في لحظات انعدام الثقة في النفس والواقع والناس، وحين يضيق سقف الحياة، قد يصل المرء إلى حافة لحظة حرجة، يتفاقم فيها الإحساس باللاجدوى، ويصبح كل شيء على شفا الانهيار، مما قد يؤدي إلى التفكير في الهروب بوسائل مختلفة، ومنها الانتحار، أو مجرد التفكير به. والكتاب ليسوا استثناء من ذلك، ولكنهم قد يكونون محظوظين أكثر لأنهم يمتلكون وسائلهم الخاصة للهروب، أو مواجهة الانتحار... بالكتابة، كما يبين كتاب وشعراء عرب ساهموا في تحقيق لـ«الشرق الأوسط» حول هذا الموضوع.
فالكتابة هي بالنسبة لهم أحد أساليب مواجهة الألم وإخفاقات الحياة، وهي بديلة للانسحاب والانطواء والأمراض النفسية. وكانت ممارستها بالنسبة لهم تطهيراً للذات من الوجع والألم واليأس، فالإبداع في عمومه منقذ من الهلاك والاكتئاب.
وكما يرى بعضهم، فإن رحلة الكتابة نفسها هي أشبه بعملية جراحية، تخرج من الأعماق كل الإحباطات الباعثة على اليأس والكآبة، لأنهم يستطيعون عبرها أن يبوحوا بدواخلهم، وأن يفهموا أكثر أنفسهم والآخرين والواقع الذي يعيشونه. وتقول إحدى الكاتبات: «بدايتي مع الكتابة كان السبب فيها هو رغبتي في الهرب من التفكير في الانتحار، كنت مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وأعيش في بلد غريب وبعيد لا أتحدث لغته ولا أعرف شوارعه، وحيدة جداً، ومحبطة، وفي لحظة كنت جالسة على مقعد خشبي في حديقة، وخلفي جبل ضخم بدا وكأنه جاثم على صدري... فقررت أن أكتب».
كتّاب وشعراء عرب في مواجهة الانتحار
تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» عن تجاربهم مع «اللحظة الحرجة»
كتّاب وشعراء عرب في مواجهة الانتحار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة