الاحتيال عبر الإنترنت يتفاقم في عصر «كورونا»

عشرات الطرق المستجدة لسرقة الضحايا

زيادة التسوق الإلكتروني زاد من محاولات الاحتيال
زيادة التسوق الإلكتروني زاد من محاولات الاحتيال
TT

الاحتيال عبر الإنترنت يتفاقم في عصر «كورونا»

زيادة التسوق الإلكتروني زاد من محاولات الاحتيال
زيادة التسوق الإلكتروني زاد من محاولات الاحتيال

غيّر حظر التجول والحجر الصحي من حياة الملايين حول العالم. وأسفر الاحتجاز المنزلي عن تحول أسلوب الحياة نحو التسوق وإجراء المعاملات إلكترونياً عبر الإنترنت. وفتح هذا باباً جديداً لزيادة الاحتيال الإلكتروني الذي بلغ حجمه في بريطانيا وحدها 1.2 مليار إسترليني (1.5 مليار دولار)، على رغم عمليات ضبط وإحباط عمليات احتيال أخرى حجمها 1.8 مليار إسترليني (2.25 مليار دولار) خلال العام الأخير.
وترصد عمليات الاحتيال كل طبقات المجتمع ولا تقتصر على الأفراد فقط، بل تشمل الشركات أيضاً. وما زال حجم الخسائر من الاحتيال السيبراني في ارتفاع، حيث تشير إحصاءات شهر مارس (آذار) الماضي ارتفاعاً بنسبة 97 في المائة في الاحتيال في عمليات شراء المفروشات المنزلية وارتفاعاً بنسبة 136 في المائة في عمليات متعلقة بلوازم الحدائق و163 في المائة ارتفاعاً في الاحتيال في مجال المعدات الإلكترونية.
ولا يقتصر عمل المحتالين على الإنترنت فقط، بل يتعداها إلى وسائل الاتصال الأخرى مثل الهاتف المنزلي والزيارات. والهدف هو الحصول على معلومات تيسر سحب أموال من الحسابات أو انتحال الشخصية.
وتحذر الهيئة المسؤولة عن منع الاحتيال الإلكتروني في بريطانيا، واسمها (Cifas)، من أحدث أنواع الاحتيال عبر وسائل التواصل على الإنترنت عبر مسابقات لتدابير الحماية من فيروس كورونا تشمل الكشف عن معلومات شخصية تستخدم بعد ذلك لانتحال شخصية المشارك وتغيير كلمة السر في حسابات مشتريات أو بطاقات ائتمان لاستخدامها من دون علم صاحبها. ويلجأ المحتالون أيضاً إلى فتح صفحات على الإنترنت متعلقة بمكافحة «كورونا» ويطلبون المشاركة في استفتاءات وهمية يكشف فيها المشارك عن معلومات شخصية.
-- احتيال مستجد
وعلى غرار اسم فيروس كورونا المستجد، توجد أيضا محاولات احتيال مستجدة، أهمها:
- الاتصال الهاتفي بالضحايا وادعاء أن الحكومة تقوم الآن بتركيب أجهزة في المنازل للكشف عن وجود فيروس كورونا، مع طلب دفع تكاليف تركيب الجهاز عبر الحساب المصرفي. ولا توجد بالطبع أجهزة كشف عن «كورونا» في المنازل.
