العثور على نص خفي في مخطوطات البحر الميت

كشف بحث جديد أن أربعة أجزاء من مخطوطات البحر الميت الموجودة في مكتبة «جون ريلاندز» بجامعة مانشستر البريطانية، التي كان يعتقد سابقاً أنها فارغة، تحتوي في الواقع على نص.
كانت هذه القطع ضمن القطع التي منحتها الحكومة الأردنية في الخمسينيات من القرن الماضي لخبير الجلود بجامعة ليذر البريطانية رونالد ريد، حتى يتمكن من دراسة تركيبها الفيزيائي والكيميائي، وافترض وقتها أن القطع مثالية للاختبارات العلمية، لأنها كانت فارغة، وقد تمت دراستها ونشرها بواسطة ريد وطالبه جون بول، ثم تم تخزينها بأمان.
وأهديت هذه القطع في عام 1997 لجامعة مانشستر البريطانية، وتم تخزينها في صناديق خاصة بمكتبة «جون ريلاندز» بالجامعة، ولم يتم مسها منذ ذلك الحين، حتى خضعت أخيراً لدراسة بواسطة د. جوان تايلور. وعند فحص القطع في الدراسة الجديدة، اعتقد د. تايلور للوهلة الأولى أنه من الممكن أن تكون إحداها تحتوي بالفعل على رسالة، وبالتالي تقرر تصوير جميع الأجزاء التي تزيد عن 1 سم، والتي تبدو فارغة للعين المجردة، باستخدام التصوير متعدد الأطياف.
ويقول تقرير نشره موقع جامعة «مانشستر» في 15 مايو (أيار) الحالي: «تم تصوير 51 جزءاً، ثم تم تحديد 6 أجزاء لمزيد من التحقيق التفصيلي، وثبت أن أربعة منها تحتوي على نص عبري قابل للقراءة مكتوب بالحبر الكربوني، كما كشفت الدراسة عن خطوط مسطرة وبقايا صغيرة من الحروف على الأجزاء الأخرى». ويضيف التقرير أن الجزء الأكثر أهمية يحتوي على بقايا أربعة أسطر من النص تتكون من 15 إلى 16 حرفاً، ولكن يمكن قراءة كلمة «السبت» بوضوح. ورجح الباحثون في تقرير نشره أمس موقع «ساينس أليرت»، أن يكون هذا النص مرتبطاً بسفر حزقيال، وهو أحد أسفار العهد القديم. وعلى عكس حالات التزوير الأخيرة لأجزاء كان يفترض أنها من مخطوطات البحر الميت، وتم إثبات أن جميعها مزورة، فإن اكتشاف جامعة مانشستر يجعلها المؤسسة الوحيدة في المملكة المتحدة التي تمتلك أجزاءً نصية مصدق عليها من مخطوطات البحر الميت، كما يؤكد الباحثون في التقرير.
وكان قد تم العثور على مخطوطات البحر الميت، وهي مجموعة من المخطوطات الدينية القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، في كهوف في الضفة الغربية في أربعينيات القرن العشرين.