بعد شهرين من التوقف، تعود الحياة إلى بطولة الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) غدا وسط متابعة عالمية وإجراءات احترازية مشددة في مواجهة وباء كورونا المتفشي عالميا.
وخلال الأسابيع الماضية، لم يفلت سوى عدد قليل للغاية من بطولات الدوري المحلية من حالة التجمد والشلل التي أصابت الرياضة العالمية بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا.
والآن، يتطلع العالم إلى انضمام البوندسليغا إلى هذه الدوريات حيث تستأنف البطولة نشاطها وسط متابعة دقيقة من مليارات المشاهدين في جميع أنحاء العالم وكذلك العديد من الهيئات الصحية لمعرفة مدى نجاح خطة السلامة والتأمين المتبعة في مباريات البطولة.
وتستأنف فعاليات البطولة غدا بمباراة ديربي بين فريقي بوروسيا دورتموند وشالكه في حضور 300 شخص فقط في الملعب والأماكن المجاورة وسيجلس بعضهم متباعدين في مدرجات الاستاد التي تتسع لنحو 80 ألف مشجع بسبب الإجراءات الصحية الاحترازية خوفا من انتشار العدوى.
وينتظر أن يحظى البوندسليغا باهتمام بالغ ومتابعة دقيقة من المسؤولين عن بطولات دوري أخرى كبيرة مثل إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا على امل السير على الخطى واستكمال منافساتها المتوقفة منذ مارس (آذار) الماضي.
وتأمل رابطة الدوري الألماني والأندية في أن تسير كل الأمور طبقا للخطة وأن تستطيع الفرق المشاركة تجنب الدخول في حجر صحي كامل بقرار من السلطات الصحية والطبية حال ظهور حالات إصابة بوباء كورونا بين المشاركين في هذه المباريات وهو ما سيضع الموسم الحالي في مهب الريح.
وحذرت الرابطة في كتيب إرشادي وجهته إلى الفرق المشاركة، وذكرت فيه: «فقط بأعلى درجة من الانضباط والدقة، سنتمكن من تحقيق هدفنا المشترك وهو استكمال الموسم الحالي 2019 - 2020».
وكان نادي هيرتا برلين أوقف مهاجمه العاجي سالومون كالو بشكل فوري الأسبوع الماضي بعدما بث مقطعا مصورا على وسائل التواصل الاجتماعي انتهك خلاله قواعد الحظر الصحي.
واعترف ماكس إيبرل المدير الرياضي لنادي بوروسيا مونشنغلادباخ بأن الخطة التي قدمتها رابطة الدوري الألماني «بنيت على الرمال» وأن أقل مشكلة قد تؤدي لإلغاء الموسم.
وستكون للإلغاء آثار اقتصادية كارثية على الأندية. وكان الاعتماد الكبير للأندية على عائدات البث التلفزيوني هو الدافع والحافز الأول على استئناف فعاليات الموسم الحالي.
ووجهت اتهامات إلى كرة القدم بأنها تحظى بمعاملة خاصة مقارنة بصناعات أخرى. وحث كريستيان سيفيرت المدير الإداري لرابطة الدوري الألماني الجميع على ضرورة الالتزام بالتواضع بقدر الإمكان وسط الجدل الذي شهد أيضا معارضة مجموعات من المشجعين لفكرة استئناف الدوري.
ولكن كارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونيخ حامل اللقب ومتصدر البوندسليغا حاليا يرى أن استئناف فعاليات الموسم فرصة هائلة أيضا لاستعراض إمكانيات البطولة وألمانيا بشكل عام. وقال رومينيغه: «البوندسليغا هي أول دوري كبير في العالم يستأنف اللعب. وإذا كانت هي البطولة الوحيدة في العالم التي تبث على شاشات التلفزيون (في هذه الفترة)، فإنني أتوقع أنه سيكون لدينا جمهور يبلغ عدده مليارات في جميع أنحاء العالم».
وأضاف رومينيغه أن هذا سيكون إعلانا أيضا عن السياسات الألمانية «التي جعلت هذا ممكنا من خلال التعامل الجيد للغاية مع هذا الوضع». ويرى رومينيغه أيضا أن استئناف فعاليات الموسم سيرفع من الروح المعنوية للناس التي عاشت شهور تحت وطأة الأخبار المرعبة لفيروس كورونا.
