مصر: الإفراج عن رئيسة تحرير موقع مستقل

TT

مصر: الإفراج عن رئيسة تحرير موقع مستقل

في الوقت الذي أفرجت فيه سلطات التحقيق المصرية عن رئيسة تحرير موقع إخباري مستقل، بعد دفعها لكفالة مالية على ذمة اتهامها بـ«تصوير منشأة عسكرية»، أفادت أسرة الناشط المصري الموقوف علاء عبد الفتاح، أمس، أن نجلهم «علق إضراباً عن الطعام دام أكثر من شهر».
وأخلت النيابة العامة سبيل الصحافية لينا عطا الله، رئيسة تحرير موقع «مدى مصر» الإخباري المستقل، على ذمة التحقيق معها، بتهمة «تصوير منشأة عسكرية»، بعد ساعات من القبض عليها، حيث كانت تجري مقابلة مع والدة عبد الفتاح، خارج أسوار سجن «طرة» جنوب القاهرة.
وأُوقف عبد الفتاح في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وكان ذلك بعد شهور قليلة من خروجه من السجن، بعد أن أمضى عقوبة استمرت 5 سنوات. ويواجه عبد الفتاح الذي يعد من أبرز وجوه «ثورة 25 يناير» عام 2011، اتهامات منها «نشْر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة (إرهابية)».
وأول من أمس، أوقفت سلطات الأمن المصري رئيسة تحرير موقع «مدى مصر» الإخباري المستقل، الصحافية لينا عطا الله، خلال وجودها أمام مجمع سجون طرة لإجراء مقابلة مع ليلى سويف التي كانت تعتصم أمام أبواب السجن لعدم تمكنها من رؤية ابنها. ومساء الأحد، قررت النيابة العامة «إخلاء سبيلها (لينا) بكفالة ألفي جنيه (127 دولاراً)، بعدما وجهت لها تهمة (تصوير منشأة عسكرية)»، حسب ما أكده موقع «مدى مصر». ووفقاً للموقع، كانت عطا الله خارج مجمع سجون طرة شديد الحراسة لـ«محاورة ليلى سويف التي كانت تحاول إدخال أدوات نظافة ومعدات طبية لابنها علاء عبد الفتاح».
ومن جهة أخرى، قررت الهيئة العامة للاستعلامات تأجيل استدعاء كل من مدير مكتب صحيفة «نيويورك تايمز» دكلان والش، ومدير مكتب صحيفة «واشنطن بوست» سودارسان راغافان، لمناقشة تغطيتهما للشؤون المصرية، وذلك لـ«ظروف صحية طارئة خاصة بأحد الزملاء بالاستعلامات المختصين بموضوع اللقاء»، وقالت الهيئة إنه سيتم إعلان الموعد فور تحديده.
واستدعت الهيئة في وقت سابق مديري المكتبين لمناقشة «مدى التزامهما في بعض الموضوعات التي قاما بنشرها مؤخراً عن مصر بالمعايير المهنية الدولية المتعارف عليها في التغطية الصحافية، وكذلك تلك التي تنظم النشر في الصحيفة التي يمثلها كل منهما». والهيئة مسؤولة عن منح تصاريح العمل لمراسلي وسائل الإعلام الدولية في مصر. وفي مارس (آذار) الماضي، وجهت الهيئة إنذاراً لـدكلان والش بضرورة «احترام قواعد المهنة في عمله»، على خلفية نشره تغريدات «غير موثقة» بشأن إصابة آلاف المصريين بفيروس كورونا، وقد اعتذر الصحافي الأميركي عبر حسابه، وحذف التغريدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».