هل يقضي «كورونا» على ما تبقى من خصوصية بعد 11 سبتمبر؟

جندي سويسري يعرض على هاتف جوّال تطبيقاً لتتبع إصابات كورونا من تصميم المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (رويترز)
جندي سويسري يعرض على هاتف جوّال تطبيقاً لتتبع إصابات كورونا من تصميم المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (رويترز)
TT

هل يقضي «كورونا» على ما تبقى من خصوصية بعد 11 سبتمبر؟

جندي سويسري يعرض على هاتف جوّال تطبيقاً لتتبع إصابات كورونا من تصميم المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (رويترز)
جندي سويسري يعرض على هاتف جوّال تطبيقاً لتتبع إصابات كورونا من تصميم المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (رويترز)

تترك أزمة «كورونا» آثاراً كبيراً على خصوصية الأفراد وحريتهم الفردية حول العالم، في موقف يتقاطع مع ما مروا به حين وقعت هجمات 11 سبتمبر (أيلول)؛ حين توسعت السلطات الأميركية في عمليات التفتيش والمراقبة تحت حجج مكافحة الإرهاب.
ويرى علماء وباحثون أن آثار «كورونا» على خصوصية وفردية كُل شخص ستتعاظم الأيام المُقبلة وتتضاعف عما فرضته أحداث 11 سبتمبر على المواطنين الأميركيين، بحسب ما نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية.
على سبيل المثال، استخدمت الحكومة البريطانية قاعدة بيانات مركزية للحركات والسجلات الصحية، مؤمنة بواسطة جواسيس إلكترونيين حكوميين، للتعرف على الشخص المصاب بـ«كورونا» بواسطة هذه البيانات. كما أصدرت روسيا والعديد غيرها رموز QR لتتبع المصابين، بينما تضع الصين كاميرات مراقبة خارج أبواب الناس لضمان التحكم في المواطنين.
وتتباين وجهات النظر حول توسع الحكومات في استخدام هذه الوسائل لتتبع المواطنين، ففي حين يتشكك البعض من أن تتحول هذه التطبيقات لوسائل تقييد لهم، يعتقد البعض الآخر أنها فرصة كي تلحق قوانيننا أخيراً بالعصر الرقمي.
ووصفت منظمة «الخصوصية الدولية» تأثير «كورونا» على الخصوصية بأنه «غير مسبوق». وقال إيدين عمانوفيتش، المدير في المجموعة «أتت أحداث 11 سبتمبر على أنظمة مراقبة سرية ومعلنة، وكان الكثير منها غير قانوني»، موضحاً أنهم مدركون أن اللحظة الحالية شبيهة بما حدث 11 سبتمبر في إضفاء الشرعية على الترصد والتطبيع.
لكنه يستدرك موضحاً الفارق بين الحدثين: «مساعدة السلطات الصحية على محاربة الفيروس مختلفة عن مساعدة السلطات الأمنية على استخدام هذه اللحظة كفرصة لانتزاع البيانات».
التجلي الأوضح لهذه الظاهرة تمثل في موافقة مليارات الأشخاص، على مدار الخمسة عشر عاماً التالية، على إتمام صفقة ضمنية، أتاحت لتطبيقات مثل «فيسبوك» و«غوغل» التعرف على الكثير من المعلومات الشخصية مقابل الاستخدام المجاني لهذه التطبيقات كالمراسلة ومشاركة الصور وغيرها.
من جانبه، يقول البروفسور كروكورفت أن التجلي الأهم لأثر «كورونا» على خصوصيتنا حال تم استخدام التطبيق أو البيانات لفرض العزلة على الناس، والثاني في فرض الحاجة إلى «شهادة مناعة» على شخص لديه الأجسام المضادة للفيروس.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

ريهام عبد الغفور تُحيي الذكرى الأولى لوفاة والدها بمشاعر الفقد

ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
TT

ريهام عبد الغفور تُحيي الذكرى الأولى لوفاة والدها بمشاعر الفقد

ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)

أحيت الفنانة المصرية ريهام عبد الغفور، الذكرى الأولى لرحيل والدها الفنان أشرف عبد الغفور، الذي رحل عن عالمنا في 3 ديسمبر (كانون الأول) 2023، بكلمات مؤثرة مشحونة بمشاعر الفقد.

