بومبيو يعتبر حكومة نتنياهو ـ غانتس {فرصة للسلام}

جنرال إسرائيلي كبير سابق: الضم ضربة للأمن القومي

وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل أمس في زيارة قصيرة (د.ب.أ)
وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل أمس في زيارة قصيرة (د.ب.أ)
TT

بومبيو يعتبر حكومة نتنياهو ـ غانتس {فرصة للسلام}

وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل أمس في زيارة قصيرة (د.ب.أ)
وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل أمس في زيارة قصيرة (د.ب.أ)

اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حكومة الوحدة الإسرائيلية التي تفاهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب الجنرالات بيني غانتس على تشكيلها، {فرصة للسلام}.
والتقى بومبيو الذي وصل إلى إسرائيل، صباح أمس، وغادرها بعد الظهر. مع نتنياهو أولاً، ثم مع رئيس الوزراء البديل في الحكومة العتيدة، بيني غانتس، ووزير الخارجية القادم، غابي أشكنازي، وكذلك مع رئيس «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية) يوسي كوهن. وقال بومبيو عند نزوله من الطائرة: «مسرور بوجودي في إسرائيل والتعاون مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس في مواجهة تهديدين مصيريين؛ فيروس كورونا وإيران. وستواجه إسرائيل والولايات المتحدة هذه التحديات، جنباً إلى جنب».
واعتبر بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو، سبق لقاءهما، أن «حكومة الوحدة التي سيتم تنصيبها هي فرصة للسلام على أساس خطة ترمب»، مضيفا أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها والولايات المتحدة تؤيد هذا الحق».
أما نتنياهو فقال إنه يعتبر حكومته الجديدة «فرصة لدفع السلام والأمن بالاستناد إلى التفاهمات مع الرئيس دونالد ترمب».
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن بومبيو تداول مع الإسرائيليين في 4 مواضيع، هي قرار نتنياهو بدء البحث بعد شهرين في ضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وعلى المستوطنات، فطلب تأجيل هذا الضم حتى تستنفد فرص إشراك الفلسطينيين، وموضوع علاقات إسرائيل المتطورة مع الصين، فقال إنه «يجب على الإسرائيليين والعالم أن يحذروا من الصينيين. أي استثمار صيني سيتسبب في تسرب المعلومات وسيقوي الحزب الشيوعي الصيني». والموضوع الثالث، هو الإيراني؛ حيث تحدثا حول مواجهة تهديدات طهران وضرورة العمل سوياً من أجل ردعهم ومنعهم من الوصول إلى سلاح نووي. والموضوع الرابع يتعلق بانتشار فيروس كورونا وكيفية التعاون على التوصل إلى دواء.
وقال مسؤول سياسي في تل أبيب إن الإدارة الأميركية مررت رسالة إلى المسؤولين في إسرائيل، حول عدم نية الإدارة الأميركية الالتزام بأي جدول زمني تضعه إسرائيل للشروع بإجراءات الضم خلال الفترة المقبلة، وإن بومبيو أكد أنه لا ينوي تجميد خطة ترمب إلى حين تحرك الفلسطينيين، وقال: «إذا استمر الفلسطينيون في الجلوس جانباً واستمروا برفض التفاوض حول (صفقة القرن)، فإن لذلك ستكون عواقب وخيمة، وسيسهل علينا اتخاذ قرارات تتعلق بضم إسرائيلي للمناطق في الضفة».
وكان نتنياهو قد استقبل بومبيو بكلمات حارة، فقال: «أهلاً وسهلاً بحضرتكم في أورشليم. تأتي زيارتكم هذه بعد عدة أيام بعد وفاة والدكم. أقدم التعازي باسم عائلتي وباسم المواطنين الإسرائيليين إلى عائلتكم. ومن خلال مطالعتي حول حياة والدكم، يمكن تشخيص القيم التي غرسها فيكم والتي تبرز في كل ما تفعلونه. وأريد أن أقول إننا نثمن كثيراً حقيقة قيامكم بزيارة أولى منذ فترة، وقد وصلتم إلى إسرائيل لمدة 6 ساعات. أعتقد أن هذا هو دليل على متانة التحالف بيننا، وعلى التزام الرئيس ترمب بدولة إسرائيل، وعلى التزامكم أنتم بإسرائيل وبالعلاقات بيننا».
وبموازاة الزيارة، خرج أحد كبار الجنرالات المتقاعدين في الجيش الإسرائيلي، عاموس جلعاد، بتصريحات شديدة اللهجة ضد فكرة ضم أراضٍ من الضفة الغربية (غور الأردن وشمال البحر الميت)، وحذر حكومة إسرائيل ومؤيديها في واشنطن من مغبة التفكير في تطبيقها.
وقال جلعاد، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية ولواء في الجيش الإسرائيلي ورئيس الدائرة الأمنية السياسية السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، إن «مخطط الضم سيشكل ضربة ستلحق ضرراً شديداً بالأمن القومي الإسرائيلي، ومن شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار على الحدود الشرقية الآمنة مع الأردن».
وتوقع أن تحدث أزمة سياسية خطيرة مع الأردن ومع السلطة الفلسطينية، وأن تنفجر الأوضاع ميدانياً.
وقال: «ينبغي أن نتذكر أن السلطة الفلسطينية أقيمت وفقاً للاتفاقيات الموقعة بيننا وبين منظمة التحرير الفلسطينية، فعندما لا يعود هناك أفق إيجابي يقود، ولو بشكل طفيف جداً، لعملية تقود لاتفاق سياسي، لن يكون هناك سبب لبقاء الاتفاقيات، ويمكن أن يتفجر كل شيء هناك. والمرجح هو أن نعود لرؤية تفكك السلطة الفلسطينية وفتح الطريق أمام سيطرة (حماس) وأشكالها، وسيطرة العنف والإرهاب، أو عودة الجيش الإسرائيلي لإعادة احتلال الضفة الغربية».



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».