السياحة العالمية «مغلقة للتحسينات»... وفقاعات السفر الجوي هي البديل

تحالفات بين عدد محدود من الدول التي خفّضت من خطر الفيروس

هناك مؤشرات لعودة السياحة المحدودة في ما يسمى بفقاعات السفر وهي تحالفات لفتح الطيران بين دول محددة ينخفض فيها خطر الاصابة بالفيروس مثل استراليا ونيوزلندا
هناك مؤشرات لعودة السياحة المحدودة في ما يسمى بفقاعات السفر وهي تحالفات لفتح الطيران بين دول محددة ينخفض فيها خطر الاصابة بالفيروس مثل استراليا ونيوزلندا
TT

السياحة العالمية «مغلقة للتحسينات»... وفقاعات السفر الجوي هي البديل

هناك مؤشرات لعودة السياحة المحدودة في ما يسمى بفقاعات السفر وهي تحالفات لفتح الطيران بين دول محددة ينخفض فيها خطر الاصابة بالفيروس مثل استراليا ونيوزلندا
هناك مؤشرات لعودة السياحة المحدودة في ما يسمى بفقاعات السفر وهي تحالفات لفتح الطيران بين دول محددة ينخفض فيها خطر الاصابة بالفيروس مثل استراليا ونيوزلندا

تتردد تصريحات متفرقة من أنحاء العالم حول عودة النشاط السياحي، كما تخطط بعض الدول، ومنها إيطاليا التي كانت الأكثر معاناة في أوروبا، لتسهيل عودة السياحة خلال العام الحالي. ولكن الرسالة الواضحة من منظمة السفر العالمية (WTO) ومقرها في مدريد هي أن وقت التفكير في السياحة العالمية لم يحن بعد. فقد عقدت المنظمة العالمية مؤتمرها السنوي في الشهر الماضي عبر الأثير على شاشات الفيديو.
ويبدو نشاط السياحة العالمية وكأنه مغلق للتحسينات حالياً ولذلك فالخيار الأفضل لمن يفكر في عطلة هذا الصيف أن يبحث في الوجهات السياحية المحلية التي توفر له ملاذاً آمناً من مخاطر السفر الدولي.
وتعترف منظمة السفر أن السياحة العالمية مجمدة في الوقت الحاضر، وأن خسائر القطاع تقدر حتى الآن بنحو 50 مليار دولار، بالإضافة إلى فقدان 75 مليون وظيفة في القطاع، منها 49 مليون وظيفة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ولكن نتائج المؤتمر في مواجهة هذه الكارثة كانت مجموعة من الأماني. التصريح الأهم من المؤتمر كان أن القطاع سوف يعبر هذه الأزمة كما سبق وتخطى أزمات فيروس «سارس» في 2003 والأزمة المالية في 2008. وأنه قطاع حيوي للاقتصاد العالمي، ويعمل به واحد من كل 10 عمال في العالم. ولكن التصريح لم يذكر كيف ومتى.
عجز المؤتمر عن تحديد مواعيد لعودة النشاط، لأن الوضع العالمي لا يسمح بذلك في الوقت الحاضر. فالدول والمناطق السياحية حول العالم ما زالت تضع العراقيل أمام حرية السفر، كما أن خطوط الطيران الدولي ما زالت متوقفة عن النشاط. معظم الوجهات السياحية في العالم ما زالت مغلقة وبعضها يمنع دخول الزوار الأجانب من دول معينة.
من مونتريال نشرت منظمة الطيران المدني العالمية (ICAO) أن عدد المسافرين جواً خلال النصف الأول من هذا العام سوف ينخفض بنحو 503 ملايين مسافر. وأكثر المناطق المتأثرة هي أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، ثم أميركا والشرق الأوسط. وحثت المنظمة حكومات العالم على إعداد المطارات بشكل يسمح بالسفر الآمن منها للعائدين إلى أوطانهم في الوقت الحاضر. وأضافت المنظمة أن الاقتصاد العالمي سوف يستعيد زخمه بسرعة، ولكنها لم تحدد زمناً لذلك.

