الجزائر: ناشطان يغادران السجن بعد تخفيف عقوبتهما

فرساوي (يسار) ودواجي بعد إطلاق سراحهما من سجن الحراش في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
فرساوي (يسار) ودواجي بعد إطلاق سراحهما من سجن الحراش في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
TT

الجزائر: ناشطان يغادران السجن بعد تخفيف عقوبتهما

فرساوي (يسار) ودواجي بعد إطلاق سراحهما من سجن الحراش في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
فرساوي (يسار) ودواجي بعد إطلاق سراحهما من سجن الحراش في الجزائر أمس (أ.ف.ب)

أعلن محامو ناشطَين في الحراك الاحتجاجي بالجزائر، أنهما استعادا حريتهما بعد شهور من السجن، إثر تقديم استئناف لإلغاء إدانتهما قضائياً، وذلك خلال «محاكمة عن بعد»، جرت انطلاقاً من سجنهما في العاصمة.
وغادر عبد الوهاب فرساوي، رئيس التنظيم الشبابي المعارض «تجمع - عمل - شباب»، والناشط بالحراك إبراهيم دواجي، صباح أمس، السجن، وكان في استقبالهما أفراد من عائلتيهما، وعدد كبير من نشطاء الحراك الذي علّق مظاهراته، في شهر مارس (آذار) الماضي، بسبب أزمة انتشار وباء كورونا.
وخفّفت محكمة الاستئناف بالعاصمة، ليل الأحد، حكم السجن من سنة واحدة إلى 6 أشهر لفرساوي، وحكمت على دواجي بـ6 أشهر مع وقف التنفيذ. ويغطي الحكمان فترة الحبس الاحتياطي التي قضاها الناشطان المنخرطان بقوة في الحراك. وتعرض التنظيم الشباني، المعروف اختصاراً بـ«راج»، لمضايقات شديدة منذ اندلاع الحراك في 22 فبراير (شباط) 2019. وسجن كثير من قيادييه الذين كانوا في الصفوف الأولى للمظاهرات المُطالِبة بتنحية الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وكانت المحكمة الابتدائية حكمت على فرساوي (39 سنة) في 6 أبريل (نيسان) الماضي بالسجن سنة واحدة مع النفاذ بتهمة «المساس بسلامة وحدة الوطن». ووجّه قاضي التحقيق التهمة نفسها لدواجي (34 سنة)، الذي اختفى لمدة أسبوع، بعد اعتقاله على أيدي رجال بزيّ مدني، بمدينته مستغانم غرب البلاد.
ورفض الناشطان، أثناء ردودهما على أسئلة القاضي، الوقائع التي نسبت لهما في محاضر الأمن، خاصة ما تعلق بـ«تهديد أمن البلاد» و«نشر الفوضى». وأكد فرساوي أنه اعتقل عندما كان في مظاهرة بالعاصمة للاحتجاج على اعتقال ناشطين بالحراك، «ما يعني سيدي القاضي أن متابعتي كانت بسبب مواقفي السياسية، وهو ممنوع دستورياً كما تعلمون». من جهته، قال دواجي إنه «دفع ثمن انخراطه الميداني في المظاهرات المطالبة بالتغيير في مستغانم». وأوضح أن «الرئيس تبون أثنى على الحراك، قائلاً إنه مبارك، وأنا واحد من الحراك، فلماذا اختطفوني وساقوني إلى العاصمة وسجنوني؟».
وكان يفترض أن يغادرا السجن مباشرة بعد انتهاء المحاكمة والنطق بالحكم، ليل الأحد، إلا أن حظر التجول المفروض ليلاً في الجزائر، أجّل خروجهما إلى صباح الاثنين، بحسب المحامي عبد الغني بادي رئيس هيئة الدفاع عن الناشطين، الذي أكّد إيداع طعن بالنقض في الحكم، لتصل القضية إلى «المحكمة العليا»، في درجتها الثالثة والأخيرة.
وصرّح المحامي لـ«الشرق الأوسط»، أن «العشرات من المعتقلين المتابعين بنفس تهمة فرساوي ودواجي، يقبعون في السجن منذ الصيف الماضي، وعلى السلطات أن تعلن براءتهم دون محاكمة، فهم سجناء رأي». واستنكر بادي «حملة الاعتقالات التي استمرت برغم تعليق الحراك مظاهراته، فبدل أن تسير السلطة في طريق التهدئة خلال الأزمة الصحية، مارست التصعيد والتهديد ضد النشطاء، وبات الاعتقال والسجن والاستدعاءات بمراكز الأمن، اللغة الوحيدة التي تتعامل بها مع المطالبين بالتغيير».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.