أجور النجوم الباهظة ستؤدي إلى إفلاس أندية... وعلى رابطة اللاعبين المحترفين التدخل

من غير المنطقي أن يواصلوا الحصول على رواتبهم كاملة رغم أنهم لا يلعبون

فريق ترانمير استضاف بريستول في فبراير الماضي قبل تفشي الوباء (الغارديان)
فريق ترانمير استضاف بريستول في فبراير الماضي قبل تفشي الوباء (الغارديان)
TT

أجور النجوم الباهظة ستؤدي إلى إفلاس أندية... وعلى رابطة اللاعبين المحترفين التدخل

فريق ترانمير استضاف بريستول في فبراير الماضي قبل تفشي الوباء (الغارديان)
فريق ترانمير استضاف بريستول في فبراير الماضي قبل تفشي الوباء (الغارديان)

أكدت خلال الشهر الماضي أن رابطة الدوريات الإنجليزية الأدنى من الدوري الممتاز تواجه أكثر الأوقات حرجاً وخطورة في تاريخها، حيث تعاني من أجل التغلب على تداعيات توقف النشاط الرياضي بسبب تفشي فيروس كورونا. وفي الحقيقة، فإن ما رأيناه منذ ذلك الحين يعكس بوضوح عدم قدرة اللعبة على التصرف بشكل حاسم لحماية مستقبل كرة القدم على المستوى الاحترافي.
ويجب التأكيد على أن هذا ليس انتقاداً للأفراد المشاركين في المفاوضات التي تسعى لاستئناف المنافسات الرياضية، فهم يبذلون قصارى جهدهم، لكن ما يحدث في الوقت الحالي يعكس وجود عيوب هيكلية بالشكل الذي يمنع العمل بشكل متماسك. وبكل بساطة، من الواضح أن رابطة الدوريات الأدنى من الدوري الممتاز ورابطة اللاعبين المحترفين لم تنجحا في إحضار الأطراف الرئيسية الأخرى إلى طاولة المفاوضات.
وتميزت المرحلة الأولى من المفاوضات بالقتال من أجل الحصول على الأموال، في ظل توقف العائدات المالية التي كانت تحصل عليها الأندية من عائدات بيع تذاكر المباريات. ورغم وجود اتفاق سريع على أن تأجيل دفع رواتب اللاعبين قد يساهم في حل هذه الأزمة، فقد تُرك الأمر للأندية واللاعبين لكي يتوصلوا إلى اتفاق معا بهذا الشأن. وقد وافق بعض اللاعبين على تأجيل الحصول على مستحقاتهم المالية، في حين لم يوافق آخرون، كما أن الأمر يختلف من نادٍ لآخر. وكانت الحصيلة، من وجهة نظري، قليلة جداً ومتأخرة جداً بالنسبة للعديد من الأندية. وعلاوة على ذلك، فإن الصعوبة في تأجيل دفع رواتب اللاعبين تشير بوضوح إلى أن صناعة كرة القدم ليست في وضع جيد لمواجهة المرحلة الثانية الأكثر تعقيداً من أزمة تفشي وباء كورونا.
لقد بدأت كرة القدم في التخطيط لكيفية البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة بدون دخل، وفي ظل الكساد الكبير الذي يتوقع أن تواجهه بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا. وبالنسبة لدوري الدرجة الثانية ودوري الدرجة الثالثة في إنجلترا، فإن الأندية في حاجة ملحة للغاية للحصول على عائدات تذاكر المباريات مرة أخرى، وبدون تدخل خارجي فإنني أجد صعوبة كبيرة في رؤية كيفية تعويض هذه الأندية لخسارتها من تذاكر المباريات في ظل استئناف المباريات بدون جمهور! وتشير العديد من التقارير إلى أنه من الصعب للغاية عودة الجمهور إلى الملاعب قبل نهاية العام الجاري. وفي ظل توقف هذه الإيرادات، فإن الأندية تواجه صعوبة كبيرة في دفع أجور اللاعبين.
وإذا لم تحصل الأندية على دعم نقدي من مصدر آخر، فإنها ستضطر إلى تسريح عدد من اللاعبين، بمجرد انتهاء الدعم الحكومي الذي تحصل عليه الآن لكي تتمكن من الاستمرار في دفع رواتب اللاعبين والعاملين. ومن المحتمل أن تبدأ الأندية بتسريح العمالة الزائدة في المكاتب في بادئ الأمر، نظرا لأن عقود اللاعبين - التي تلتهم الجانب الأكبر من الموارد - غير قابلة للمس!
ونظراً لأن عقود اللاعبين محددة المدة، فحتى لو اضطرت الأندية للاستغناء عن اللاعبين فإنها ستدفع قيمة عقودهم بالكامل ولن تحقق أن توفير. وما لم يتغير الوضع الحالي، فإن العديد من الأندية لن تتمكن من دفع رواتب لاعبيها. وحتى بالنسبة للأندية التي تستطيع دفع رواتب اللاعبين في ظل هذه الظروف، فإنه سيكون من غير المنطقي أن يواصل اللاعبون الحصول على رواتبهم بالكامل، رغم أنهم لا يلعبون، في الوقت الذي يفقد فيه زملاؤهم من ذوي الأجور المنخفضة سبل معيشتهم.
ويبدو من غير المحتمل أن يتم إنهاء الموسم الجاري. وما لم يتغير الوضع الحالي، فسيكون هناك نحو 1400 لاعب تنتهي عقودهم بنهاية يونيو (حزيران) المقبل، ومن المؤكد أن عددا قليلا جدا من هؤلاء اللاعبين سيتمكنون من الانتقال إلى أندية أخرى. وأعتقد أن معظم الأندية - خاصة تلك التي تقاتل من أجل الصعود للدوريات الأعلى أو تلك التي تقاتل من أجل تجنب الهبوط - سوف تسمح بانتهاء عقود لاعبيها بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك. وإذا كان هناك احتمال لاستكمال الموسم خلال فصل الصيف، فإن النتيجة المحتملة ستتمثل في وجود أندية ضعيفة يتم تدعيمها باللاعبين الشباب من أجل تقليص النفقات إلى أدنى مستوى ممكن. وإذا حدث ذلك، فإن الفكرة القائلة بأن لعب الموسم حتى نهايته يحمي نزاهة المنافسة الرياضية، ستكون مجرد وهم كبير.
