في زمن «كورونا»... أسر مصرية تستعد للعيد بـ«الكعك المنزلي» (صور)

سيدات يستغنين عن الملابس الجديدة للأطفال في ظل إجراءات مشددة لحظر التجول

يوسف ومريم نجلا أسماء محمد من القاهرة يحملان الحلوى من يد جدتهما (الشرق الأوسط)
يوسف ومريم نجلا أسماء محمد من القاهرة يحملان الحلوى من يد جدتهما (الشرق الأوسط)
TT

في زمن «كورونا»... أسر مصرية تستعد للعيد بـ«الكعك المنزلي» (صور)

يوسف ومريم نجلا أسماء محمد من القاهرة يحملان الحلوى من يد جدتهما (الشرق الأوسط)
يوسف ومريم نجلا أسماء محمد من القاهرة يحملان الحلوى من يد جدتهما (الشرق الأوسط)

اهتم المصريون منذ قرون بمظاهر عيد الفطر المبارك، والذي تستعد فيه السيدات لإعداد الكعك والبسكويت، ولشراء ملابس العيد للأطفال، لكن هذه المظاهر تأثرت بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، فقد اختارت سيدات البعد عن شراء الحلوى وصنعها منزلياً.
اعتادت أميرة فؤاد (22 عاماً)، ربة منزل ريفية، على الذهاب مع أفراد من أسرتها لأحد الأفران البلدية في إحدى قرى محافظة الشرقية (شمال شرقي القاهرة) للاتفاق على إعداد حلوى العيد من الكعك والبسكويت، لكن هذا العام قررت أن تعد الحلوى في المنزل، بعد تفشي فيروس كورونا في البلاد.

وتقول فؤاد لـ«الشرق الأوسط» إنها لجأت لإعداد الكعك في المنزل كإجراء احترازي تخوفاً من انتقال أي عدوى لـ«كورونا»، مضيفة: «هناك عدد كبير من الأسر بقريتنا النخاس في الزقازيق بالمحافظة كان يعتاد الذهاب للأفران، لكن هذا العام لم يذهب إلا عدد قليل للأفران لإعداد الكعك».
وتقول الأم العشرينية إنها لم تشتر هذا العام أي ملابس لابنتها الصغيرة، واكتفت بملابس جديدة اشترتها قبل تطبيق حظر التجوال في مصر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد. ولا تتوقع الأم الخروج في عيد الفطر المقبل، مضيفة أنها لا تخرج إلا للضرورة، وتابعت: «أخرج دوماً بالأقنعة الواقية وأغطية الأيدي، وأحمل معي زجاجة كحول خشية العدوى».

وللمرة الأولى، قررت أسماء محمد (28 عاماً) صنع الكعك والبسكويت في المنزل، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها فضلت استعادة هذه العادة مع أولادها، وتتابع: «كورونا حرمتنا من لمة (تجمع) الأهل في رمضان، لكنها جعلتنا كأسرة في بيت واحد نجتمع سوياً ونقضي في المنزل فترة أطول، لذلك قررت الاستغناء عن شراء الحلوى الجاهزة وصنع الكعك والبسكويت والغريبة والبتي فور في المنزل».
وتتابع أسماء محمد والقاطنة في منطقة 6 أكتوبر بمحافظة القاهرة أنها تخلت تماماً عن ملابس العيد هذا العام للأطفال، وبدلاً من ذلك اختارت أن تعطي أطفالها هدايا وتضيف: «في كل الأحوال الملابس لن تفيد كثيراً لأننا لن نخرج».

وفي قرية منشية البكاري التابعة لمحافظة الجيزة (جنوب غربي القاهرة)، كانت عادة أم فرح أن تتلقى طلبات لإعدادها الكعك والبسكويت في منزلها وإيصالها للزبائن، هذا العام خفَّ الضغط عليها كثيراً، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الطلبات ليست كالأعوام الماضية... ظروف الناس صعبة».
وتضيف أم فرح: «كانت هناك سيدات تطلب مني كميات كبيرة قبل عيد الفطر... هذا العام اعتذرن بسبب الظروف الاقتصادية».

وخصصت الحكومة المصرية 100 مليار جنيه لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا، أنفقت منها نحو 40 مليار جنيه في أول شهرين ونصف من الأزمة، حسب بيان سابق لوزير المالية المصري محمد معيط.
بدورها، أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية طرح منتجات بسكويت وكعك العيد من خلال فروع منافذ المجمعات الاستهلاكية والشركات التابعة بأسعار تبدأ بـ50 جنيهاً مصرياً لكيلو البسكويت و60 جنيهاً للكعك.
وشددت مصر اليوم (الأحد) من إجراءاتها للتصدي لفيروس كورونا، وذلك من خلال تقييد حركة المواطنين خلال عيد الفطر. وأعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن حظر التجول للمواطنين سيبدأ الساعة الخامسة بدلاً من التاسعة مساءً اعتباراً من الأحد المقبل حتى الجمعة 29 مايو (أيار).
جدير بالذكر أن مصر أعلنت اكتشاف 11719 حالة إصابة بفيروس كورونا و612 حالة وفاة منذ بداية انتشار الوباء، حتى مساء أمس (السبت).