وكتبت ريهام على صفحتها بـ«إنستغرام» في الذكرى الأولى لرحيل والدها: «في مثل هذا اليوم فهمت معني كلمة ظهري اتكسر».

مضيفة: «فهمت معنى كلمة خوف، فهمت ماذا يعني أن يكبر الإنسان فجأة، فهمت كلمة أن الحياة لم يعد لها طعم، فهمت معنى عدم الشعور بالأمان، فهمت معنى الوجع، كل يوم يا أبي أتأكد أن الخسارة كبيرة وغير محتملة، كل يوم أنتظرك ترجع لكي أحكي لك».

واختتمت رسالتها قائلة: «بحبك يا أحن وأطيب وأكرم وأعظم أب وحشتني يا حبيبي ووحشني إحساسي وأنت جنبي، ربنا يسعدك في الجنة يا رب»، وطلبت من متابعيها الدعاء لأبيها.

وتوالت التعليقات على منشور الفنانة المصرية التي تدعو لوالدها بالرحمة والمغفرة وتعزيها وتدعو لها بالصبر، ومن بينهم كندة علوش التي كتبت «حبيبتي يا ريكو ربنا يرحمه ويصبر قلبك»، والفنانة رانيا يوسف التي كتبت «الله يرحمه»، والفنانة مريهان حسين التي كتبت «ربنا يرحمه ويغفر له ويصبر قلبك»، ووصف متابعون الفنان الراحل بـ«المحترم الراقي»، فيما عبّر متابعون عن تأثرهم بكلمات ريهام عبد الغفور لدرجة البكاء.

ريهام عبد الغفور تحيي ذكرى والدها (إنستغرام)

ورحل الفنان أشرف عبد الغفور في 3 ديسمبر 2023 في حادث مروري بطريق «القاهرة الإسكندرية الصحراوي»، عن عمر ناهز 81 عاماً، واشتهر بتقديم الأدوار التاريخية والدينية في المسرح والدراما، ومن بين أعماله المسرحية «وطني عكا» و«مصرع جيفارا» و«النار والزيتون» و«الملك لير»، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية من بينها أفلام «الشيطان» و«دعوة للحياة» و«الشوارع الخلفية».

كما قدم للدراما مسلسلات «فارس بلا جواد» و«حضرة المتهم أبي» و«يتربى في عزو»، بالإضافة إلى الأعمال التاريخية والدينية التي اشتهر بها مثل مسلسلات «محمد رسول الله» و«الإمام مالك» و«عظماء في التاريخ» و«هارون الرشيد». وانتُخب عبد الغفور لمنصب نقيب المهن التمثيلية في مصر بين عامي 2011 - 2015.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، الفنان أشرف عبد الغفور بأنه «واحد من أهم أعمدة المسرح والتلفزيون خلال الـ30 عاماً الماضية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن يتخرج عبد الغفور في معهد الفنون المسرحية عام 1963 عمل في مسرحية (جلفدان هانم) ونجح فيها وترشح لأعمال أخرى».

ويضيف: «رغم أن أعماله في السينما لم تكن كثيرة، لكنه في التلفزيون كان متميزاً جداً وتحديداً في الثمانينات، إذ بدأ يقدم الدراما الدينية التي أظهر فيها إجادته للغة العربية الفصحى، فكان قاسماً مشتركاً في كثير من الأعمال الدينية والتاريخية».

وأشار إلى أن «الفنان الراحل له تاريخ كبير وينبغي أن يتم تكريمه بما يليق به، خصوصاً أنه تولى مسؤولية نقابة الممثلين في فترة حرجة، وحقق نقلة كبيرة في النقابة حتى إنه وضع اللبنة الأساسية لدار المسنين الخاصة بالنقابة، وستظل سيرته موجودة بيننا». وفق تعبيره.