أزمة «كورونا» تتصدر أعمال دورة البرلمان الصيني في ظل ارتفاع الإصابات

1974 حالة جديدة في باكستان... وبؤرة الوباء في الهند تعاني نقصاً حاداً في أسرة الحالات الحرجة

عامل يرش مواد مطهرة في منطقة شهدت إصابات بـ«كوفيد-19» في مدينة سيليغويري بغرب البنغال في الهند أمس (أ.ف.ب)
عامل يرش مواد مطهرة في منطقة شهدت إصابات بـ«كوفيد-19» في مدينة سيليغويري بغرب البنغال في الهند أمس (أ.ف.ب)
TT

أزمة «كورونا» تتصدر أعمال دورة البرلمان الصيني في ظل ارتفاع الإصابات

عامل يرش مواد مطهرة في منطقة شهدت إصابات بـ«كوفيد-19» في مدينة سيليغويري بغرب البنغال في الهند أمس (أ.ف.ب)
عامل يرش مواد مطهرة في منطقة شهدت إصابات بـ«كوفيد-19» في مدينة سيليغويري بغرب البنغال في الهند أمس (أ.ف.ب)

قالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، أمس (الاثنين)، إن البلاد سجلت 7 حالات إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، ارتفاعاً من 5 حالات في اليوم السابق.
ومن هذه الحالات سجل إقليم جيلين حالتين. ويخضع الإقليم حالياً لإجراءات عزل جزئية بسبب زيادة الإصابات، بحسب «رويترز». وبلغ عدد الحالات في جيلين 33 منذ ظهور أول إصابة في الموجة الحالية في السابع من مايو (أيار). وسجلت شنغهاي حالة إصابة واحدة، وهي الأولى منذ أواخر مارس (آذار) الماضي. وكانت الحالات الأربع الأخرى لمسافرين قادمين من الخارج وصلوا إلى منطقة منغوليا الداخلية الصينية.
وتابعت «رويترز» أنه في البر الرئيسي الصيني بلغ إجمالي حالات الإصابة المؤكدة 82954، بينما ظل عدد الوفيات دون تغيير عند 4633. كما سجلت الصين، أول من أمس، 18 حالة إصابة جديدة دون أعراض، مقابل 12 حالة في اليوم السابق.
وتأتي هذه الإصابات في وقت يبدأ فيه البرلمان الصيني أعمال دورته السنوية الأسبوع المقبل في قاعة الشعب الكبرى ببكين، وهو ما سيشكل فرصة للنخب السياسية للدفاع عن طريقة معالجتها لأزمة فيروس «كورونا»، والإعلان عن سبل مساعدة الاقتصاد المتعثر، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية. وستتصدر أعمال أهم اجتماع سياسي هذا العام أزمة تفشي فيروس «كورونا» الذي بدأ في مدينة ووهان بوسط الصين، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل أن يتحول إلى جائحة عالمية.
ومن المقرر أن يبدأ المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني عقد جلساته في 22 مايو (أيار)، بعد أن تم تأجيلها لأكثر من شهرين بسبب تفشي الفيروس. وتوقع أن يجتمع نحو 3 آلاف مندوب لحضور الجلسة التي ستعقد تقريباً في الموعد نفسه لانعقاد الجلسة السنوية لأعلى هيئة استشارية في البلاد، وهي المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
ويُعرف الحدثان معاً باسم «الجلستين». ويقول مراقبون إن أولوية الاجتماعين ستكون تعزيز ما يتردد حول أن الصين أبلت بلاء حسناً في التعامل مع أزمة الفيروس، في الوقت الذي يسعى فيه القادة في الغرب إلى محاسبة بكين على الدمار الذي تسبب الوباء في حدوثه ببلادهم.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي المستقل وو تشيانج: «في ظل الضغط الكبير حالياً في الداخل والخارج، من الضروري التأكيد على الإجراءات التي اتخذها البيروقراطيون المحليون والنخب السياسية لمكافحة الوباء خلال الجلستين».
وترى الصين أنه قد تم احتواء الفيروس إلى حد كبير، حيث أعلنت السلطات عن تسجيل عدد قليل فقط من الإصابات اليومية بالفيروس خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينما تعد مدن، من بينها بكين، عملياً خالية من الفيروس.
وعادة ما يعلن رئيس مجلس الدولة الصيني، لي كه تشيانج، هدفاً للنمو الاقتصادي في الجلسة البرلمانية، ولكن من الممكن أن تمتنع الحكومة عن تحديد رقم هذا العام. وقال المحلل الاقتصادي يان تان، من جانبه، إنه إذا حدث ذلك، فمن المحتمل أن يكون الرقم أقل من 5 في المائة، ليكون بذلك أصغر هدف تم وضعه منذ نحو أكثر من 3 عقود.
وتطرح الحكومة حزمة تحفيز كبيرة، مع الإعلان عن مشاريع جديدة بالفعل في قطاعات البنية التحتية والاستثمار في صناعات التقنية العالية، مثل شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات.
وتعيد الاستراتيجية إلى الأذهان الدفعة الاستثمارية الصينية من أجل تجنب آثار الركود العالمي لعام 2008، التي أدت في نهاية الأمر إلى تضخم الدين العام والخاص.
