«فلانتينو»... نجومية الزعيم تطغى على أحداث المسلسل

يطل علينا يومياً خلال شهر رمضان، النجم المصري اللامع عادل إمام خلال أحداث مسلسلة «فلانتينو». والمسلسل كوميديا اجتماعية، ويلعب الزعيم (كما يُلقب) شخصية نور محمد أحمد فلانتينو، الزوج الخاضع لهيمنة زوجته، سواء في المنزل، أو في مجموعة المدارس التي قاموا بتأسيسها، فهي تدير كل شيء في حياة أسرتها. ويشتهر الزعيم بتعبيرات وجه كوميدية يتفرد بها، وهي علامة مسجلة باسمه لا يمكن تقليدها، تدخل البهجة والطرافة على أي مشهد، وإن كانت هذه التعبيرات قد تكررت في عدد من الشخصيات التي لعبها الزعيم، سواء في الدراما أو السينما أو المسرح. أداء الزعيم جاء هادئاً ومتماسكاً؛ لكنه ليس بحيوية الأعوام الماضية.
وتتألق الفنانة دلال عبد العزيز في دور عفاف عصمت، الزوجة التي تتصف بالشدة والحزم في إدارتها لمدارس «فلانتينو»، وتديرها بسياسة فرق تسد، وهو ما يخلق كوميديا مواقف بينها وبين الطلاب أو المدرسين أو أولياء الأمور. نور وعفاف لديهما 3 أبناء، الابن الأكبر أرشميدس وجسد دوره الفنان محمد كيلاني، والابن الثاني رفاعة وجسد الدور الفنان طارق الإيباري، والابنة الصغرى نبوية وجسدت دورها هدى مفتي، وقد برع الأبناء الثلاثة في أداء أدوراهم خلال أحداث المسلسل. كما أضاف وجود الفنان الكوميدي حمدي المرغني، المذاق الكوميدي لدور عاصم، ابن شقيقه «فلانتينو»، الذي يخوض معه عدة مواقف كوميدية ومواقف أخرى صعبة؛ لكنها تتحول لمواقف طريفة.
المسلسل تدور أحداثه حول مجموعة من التحديات التي تواجه فلانتينو وزوجته في إدارة المدرسة ومنها، سرقة السيارة المحملة بأموال المدرسة، ما يدفعهما لمحاولة الحصول على قرض بنكي، ليجد فلانتينو شخصا قد انتحل اسمه وقام بعمليات نصب، وبالتالي صدرت ضده أحكام تمنع البنك من الموافقة على القرض، وتوجه هذه الحادثة العقدة الدرامية للتصاعد، التي تقود فلانتينو للبحث عن منتحل شخصيته، ليجد أربعة أسماء تتشابه مع اسمه، ويقوده البحث عن الاسم الثالث إلى طنطا بدلتا مصر، حيث يجد نور اسم سيدة تحمل نفس اسمه، وهي الفنانة داليا البحيري، ليكتشف أن طليقها زور إيصالات أمانة باسمه وانتحل شخصيته.
وأدت الفنانة داليا دورها بحنكة اكتسبتها خلال تقديمها المسلسل الكوميدي «يوميات زوجة مفروسة»، وقدمت في المسلسل دور فتاة بسيطة، تتعلق بحب فلانتينو، رغبة منها في الشعور بالأمان بعد طلاقها من زوجها «البلطجي».
كتب المسلسل السيناريست أيمن بهجت قمر، الذي استطاع أن يخلق مساحات لأدوار الشخصيات الأساسية والمساعدة، ويتخلل المشاهد الكوميدية انعطافات درامية، تعطي توازناً للعمل، وتضفي عليه عنصر التشويق. ويناقش المسلسل عددا من مشاكل المجتمع المصري بشكل هادف منها، مجتمع المدارس الدولية، ويتناول في السياق الدرامي مشاكل ما بعد الطلاق وتربية الأبناء ونظرة المجتمع لفوارق السن في الزواج. وعلى صعيد الحلقات سنجد كل حلقة مكتظة بالأحداث والتغيرات في حياة جميع الشخصيات.
وتعتبر الموسيقى التصويرية من العناصر المتميزة في «فلانتينو» وهي موسيقى خالد حماد التي رافقت روائع للزعيم، سواء في السينما أو في الدراما، ومنها فيلم «أمير الظلام» عام 2002. و«عمارة يعقوبيان» عام 2006. ومسلسلات «العراف»، و«صاحب السعادة»، وغيرها، وهذا العام نجح في تقديم معزوفة بلحن مميز استعان في توزيعه بآلات أوركسترالية، تجعل لموسيقى حماد وقع خاص فهي تشعرك بتتابع الأحداث، وتعلق في ذاكرة المشاهد، وتم تسجيل الموسيقى التصويرية وشارتي المقدمة والنهاية بعزف لأوركسترا مقدونيا السيمفوني.
على صعيد التصوير والإخراج، لم نر تقنيات مبتكرة، إنما إيقاع هادئ وحركة كاميرا تقليدية بزوايا معتادة للمخرج رامي إمام. ويشارك في العمل الفنان هادي الجيار، في دور بهاء صديق فلانتينو الذي ينافسه في مجال المدارس الدولية، وقد قدم الجيار الكثير من الأعمال مع الزعيم أشهرها مسرحية «مدرسة المشاغبين». وأطل الفنان سمير صبري بعد غياب عن الدراما بدور جميل سالم، الإعلامي مقدم برامج «التوك شو»، وصديق فلانتينو، وقد شارك صبري الزعيم في فيلم «البحث عن فضيحة» وهو واحد من أشهر الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية. كما ظهرت رانيا محمود ياسين في دور صافي، ووفاء صادق في دور جيلان، وقد أدين دور معلمات بالمدرسة بشكل متميز.
ويرى الناقد الفني محمد قناوي أن «المسلسلات الكوميدية هذا العام جاءت معظمها مخيبة للآمال»، معتبراً أن «جماهير عادل إمام كانت تتوقع منه ما هو أكثر»، مشيراً إلى أن «(فلانتينو) هو الأقل مشاهدة على مدار تاريخ الزعيم الفني، بداية من مسلسل (دموع في عيون وقحة)، وحتى (عوالم خفية)، ولأول مرة لا يتصدر المسلسل المشهد الرمضاني، سواء من ناحية ثقل عادل إمام أو النص الدرامي».
ويشيد قناوي بسيناريو المسلسل، بقوله «مكتوب لفريق ممثلين، منح مساحات واسعة لكافة الأدوار؛ لكن يؤخذ عليه أنه ترك المجال لتسلل الملل، من تكرار بعض الجمل في الحوار بين الممثلين»، لافتاً إلى أن «حمدي المرغني لم يقدم شخصية جديدة؛ بل مكررة، كما أنه من المؤسف أن يتم وضع نفس الثيمة للزعيم، كونه الرجل المحبوب من النساء، برغم تقدمه في المرحلة العمرية، وكان الأفضل اختيار ثيمة أخرى لظهوره هذا العام، ففي الحلقة السابعة أعجب فلانتينو بداليا البحيري، التي انجذبت له، وهو الأمر غير المنطقي في المسلسل».
وأكد قناوي أن «عادل إمام بتاريخه قدم الكثير، وأتمنى أن يتدارك عدم الوقوع في نفس الأدوار، فظهوره على أي شاشة يعطي لها قيمة وأهمية، وله جماهيرية كبيرة في العالم العربي».