The Assistant
إخراج: كيتي غرين
الولايات المتحدة 2020
تقييم الناقد: (جيد)
كل من يعمل في مكاتب مؤسسات كبيرة يعرف الكثير سلفاً عن الأجواء التي توصفها المخرجة كيتي غرين وهي تتناول حياة السكرتيرة الخاصّة لأحد كبار المنتجين في هوليوود. يعرف مشاعر الغيرة والحسد ورغبات التقرّب واستغلال النفوذ. يعرف أحاسيس التصرّف حسب مقاييس القرب من صانع القرار ومحاولات بسط النفوذ امتداداً لنفوذ صاحب المؤسسة واستغلالاً لموقعه الوظيفي منه.
«المساعِدة»، بطولة جوليا غارنر، يضعنا وسط هذه الأجواء. ليس أن جين (غارنر) هي التي تتمتع بهذا النفوذ وتستغل ذلك المنصب المقرّب من صاحب القرار، بل هي من عليها أن تحافظ على عملها بمنأى عن سياسات المكتب وتنافس من فيه أو اعتباراتهم الفوقية وهم يعاملونها كما لو كانت أقل قيمة من أي منهم. في الفيلم حاجتان مهمتان تواكبان المشاهِد وهو يتابعهما: حاجته لمتابعة ما يدور متفهماً وضعها الصعب والذي قد يجلب إليها المتاعب حتى عندما تتحاشاها بجديتها وإتقان عملها، وحاجة الفيلم لتعميم وضع تعاني منه المرأة العاملة ليس في مؤسسات الشركات السينمائية (كما حال القصّة هنا) بل في كافة أنواع المؤسسات ووظائفها.
الأحداث تقع في يوم واحد وفي داخل المكتب (غالباً). تصل المساعدة للمكتب قبل الآخرين لتحضير كل شيء ليوم جديد.
هي لا تحب المفاجآت لكنها تحسب لها حسابات. تدفع بنفسها لتكون جاهزة عند كل وضع وحالة وتتصرف باحتراف درءاً لخطر التعامل معها كأنثى قبل معاملتها كإنسانة. رغم ذلك، هناك تلك المعاملة وتلك النظرة فالفيلم يسعى لرصد ما يدور متخذاً من جين مفتاحه للنظر إلى كيفية ما جول ويدور مكتفياً بذلك الرصد كتعليق.
لكن اختيار الفيلم لوضع بطلته ولتصويرها على هذا النحو يتسبب في خلق حالة مضادة يفتر بسببها الاهتمام بها وبالفيلم إلى حد بعيد. جين تعلن عن نفسها بصمت وهدوء وحرفية والمخرجة ترتبّ لها (وقد كتبت السيناريو) مما يجعلها تجسّد هذه الغايات. لكن مداولتها على هذا النحو ومن دون حدث فعلي، يتسبب في حالة عزوف عن الاهتمام بعد حين.
فشخصية جين ماثلة منذ البداية وحتى النهاية على نحو لا يتطوّر حتى عندما تكون هناك حاجة لإحداث وضع جديد يكون بمثابة اختبار لصبرها.