- يتعرض كبار السن إلى نوع آخر من الاحتيال المستجد، حيث يقوم أشخاص يحملون هويات مزورة من وزارة الصحة يقدمون خدمات التسوق بالنيابة عن العجائز لحمايتهم من الاختلاط بآخرين. ويحصل هؤلاء على لائحة بالمشتريات المطلوبة مع ثمنها نقداً أو معلومات من الحساب المصرفي لأغراض الدفع. وبالطبع لا تصل المشتريات ويختفي المحتالون بالمدفوعات النقدية أو بعد سرقة حسابات الضحايا. وتتنوع الجهات التي يدعي المحتالون الانتماء إليها من الحكومة إلى هيئات خيرية تهتم بكبار السن.
- مع وجود ملايين العاطلين عن العمل الذين يتلقون دعماً مالياً من الحكومة، يتلقى هؤلاء رسائل بريد إلكتروني تسمى «فيشينغ» (Phishing) تعدهم بأن طلباتهم للدعم تمت الموافقة عليها وتطلب إرسال معلومات الحساب المصرفي للتحويل إليه مع مبلغ مالي لإنهاء الإجراءات.
- تتوالي عروض بيع كمامات الوجه ومطهرات الأيدي والملابس التي تحمي من الفيروس على الإنترنت وعبر الهاتف مع طلب الدفع الفوري. ويتم سحب الأموال من الحسابات المصرفية، لكن المشتريات لا تصل، حيث معظم المواقع التي تبيعها وهمية.
- وعلى غرار المشتريات الوهمية هناك طلبات على الإنترنت وعبر الهاتف متعلقة بفيروس كورونا وتطلب التبرع لضحايا الفيروس التي تترك عائلات بلا عائل أو مورد للرزق. بعض هذه الطلبات وهمية على رغم أنها تدعي الانتماء إلى مؤسسات خيرية معروفة. وإحدى هذه المحاولات ادعى أصحابها أنهم يعملون لدى منظمة الصحة العالمية ويطلبون الدعم من أجل تطوير لقاح لمقاومة الفيروس.
- من محاولات الاحتيال الأخرى المتعلقة بفيروس كورونا التواصل مع الضحايا بدعوى استعادة ثمن الرحلات السياحية أو تذاكر الطيران لقاء رسوم. وفي مثل هذه الحالات يجب الاتصال بالشركات مباشرة لاستيضاح الموقف من استعادة المدفوعات في الرحلات الملغاة.
- يتوجه المحتالون أيضاً إلى ملايين يعملون عبر الإنترنت من منازلهم ببريد إلكتروني يدعي أن أسعار خدمات الاشتراك في الإنترنت قد زادت ولا بد من دفع الفارق حتى تستمر الخدمة. ويندفع البعض إلى دفع المطلوب خوفاً من انقطاع الإنترنت التي يعتمدون عليها في أشغالهم.
النصائح التي يجب اتباعها في كل الأحوال تقتصر على خمس قواعد، هي:
- تجاهل أي طلب للكشف عن معلومات شخصية، وبوجه خاص عبر بريد إلكتروني متعلق بفيروس كورونا. ولا تطلب الجهات الرسمية معلومات شخصية لأنها متاحة لها بالفعل.
- يجب فحص عنوان البريد الإلكتروني أعلى الرسالة لأنه يكشف عن الجهة الأصلية التي أرسلته، وفي أغلب الأحيان يكون المصدر جهات مجهولة أو جهات أجنبية.
- إذا احتوى البريد الإلكتروني على أخطاء مطبعية أو نحوية فهو دليل على أنه محاولة احتيال.
- معظم رسائل الاحتيال تكون موجهة من دون أسماء، مثل «المستخدم العزيز» أو «السيد الفاضل»، وذلك إشارة إلى أنها مرسلة بصفة عامة لأعداد كبيرة لاصطياد الضحايا.
- أخيراً، يجب إغفال الرسائل الإلكترونية التي تصر على سرعة الاستجابة. والاستجابة المطلوبة في هذه الحالات هي حذف الرسالة.