وقد استخدم الرئيس الصيني شي جينبينغ الجلسات البرلمانية خلال السنوات القليلة الماضية لتعزيز قبضته على السلطة. ويعد شي الذي مهد الطريق لنفسه لكي يحكم البلاد إلى أجل غير مسمى، أقوى زعيم صيني منذ عهد ماو تسي تونغ، بحسب ما أشار إليه تقرير الوكالة الألمانية.
وفي جاكرتا، أعلن المسؤول في وزارة الصحة الإندونيسية أحمد يوريانتو تسجيل 496 إصابة جديدة بفيروس كورونا، أمس (الاثنين)، ليصل العدد الإجمالي إلى 18010. وذكر يوريانتو أن 43 مريضاً بـ«كوفيد-19» توفوا، مما يرفع عدد الوفيات إلى 1191، بينما تعافى 4324، بحسب «رويترز». وقال يوريانتو إن بلاده أجرت نحو 143030 فحصاً لرصد الفيروس.
ذكر مسؤولون، أمس، أن مومباي، المركز المالي للهند وبؤرة الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد في البلاد، تواجه نقصاً حاداً في عدد الأسرة بالمستشفيات للمرضى ذوي الحالات الحرجة، وهي تحاول حالياً زيادة طاقتها الاستيعابية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكانت مومباي قد أعلنت، الأحد، تسجيل 1571 حالة إصابة جديدة بالفيروس، 44 منها في منطقة دارافي العشوائية، ليرتفع بذلك عدد المرضى في المدينة إلى أكثر من 19 ألف إصابة.
وأسفر الفيروس عن وفاة 38 شخصاً في يوم واحد، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيات في المدينة إلى 734 حالة، أي نحو ربع الوفيات التي تم تسجيلها في أنحاء البلاد.
ومن جانبه، قال مانغالا جوماري، المسؤول الصحي في بلدية مومباي الكبرى: «نواجه نقصاً في عدد الأسرة بالمستشفيات للمرضى من ذوي الحالات الحرجة الذين يحتاجون إلى أجهزة الأكسجين وإلى العناية المركزة».
يذكر أن هناك نحو 4750 من أسرة العزل في مستشفيات مومباي. وقال مسؤولون إن نحو 3 في المائة من المصابين حالتهم حرجة، ويحتاجون إلى العناية المركزة.
وفي مانيلا، أعلنت وزارة الصحة الفلبينية، أمس، تسجيل 205 إصابات جديدة بفيروس «كورونا» و7 وفيات، وارتفع بذلك العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالفيروس إلى 12718، في حين وصل عدد الوفيات إلى 831. وأشارت الوزارة، في بيان أوردته «رويترز»، إلى أن عدد المتعافين من المرض ارتفع 94، ليبلغ 2729.
وفي سيول، أعلنت كوريا الجنوبية، أمس، تسجيل 15 حالة إصابة جديدة بـ«كورونا» خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن سلطات الصحة العامة أنه تم اكتشاف 15 حالة إصابة جديدة بـ«كورونا» في الفترة من منتصف ليلة يوم السبت حتى منتصف ليلة يوم الأحد، لترتفع حصيلة الإصابات إلى 11 ألفاً و65 شخصاً.
وذكرت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أن البلاد سجلت حالة وفاة واحدة جديدة خلال يوم أول من أمس، ليرتفع الإجمالي إلى 263 حالة. كما تم تسجيل 16 حالة شفاء جديدة، ليرتفع الإجمالي إلى 9905 حالات. وتراجع عدد الأشخاص الذين يخضعون للعلاج تحت الحجر الصحي إلى 898 شخصاً.
وفي بانكوك، أبلغت تايلند، أمس، عن 3 حالات إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، ليصل العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة إلى 3031 حالة، ولم تحدث وفيات جديدة، ليستقر العدد عند 56 وفاة، منذ التفشي الذي بدأ في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال تاويسين ويسانويوتين، المتحدث باسم مركز إدارة أزمة «كوفيد-19» التابع للحكومة، في إفادة صحافية، إن الحالات الجديدة لرجل وامرأة في إقليم نونتابوري بالقرب من العاصمة بانكوك، وامرأة في بوكيت في جنوب البلاد. وتعافى قرابة 2857 مريضاً في تايلند حتى الآن.
وفي تايبيه، احتجت تايوان على استبعادها من الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية الذي بدأ أمس (الاثنين)، ولمدة يومين. وقال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية تشين شيه تشونغ، في مؤتمر صحافي في تايبيه: «إنها خسارة لمنظمة الصحة العالمية عدم مشاركة نموذج مثل تايوان في مثل هذا الاجتماع المهم»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وقال تشين إن تايوان سترسل خطاب احتجاج إلى منظمة الصحة العالمية.
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية التي تتعرض لضغط من جانب بكين، لا تعترف بتايوان. ويوجد لدى تايوان حكومة خاصة بها منذ عام 1949، وتعدها بكين جزءاً من أراضيها.
وبينما أعلن العالم تسجيل أكثر من 7.‏4 مليون حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، سجلت تايوان 440 إصابة، و7 وفيات.