إنني أعتقد أن هناك وجهة نظر قوية للغاية تقول إن الظروف الاستثنائية لوباء كورونا وحظر جميع أنشطة كرة القدم تعني أن عقود اللاعبين قد أصبحت ملغاة بحكم القانون. وإذا كان هذا صحيحاً، فإن هذه العقود تصبح باطلة ولا يتعين على الأندية الالتزام ببنودها. ومع ذلك، فإنني لا أرى أي دليل على إجبار الأطراف المعنية على مواجهة هذا السيناريو. في الحقيقة، هناك حاجة إلى حلول جذرية سريعة، لأنه لا يمكن حل المشكلة إلا إذا تم تخفيض أجور اللاعبين، على الأقل حتى عودة الجماهير إلى الملاعب وقدرة الأندية على الحصول على موارد مالية من بيع تذاكر المباريات. وقد يتطلب الأمر استخدام رابطة اللاعبين المحترفين لبعض احتياطياتها النقدية الكبيرة لدعم الأندية في دفع أجور اللاعبين، حتى تتمكن الأندية من الحصول على مواردها المالية المعتادة مرة أخرى. وما فائدة هذه الاحتياطيات إذا لم تستخدم في مساعدة اللاعبين في وقت عصيب مثل الوقت الحالي؟
وهناك المزيد من المخاطر التي تنتظرنا، حيث أعتقد أن تمويل ملاك الأندية سينخفض كثيراً بسبب التأثير الكبير لأزمة كورونا على شركاتهم ومؤسساتهم التجارية. ولعل الأمر الأكثر خطورة هو أن المُلاك قد يفكرون في بيع الأندية بمقابل مادي قليل، وبالتالي قد نرى هذه الأندية في نهاية المطاف تحت ملكية جهات أو أشخاص لا يرتقون لمستوى كرة القدم الإنجليزية. وإذا كنا نريد استمرار كرة القدم، فيتعين علينا أن نفكر في جميع التفاصيل المتعلقة بهيكل هذه اللعبة. وقبل كل شيء، هناك حاجة لإعادة التفاوض بشأن عقود اللاعبين في الأندية الإنجليزية. كما يتطلب الأمر النظر في عناصر أخرى، مثل إلغاء المبالغ الضخمة التي تحصل عليها الأندية التي تهبط من الدوري الإنجليزي الممتاز، وإصلاح شامل للقوانين المنظمة لملكية الأندية، ومراقبة الصحة المالية للأندية؛ وإلغاء قانون الدائنين في كرة القدم، لأنه بغيض من الناحية الأخلاقية، على سبيل المثال.
وقبل تفشي فيروس كورونا، كانت أندية الدوريات الإنجليزية الأدنى من الدوري الممتاز تبحث عن طرق تساعدها على الاستمرار في دفع أجور اللاعبين والاستدامة من الناحية المالية. لكن التأثير السلبي لتفشي الفيروس - في ظل معاناة الأندية من الناحية المالية وتحملها لديون ثقيلة وحاجتها لدعم مالي من أجل الاستمرار - يعني أننا بحاجة إلى لوائح فعالة على الفور. ورغم أن التركيز على الاستدامة على المدى الطويل أمر ضروري، فإننا بحاجة إلى البساطة على المدى القصير، وبحاجة إلى لوائح صارمة لا يمكن خرقها بسهولة، مثل وضع حد أقصى للأجور، وربما وضع حد أقصى لعدد اللاعبين في كل فريق.
وفي ظل عدم قدرة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على قيادة دفة الأمور في تلك الأوقات الصعبة، فإنني أعتقد أن الوقت قد حان للبحث عن جهة أخرى قادرة على وضع وتنفيذ القوانين من أجل مصلحة هذه اللعبة.
لقد أظهرت الأشهر القليلة الماضية أن أندية الدوريات الإنجليزية الأدنى من الدوري الممتاز ليست قادرة على القيام بهذا الأمر بنفسها، بسبب تضارب المصالح، والتفاوت المالي الكبير بين بعضها البعض، بالإضافة إلى «السلطة المزعومة» لرابطة اللاعبين المحترفين، إن جاز التعبير. لقد تم تهميش الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لسنوات طويلة من قبل اللعبة الاحترافية التي كانت تريد أن تعمل بمفردها وأن تحل مشاكلها بنفسها، وبالتالي لم يكن لدى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم القوة أو الرغبة لإيجاد حلول مناسبة. لكن الآن، يجب أن تكون هناك جهة قادرة على القيام بهذا الأمر من أجل مصلحة الأندية ومصلحة اللعبة ككل.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: لن أدرب فريقاً أخر بعد مانشستر سيتي

أعلن الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، أنه لن يدرب فريقا آخر بعد انتهاء عقده الحالي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية كريستيان روميرو (رويترز)

روميرو ينتقد سياسة توتنهام في بيع لاعبي الفريق

انتقد كريستيان روميرو مدافع فريق توتنهام إدارة ناديه بسبب بيع أفضل اللاعبين وعدم استثمار هذه العائدات بشكل صحيح.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.