تحذير فلسطيني من تعيين مسؤولة إسرائيلية في «فيسبوك»

TT

تحذير فلسطيني من تعيين مسؤولة إسرائيلية في «فيسبوك»

توجه مركز «عدالة» القانوني للأقلية العربية في إسرائيل وعدد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية برسائل إلى شبكة «فيسبوك» تحتج فيها على تعيين المديرة العامة السابقة لوزارة القضاء الإسرائيلية ولوحدة السايبر في الحكومة، إيمي بالمور، لمنصب عضو مجلس الإشراف على المضامين في «فيسبوك».
وبالمور (53 عاما) هي محاضرة في «بلورة السياسة» في المعهد المتعدد المجالات في هرتسليا. وكانت من مؤسسي وحدة السايبر في الحكومة الإسرائيلية المتهمة بالتدخل في خصوصيات المواطنين. وقد اختارتها إييلت شكيد، وزيرة القضاء اليمينية المتطرفة مديرة عامة لوزارتها، لكنها حظيت بتعاطف جماهيري عندما أقالها وزير القضاء الحالي، أمير أوحانا، بدعوى أن لديها ميولاً يسارية. وعندما عينت في منصبها الجديد في «فيسبوك» قالت إنها ستعمل مع 20 خبيرا دوليا من مختلف دول العالم وشعوبه على إحداث تغيير في سياسة الشبكة لصالح الإنسان الفرد وحرية الرأي.
لكن المنظمات الفلسطينية تخشى من أن تؤدي بالمور دورا سياسيا يخدم السياسة الإسرائيلية المعادية للفلسطينيين، وتستمر في ممارساتها السابقة فتعمل على تقليص مساحة حرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، وكذلك على الدفاع عن حقوق الإنسان. وقالت: «نتفهم أن هناك أهميّة لتنوع أعضاء مجلس الإشراف، ولكن هناك أهمية بالمقدار ذاته لأن يكون الأعضاء أشخاصاً داعمين لسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم».
والسيدة بالمور صاحبة تاريخ طويل في النشاط الذي يناقض معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان. وجاء في رسالة «عدالة» أن «وحدة السايبر الإسرائيلية التي أقامتها بالمور بنفسها تقوم بإصدار أوامر لمزودي الإعلام الاجتماعي بطريقة غير قانونية لتراقب فعليا المحتوى في مواقعها. ورغم أن طلبات وحدة السايبر الإسرائيلية لمزودي الإعلام الاجتماعي ليست علنية، فقد شهدت منظمات المجتمع المدني على مدى سنوات طويلة كيف أن أوامر الحكومة الإسرائيلية واستخدام خوارزميات التعلم التلقائي للكشف عما تسميه (محتوى متطرفا)، قد خلقت مئات آلاف المحتويات المزورة الإيجابية تجاه الحكومة الإسرائيلية، مما أضر بمحتوى حقوق الإنسان».
وأضاف «عدالة»: «في عام 2017 وبعد مرور عامين على إقامة وحدة السايبر، طرأ ارتفاع بنسبة 500 في المائة على إزالة المحتوى. في عام 2018، أي عام واحد قبل انتهاء مدة عمل بالمور مديرة عامة، تم توثيق 14.285 حالة إزالة محتوى. وفي الوقت نفسه، أظهر بحث حول التحريض على الكراهية العرقية ضد الفلسطينيين عبر الإنترنت أنه خلال عام 2018 تم نشر منشور تحريضي باللغة العبرية موجه ضد الفلسطينيين كل 66 ثانية، بينما لم يتم التعبير عن أي رغبة لمكافحة ظاهرة المحتوى التحريضي ضد الفلسطينيين العرب».
بالإضافة إلى ذلك، وكما هو موثق في تقرير الشفافيّة في «فيسبوك»، طرأ منذ عام 2016 ارتفاع بعدد طلبات الحكومة الإسرائيلية للحصول على بيانات، والتي وصل عددها حتى الآن إلى 700 طلب، وتمّ تقديم 50 في المائة منها ضمن فئة «طلبات طارئة»، وأنها لم تكن ذات صلة بإجراءات قانونية. وأوضح مركز عدالة أن «هذه ليست محاولات معزولة لتقييد الحقوق الرقمية الفلسطينية وحرية التعبير عبر الإنترنت، إنما تأتي في سياق المحاولات واسعة النطاق التي نفذتها الحكومة الإسرائيلية، وخصوصاً من خلال وحدة السايبر التي ترأستها إيمي بالمور سابقاً، من أجل إسكات الفلسطينيين وإزالة محتوى الإعلام الاجتماعي الناقد للسياسات والممارسات الإسرائيلية، ولنزع شرعية المدافعين عن حقوق الإنسان، والناشطين والمنظمات التي تسعى إلى تصدي للانتهاكات الإسرائيلية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.