وقال تشين إن تايوان في المرتبة رقم 156 على قائمة الحالات المؤكدة بين كل مليون شخص التي تضم 187 دولة.
وفي طوكيو، ارتفعت الأسهم اليابانية، أمس، مدفوعة بمؤشرات على تباطؤ حالات الإصابة بالفيروس، مما بث التفاؤل بشأن تخفيف الحكومة قريباً لإجراءات العزل العام في مناطق إضافية. لكن تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين أبقى المستثمرين في حالة من القلق. وصعد المؤشر نيكي 0.5 في المائة، ليغلق على 20133.73 نقطة، معوضاً خسائر سجلها في المعاملات المبكرة.
وتراجع العدد اليومي لحالات الإصابة الجديدة بـ«كورونا» في طوكيو إلى 5 الأحد، وهو الأقل منذ وضع العاصمة رهن حالة طوارئ في السابع من أبريل (نيسان) الماضي.
وفي إسلام آباد، ارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في باكستان إلى 42 ألفاً و125 حالة، بعد تسجيل 1974 حالة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأفادت صحيفة «ذا نيشن» الباكستانية بأن هناك أكثر من 11 ألف شخص تعافوا من الفيروس حتى الآن، بينما بلغ عدد حالات الوفاة 903، بعد تسجيل 30 حالة وفاة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وكانت باكستان قد أعلنت عن خطط لرفع كل القيود تقريباً المرتبطة بالفيروس، باستثناء الحظر المفروض على وسائل النقل العام، رغم الزيادة في أعداد الإصابات والوفيات الجديدة.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.