فتيات «الديليفري» ومسوقات التواصل الاجتماعي يسيطرن على أسواق السودان

فتيات «الديليفري» ومسوقات التواصل الاجتماعي يسيطرن على أسواق السودان
TT

فتيات «الديليفري» ومسوقات التواصل الاجتماعي يسيطرن على أسواق السودان

فتيات «الديليفري» ومسوقات التواصل الاجتماعي يسيطرن على أسواق السودان

ازداد الإقبال على التسوق الإلكتروني في السودان، مع فرض حظر التجوال الشامل للحد من جائحة كورونا، ما حد من القدرة على التسوق التقليدي والإيفاء بالاحتياجات اليومية للمواطنين عن طريق الوصول إلى الأسواق مباشرة، الأمر الذي دفع بأصحاب المحلات إلى اللجوء لطرق تسويق جديدة تتضمن خفض الأسعار، والاستعانة بفتيات للتسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي أطلق عليهن «المسوقات الإلكترونيات».
تقول هدى علي وهي «مسوقة» إنها بدأت بنشر إعلانات للترويج للمستلزمات في عدد من «الغروبات» على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفة: «لاقتناعي بأن التنافس لم يعد يخضع لجودة المنتج فقط، بل يضمن ذلك طريقة العرض، والتسويق وسرعة إيصال المنتج» إلى العملاء، خصوصاً في ظروف الحظر، وحملة «خليك بالبيت».
وتشير هدى إلى أن عدداً من التجار والمحال التجارية، لجأوا للبيع عبر التسويق على مواقع التواصل الإلكتروني، لتعويض خسارتهم الناجمة عن حالة الإغلاق الكاملة للأسواق، وقدموا تخفيضات وصلت إلى 50 في المائة، خصوصاً خلال فترة عيد الفطر الماضي، الهدف منها حث العملاء على الشراء وتحريك عملية التبادل.
وحسب هدى، فإن المسوقة تتفق مع صاحب المحل أو التاجر، على الترويج لمنتجاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر إعلانات ومتابعتها، نظير «عمولة محددة» عن كل عملية شراء.
وتعزز فاطمة حمد، ربة منزل، ما ذهبت إليه المسوقة هدى، بالقول: «اضطر كثير من محلات الملابس وأدوات التجميل، للبحث عن طرق تسويق بديلة، لتفادي تأثير الحظر الشامل والإغلاق على أعمالهم وتجارتهم»، وتتابع: «لحسن الحظ وجدت العديد منها مع تنوع وبأسعار مغرية».
وتوضح أماني الناطق، ربة منزل، أن «التسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي مريح، سهل الحصول على احتياجات النساء»، وتضيف: «هذا النوع من التسويق يوفر كثيراً من الوقت والجهد اللذين كانا يبذلان للحصول على المنتج، ويرفع من التنافس بين المسوقات، ما يؤدي لزيادة حجم المعروض وخفض الأسعار».
يقول مازن عبد الرحيم وهو تاجر أدوات كهربائية، يتعامل مع عدد من المسوقات، إن «الترويج عبر مجموعات التواصل الاجتماعي ليس جديداً، وهو يهدف لزيادة أرباح رجال الأعمال، وأصحاب العلامات التجارية، فضلاً عن تقديم خدمة سريعة ومريحة للزبائن، في ظل عزلة كورونا، فتصله احتياجاته إلى المنزل».
ويصف عبد الرحيم تجربته في التعامل مع المسوقات عبر مواقع التواصل، بقوله: «تجمعنا مجموعة واتساب، أديرها بنفسي، ومن خلالها أحدد الأسعار، والعروض الجديدة، والزيادات في الأسعار الناتجة عن تذبذب السوق»، ويتابع: «تقوم فكرتنا في التسويق علي بيع المنتج بسعر أقل من السوق بتخفيض قد يصل إلى 20 في المائة». ويستطرد: «أسمح للمسوقات بوضع هامش ربح على الأسعار التي أعرضها، إضافة إلى العمولة التي يحصلن عليها بعد إتمام عملية البيع».
وتواجه بعض المسوقات صعوبات عديدة، وعنها تقول مناهل فرح، خبيرة تسويق ومسوقة: «رداءة الأصناف وعدم المصداقية من أصحاب العلامات التجارية يدخل المسوقات في مشاكل مع الزبائن». وتضيف: «التسويق عبر الشبكة هذه الأيام ساعد فتيات عاطلات عن العمل، في توفير مصدر دخل مريح ومعقول».
وتشير سارة عبد الحليم مديرة التسويق في الشركة المصرفية إلى تغير سلوكيات الشراء من قبل المستهلكين لعدة أسباب؛ منها الظّروف الصحية التي تمر بها البلاد الآن. وتضيف: «حدثت قفزة في عمليات البيع عبر وسائط التواصل وتعرف بـ(الديليفري) بنحو 400 في المائة، لا سيما بين الحاصلين على تصاريح تجوال أثناء ساعات الحظر»، وتقول: «شمل التسويق الإلكتروني القطاعات التجارية كافة، وأسهم في تطوير حركة الدفع الإلكتروني بنسبة 100 في المائة».