- نظام الفقاعات

ومع ذلك فهناك بوادر للنشاط تظهر تدريجياً في كثير من دول العالم. والمرجح ألا يعود النشاط كما كان في زمن قصير، وإنما على مراحل. وأول هذه المراحل تكوين ما يشبه الفقاعات للسفر الجوي، وهي تحالفات لفتح الطيران بين دول محددة ينخفض فيها خطر الإصابة بالفيروس. وهناك فقاعة تضم أستراليا ونيوزلندا وأخرى في أوروبا تضم إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
وقد يتطور الأمر لفتح مجالات الطيران داخل دول الاتحاد الأوروبي مع بقاء الطيران من خارجها مغلقاً، وكذلك الطيران بين أميركا ودول معدودة أخرى تعتبرها الإدارة الأميركية أقل خطراً من الصين. ولكن الطيران الجوي المفتوح للسياحة ما زال مغلقاً، والأرجح أنه سوف يظل كذلك خلال موسم الصيف الحالي. والنصيحة لمن يريد أن يذهب في رحلة سياحية هذا العام أن يفكر في بدائل أخرى.
ويمكن التعرف على أوضاع السياحة في 5 وجهات عالمية عبر استعراض أحدث التطورات فيها من حيث العقبات التي تعترض السياحة وتوقعات موعد استعادة النشاط فيها.
- فرنسا؛ وهي من الدول التي عانت بشدة من فيروس كورونا قبل أن تتراجع أعداد المصابين فيها، وتنتعش آمال العودة إلى النشاط السياحي لأكبر دولة سياحية في العالم. تصريح رئيس الوزراء إدوارد فيليب أن فتح الاقتصاد الفرنسي سوف يكون تدريجياً لم يكن بوضوح قرار البرلمان الفرنسي مدّ «الطوارئ الصحية» حتى 24 يوليو (تموز) 2020. وهذا يعني استمرار إغلاق الحدود للمسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي والحجر الصحي لمدة أسبوعين للفرنسيين والأجانب القادمين من بعض الدول خارج أوروبا. وللمقيمين في فرنسا ما زال الحجر المنزلي هو السائد مع تجول محدود بتصاريح كتابية إلى الأسواق المفتوحة والمكتبات والسوبرماركت والعيادات والتريض ومساعدة أقرباء مقعدين. ولا بد من ارتداء الأقنعة في المواصلات العامة.
- إيطاليا؛ وهي أيضاً من الدول الأكثر معاناة من فيروس كورونا، بنحو 200 ألف إصابة و30 ألف وفاة. وتتعافي إيطاليا تدريجياً مع تصريحات من مسؤولي السياحة فيها بعودة النشاط قبل نهاية العام الحالي. وتحاول إيطاليا الموازنة بين اعتبارات الصحة العامة وعودة النشاط الاقتصادي، خصوصاً أن السياحة إلى إيطاليا انهارت بنسبة 95 في المائة في الشهرين الأخيرين، وبخسائر يقدرها مجلس السياحة الإيطالي بنحو 20 مليار يورو هذا العام، مقارنة بالعام الماضي. وبدأت إيطاليا فك الحظر تدريجياً بفتح الحدائق العامة ومطاعم توصيل الأطعمة للمنازل وعودة الإيطاليين إلى بعض الأشغال وإلى زيارة الأهل. ويخضع القادمون من خارج إيطاليا إلى الحجر الصحي لمدة أسبوعين، ولا بد للقادمين من الولايات المتحدة تبرير سبب الزيارة. ولن تفتح إيطاليا مدارسها قبل شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. وهي مغلقة للسياحة حالياً.
- أستراليا ونيوزلندا؛ أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون هذا الشهر خطة من 3 خطوات لعودة النشاط الاقتصادي للبلاد. وتشمل الخطوة الأخيرة تشكيل «فقاعة» تضم أستراليا ونيوزلندا وتسمانيا يسمح داخلها بالسفر الجوي. وتعبر الفقاعة عن نجاح الدولتين في مكافحة فيروس كورونا حيث تراجعت معدلات الإصابة والوفاة داخلهما. وقد أعلنت نيوزلندا أخيراً عن إنهاء الإصابات الجديدة بالفيروس. والمتوقع أن تعلن نيوزلندا أيضاً عن إنهاء العزل بحيث يعود أهل البلاد إلى العمل والزيارات العائلية، وفتح المحلات العامة والمطاعم والسفر المحلي. وما زالت احتياطات النظافة العامة سائدة. أما السفر الدولي فهو مغلق حالياً أمام الأجانب، حتى السفر الجوي مع نيوزلندا سوف يعقبه حجر صحي لمدة 14 يوماً.
- اليونان؛ وهي من أنجح الدول الأوروبية في التصدي لفيروس كورونا قبل انتشاره، ولذلك فإن أرقام الإصابة فيها لا تتخطى 2663 حالة، مع وفيات لا تزيد عن 147 حالة في 6 مايو (أيار) 2020. وتخطط اليونان لفتح المحلات وإنهاء الحظر تدريجياً. كما تنوي فتح المطاعم والفنادق بداية من شهر يونيو (حزيران) 2020. ويتعين على الأفراد ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة والمنافذ التجارية. وما زالت اليونان تمنع السفر الجوي إليها من خارج الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى منعه من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وألمانيا. ويخضع الزوار من خارج البلاد إلى حجز صحي لمدة أسبوعين. ويأمل رئيس الوزراء كرياكوس ميتسوتاكيس أن تفتح اليونان أبوابها للسياحة الدولية خلال الخريف المقبل، مع اتخاذ كل الاحتياطات الصحية. وهو الوحيد الذي حدد وقتاً معيناً لعودة السياحة حيث لم تصل الدول الأوروبية الأخرى، بما فيها بريطانيا، إلى هذه المرحلة بعد.
- سنغافورة؛ ارتفع رقم الإصابات في سنغافورة إلى 20 ألفاً ولكن الوفيات بقيت في أقل الحدود حيث لا تزيد عن 20 حالة في 6 مايو 2020. وتطبق البلاد تسهيلات تدريجية لعودة النشاط الاقتصادي على شهر يونيو 2020. وما زالت الحدود مغلقة أمام السفر الجوي، مع ضرورة البقاء في المنازل وارتداء الكمامات خارجها. وتعتمد سنغافورة على زيادة عدد اختبارات الإصابة وتطبيق التباعد الاجتماعي ولكنها لا ترغب حالياً في زيادة المخاطر بفتح باب السياحة الدولية.


مقالات ذات صلة

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق قرية غرب سهيل تجتذب الكثير من المصريين والأجانب (وزارة السياحة والآثار المصرية)

قريتان مصريتان ضمن قائمة الأفضل سياحياً

انضمت قريتان مصريتان لقائمة أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2024.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.