طرفا النزاع في ليبيا «يبتكران» أساليب جديدة لاستمالة الشباب

بيانات ورقية تُلقى من الطائرات ومقاطع فيديو بمواقع التواصل

TT

طرفا النزاع في ليبيا «يبتكران» أساليب جديدة لاستمالة الشباب

تفرض مساحة ليبيا الشاسعة على الطرفين المتحاربين في طرابلس اللجوء إلى وسائل مختلفة لإيصال رسائلهما، سواء إلى المقاتلين من «الخصوم»، أو المدنيين في عموم مدن الغرب الليبي، ومن بينها بيانات ورقية، وأخرى يتم بثها عبر مقاطع الفيديو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويستهدف كل من «الجيش الوطني» وقوات «الوفاق» الوصول إلى شريحة الشباب في غالبية مدن الغرب الليبي، إما لتبنِّي المواقف، وإما لتحييدها تماماً، وإبعادها عن مجريات الحرب، بالإضافة إلى تحذير المقاتلين «المندسين» وسط المواطنين، وحثهم على إلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم.
وفي مدينة ترهونة (90 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة) التي يسيطر عليها «الجيش الوطني» تسعى قوات «الوفاق» إلى خلق جبهة رافضة لوجود «الجيش الوطني» هناك، ولذلك بدأت تسعى منذ قرابة شهر إلى اختراق جبهاته بوسائل مختلفة، من بينها إلقاء منشورات على المواطنين من الطائرات، تتضمن وعوداً لمن يسلم نفسه ويلقي سلاحه بعدم الملاحقة، براً وجواً.
وسبق أن أعلنت عملية «بركان الغضب»، التابعة لقوات «الوفاق»، أن طائراتها ألقت منشورات على سكان ترهونة باللغتين العربية والروسية، تطالبهم فيها بالابتعاد عن أماكن وجود المسلحين والتزام بيوتهم. وقال مسؤول أمني تابع لقوات «الوفاق»، إن «سلاح الجو يلقي من وقت إلى آخر بهذه المنشورات، بهدف إيصال رسائل عدة، من بينها توعية المواطنين وطمأنتهم بأن قواتنا لن تخذلهم، وتحذيرهم بعدم احتواء المقاتلين بينهم». وبرر المسؤول العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» سبب إلقاء منشورات باللغة الروسية على مواطني ترهونة، بقوله: «نستهدف بها المقاتلين من شركة (فاغنر) الروسية الذين يقاتلون مع القوات المعادية»، في إشارة إلى «الجيش الوطني».
وفي نهاية الشهر الماضي، فوجئ سكان ترهونة بطائرة حربية، تبين أنها تابعة لقوات «الوفاق»، وهي تلقي منشورات عليهم باللغتين العربية والروسية، تضمنت الأولى مناشدة للمواطنين بالابتعاد عن أماكن وجود المسلحين، والتزام المنازل، وعدم السماح للمسلحين بالوجود بين المساكن. وذهبت القوات في منشورها إلى أن «كل مسلح هو هدف لقواتنا براً وجواً، ومن ألقى سلاحه فهو في أمان، فالمعركة حسمت عسكرياً، ولا نريد مزيداً من الدماء».
كما احتوت المنشورات باللغة الروسية رسالة إلى مقاتلي «فاغنر» مفادها: «إن كنتم تريدون الاستمتاع بالأموال التي أُعطيت لكم، فيجب أن تتراجعوا الآن وتتركوا القتال. فقد قررنا أنه لا يوجد سلام معكم، وسنقتل كل من يرفض ترك السلاح. هذه فرصة أخيرة لكم، فنار البركان ستذيب ثلوج موسكو».
ونفت روسيا أن تكون لها قوات رسمية تحارب في صفوف «الجيش الوطني» الذي يقوده المشير خليفة حفتر. كما اتهم المتحدث باسم الجيش، اللواء أحمد المسماري، قوات «الوفاق» بـ«ترويج الأكاذيب»، وقال إن «قوات (الجيش الوطني) هي من تتولى منفردة عملية تحرير طرابلس». لكن هذه البيانات التي تختلف طرق إيصالها إلى «الخصوم»، لا تقتصر على قوات «الوفاق» فحسب، ذلك أن «الجيش الوطني» يحرص من وقت لآخر على إيصال رسائل صوتية إلى من يسميهم «الشبان المغرر بهم» في صفوف «الميليشيات»، ويحثهم دائماً على ترك المواجهات، والتخلي عن أسلحتهم، ورفع الراية البيضاء ليكونوا من الآمنين.
ووجَّه حفتر رسائل عدة عبر كلمات متلفزة في أوقات متفرقة، وقال في إحداها: «هذا نداء لن يتكرر لأبنائنا من الشبان بمختلف دوافعهم وانتماءاتهم، الذين حملوا السلاح لمواجهة (الجيش الوطني)... الزموا بيوتكم، وعودوا إلى رشدكم حرصاً على حياتكم ومستقبلكم، ورأفة بأهليكم وذويكم».
كما تتكرر البيانات التي نشرتها أطراف مساندة لـ«الجيش الوطني» منذ اندلاع الحرب، تدعو فيها سكان طرابلس للثورة، والخروج على حكومة «الوفاق» الوطني، وقد سبق أن حددت هذه البيانات مواعيد لثورات؛ لكنها لم تقم.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.