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية

توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
TT

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية

توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)

عززت السعودية وفرنسا التعاون الثقافي، الثلاثاء، بإبرام 9 برامج تنفيذية بين عدد من الهيئات الثقافية في البلدين، وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى حي الطريف التاريخي في الدرعية.

ووقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودية، ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي، في حي البجيري بالدرعية، على البرامج التنفيذية المشتركة، بحضور الرئيس ماكرون، على هامش زيارته الرسمية للمملكة.

استقبال الرئيس الفرنسي لحظة وصوله إلى الحي التاريخي (واس)

وكان في استقبال الرئيس الفرنسي لدى وصوله حي الطريف التاريخي، وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، بحضور وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، ووزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، والسفير فهد الرويلي لدى فرنسا، ونائب وزير الثقافة حامد فايز، ومساعد وزير الثقافة راكان الطوق، والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري إنزيريلو.

الرئيس الفرنسي والوفد المرافق خلال تجولهم في الحي التاريخي (واس)

وتجوّل الرئيس ماكرون والوفد المرافق له في الحي التاريخي، مطلعاً على ما يمثله من قيمة تاريخية للسعودية بوصفه نقطة الأساس التي انطلقت منها الدولة السعودية، ولكونه أحد المواقع المسجلة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، كما تخلل الجولة عرض للخيول وزيارة لمتحف الدرعية.

وشهدت الزيارة عرضاً لأوجه التعاون الثقافي المتنامي بين الرياض وباريس في مختلف المجالات الثقافية، واستعراضاً لآفاق هذا التعاون والفرص المستقبلية الكبيرة، إلى جانب توقيع عدة برامج تنفيذية بين كيانات ثقافية سعودية وفرنسية.

الرئيس الفرنسي والوفد المرافق خلال تجولهم في الحي التاريخي (واس)

وشملت البرامج التي تم التوقيع عليها بين السعودية وفرنسا، 3 برامج تنفيذية بين هيئة التراث وعدة مؤسسات فرنسية؛ أولها مع المركز الوطني للآثار الفرنسي (CMN) متضمناً تبادل الخبرات في تطوير المواقع التراثية لتعزيز تجربة الزوار في مناطق التراث الثقافي، وفي تقييم المواقع الأثرية والتراثية، وتبادل الخبرات في فاعلية عمليات المراقبة، والبرنامج الثاني مع مركز تشغيل المشاريع والأصول الثقافية والتراثية الفرنسي (OPPIC) مشتملاً على بناء برنامج شامل لبناء القدرات، وتقديم خدمات دعم مختصة، وتوفير المهندسين المعماريين الأكثر كفاءة للمشاريع الثقافية، وتدريب الحرفيين والمختصين في مجال الترميم الحرفي والفني، وفحص ومراجعة القصور الملكية.

في حين جاء البرنامج التنفيذي الثالث مع المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية الفرنسي (INRAP) بشأن إجراء التقييم للمواقع الأثرية، ونشر الأبحاث العلمية الخاصة بالحفريات. وستدعم هذه البرامج التنفيذية الجهود التي تقوم بها هيئة التراث في توثيق وحماية وتشغيل مواقع التراث الثقافي في السعودية.

وفي مجال المتاحف، فقد وقّعت هيئة المتاحف أربعة برامج تنفيذية؛ أولها مع المدرسة الوطنية العليا للتصميم الصناعي في فرنسا (ENSCI)، واشتمل على تقديم الدعم التعليمي.

والبرنامج الثاني مع القصر الكبير - تعاون المتاحف الوطنية (RMN - Grand Palais)، وتضمن تبادل المعارض المؤقتة، وتقديم الاستشارات بشأن تشغيل المتاجر الثقافية، فيما جاء البرنامج الثالث مع المعهد الوطني للتراث الفرنسي (INP) لتقديم دورات تدريبية قصيرة وبرامج مخصصة للمحترفين في القطاع المتحفي، في حين جاء البرنامج التنفيذي الرابع مع المدرسة الوطنية العليا للتصوير الفوتوغرافي (ENSP) في مجال الاستشارات التقنية وتبادل الخبرات، وتنفيذ برامج تدريبية في التصوير الفوتوغرافي للمحترفين والطلاب.

الاتفاقية تعزز الشراكة الثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)

وفي قطاع المكتبات، وقّعت هيئة المكتبات برنامجاً تنفيذياً مع مكتبة فرنسا الوطنية (BnF) للتعاون في مجال المخطوطات الإسلامية والعربية، وتبادل الخبرات في مجال حفظ وإدارة المخطوطات. وفي قطاع الأفلام، وقّعت هيئة الأفلام برنامجاً تنفيذياً مع المركز الوطني للسينما والصور المتحركة الفرنسي (CNC)، وتضمنت بنود البرنامج التنفيذي التعاون في تطوير المواهب السينمائية السعودية، والأرشفة وحفظ التراث السينمائي، وتحفيز العمل على الإنتاج المشترك، وتبادل الخبرات في تطوير الأنظمة والسياسات المتعلقة بالقطاع السينمائي.

ويأتي توقيع هذه البرامج التنفيذية في إطار تعزيز الشراكة الثقافية بين السعودية وفرنسا، وضمن جهود وزارة الثقافة والهيئات الثقافية في تمكين القطاعات الثقافية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.