رؤساء البلديات الذين قد يفوزون في الانتخابات من «حزب الشعوب الديمقراطي». وتعيِّن الحكومة أوصياء على البلديات، بعد عزل أو اعتقال رؤسائها، ينتمون إلى «حزب العدالة والتنمية» الحاكم.
وعقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في 15 يوليو (تموز) 2016 التي نسبتها السلطات إلى «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، أغلقت الحكومة غالبية المنافذ الإعلامية الكردية، وجميع منظمات المجتمع المدني الكردية بتهمة «دعم تنظيمات إرهابية». وسرّحت آلافاً من المدرّسين والأطباء الأكراد من أعمالهم في المنطقة. واعتُقل ما يزيد على 10 آلاف شخص، منهم برلمانيون ورئيسا «الشعوب الديمقراطي» المشاركان صلاح الدين دميرطاش وفيجان يوكسكداغ.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».