وفي إطار الإجراءات الوقائية المطبقة حماية للصحة والسلامة فإنه لن يسمح بحضور الجمهور المباريات في المراحل التسع المتبقية، وسيكون على اللاعبين فقط تقديم الإثارة والمتعة في هذه المواجهات التي أطلق عليها مباريات «الأشباح».
وقال سيباستيان كيل رئيس رابطة محترفي دورتموند: «بالتأكيد ستكون هذه أغرب مباراة ديربي في التاريخ... الجمهور هو روح هذه اللعبة وإحساسها وهو مصدر الحياة في الملاعب. لن نرى أيا من هذه الأمور. وسيفتقد اللاعبون كثيرا التحفيز الذي تقدمه الأجواء والجمهور». وأيا كانت الأجواء فإن دورتموند سيسعى للحفاظ على موقعه وتحقيق انتصار على منافسه اللدود للاستمرار في ملاحقة المتصدر والمنافسة على اللقب.
ويحتل دورتموند المركز الثاني برصيد 51 نقطة متخلفا بأربع نقاط عن بايرن ميونيخ المنفرد بالقمة وبفارق نقطة واحدة عن لايبزيغ صاحب المركز الثالث في القائمة.
ودائما ما اعتمد دورتموند على امتلاء مدرجات ملعبه الأكثر ضجيجا في أوروبا وكان دائما محفزا لتحقيق الانتصارات، لكن مباراة الغد ستكون من ضمن مباريات الأشباح التي ستستمر حتى نهاية الموسم.
وأجرى دورتموند عدة جولات تدريبية في ملعبه للاعتياد على عدم وجود جمهور، وخلال تدريبه أول من أمس انطلقت الموسيقى التي كانت تتردد عادة قبل المباريات لوضع اللاعبين في أجواء المنافسات الفعلية.
ونظريا ترشح التوقعات أصحاب الأرض للفوز بعد فوزهم في سبع من آخر ثماني مباريات. ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي أحرز النرويجي الشاب إيرلينغ هالاند وجيدون سانشو تسعة أهداف فيما بينهما وهو أكثر من ضعف العدد الذي أحرزه جميع لاعبي شالكه (أربعة أهداف). لكن دورتموند سيخوض المباراة محروما من جهود القائد ماركو رويس والمدافع دان أكسل زاجادو للإصابة في حين هناك شكوك حول إمكانية مشاركة لاعبي الوسط أكسل فيتسل وإيمري تشأن أيضا.
وعلى الجانب الآخر فإن شالكه لم يحقق أي فوز في آخر سبع مباريات خاضها في الدوري وهي أطول مسيرة خالية من الانتصارات تحت قيادة المدرب ديفيد فاغنر بينما أحرز الفريق هدفين فقط خلال هذه الفترة. وبعد بداية قوية للموسم تراجع الفريق إلى المركز السادس برصيد 37 نقطة وهو بذلك يواجه خطر الغياب عن بطولتي الأندية الأوروبية الموسم المقبل.
وفي الوقت نفسه يسعى البطل بايرن ميونيخ صاحب الصدارة إلى حصد اللقب الثامن على التوالي وتعزيز رقمه القياسي.
وسيحل النادي البافاري يوم الأحد ضيفا على يونيون برلين الذي ربما يخوض المباراة بدون مدربه أورس فيشر الذي غادر معسكر الفريق الذي يقضي فيه حجرا صحيا إلزاميا لمدة سبعة أيام لأسباب شخصية قبل عودة عجلة الموسم للدوران.
وسيلتقي لايبزيغ الثالث برصيد 50 نقطة مع ضيفه فرايبورغ بينما يحل بروسيا مونشنغلادباخ الرابع برصيد 49 نقطة ضيفا على إينتراخت فرانكفورت.
الدوري الألماني يترقب الانطلاق بديربي دورتموند وشالكه غداً
الملاعب من دون جماهير لكن متابعة بالمليارات منتظرة عبر شاشات التلفزيون في العالم
الدوري الألماني يترقب الانطلاق بديربي دورتموند وشالكه غداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة