مؤسسات دينية في مصر «تُجرّم» الفرار من العزل الصحي

أطباء في جامعة القاهرة يفحصون درجة حرارة أحد المصريين العائدين من الكويت قبل دخوله العزل (إ. ب.أ)

«حكم الهروب من الحجر أو الصحي بسبب فيروس (كورونا المستجد)»، سؤال تردد كثيراً في مصر، ما دعا المؤسسات الدينية لإصدار فتاوى «تُجرّم الفرار من العزل».
وأكدت وزارة الأوقاف المصرية، اليوم (الأربعاء)، أن «الحجر الصحي والعزل المنزلي ضرب من ضروب الأخذ بالأسباب، ومن ثمة فقد يهرب بعض المصابين بمرض معدٍ أو وباء، وهو لا يعبأ بغيره، ولا يفكّر فيما قد يصيب به الآخرين من عدوى، فتعم البلوى على الجميع وحينئذ نفقد السيطرة»، مضيفة أنه «لقد غلَّظ الإسلام عقوبة الهاربين من الوباء؛ سواء أكان الهروب داخل الوطن أم خارجه، تقليلاً من انتشار الوباء، وحفاظاً على الأنفس من الهلاك». وقالت «الأوقاف»: «لولي الأمر أن يفرض على المصابين دخول الحجر الصحي أو العزل المنزلي، عند امتناعهم أو هروبهم؛ لأن في ذلك (مفسدةً ومضرّةً)، على حد قولها للآخرين الأصحّاء».
والشهر الماضي، تداولت بعض الأخبار على مواقع التواصل، تتعلق بهروب بعض المصابين من الحجر الصحي في محافظتي دمياط والغربية بدلتا مصر.
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن «الحجر الصحي واجب شرعي على المرضى والمصابين بمرض معدٍ، والامتناع عنه جريمة دينية وكارثة إنسانية يرتكبها الإنسان في حق نفسه ودينه ووطنه».
وأوضح مركز الأزهر في فتوى له عبر «فيسبوك»، أن «الإسلام أول من وضع قانون الحجر الصحي، ليتمسَّك به المسلم تمسكاً قوياً، ذلك أن المسلم إذا كان قوياً صحيح البنية كان أقدر على القيام بواجباته»، مضيفاً أن «الحجر الصحي هو المنع من دخول أرض الوباء، أو الخروج منها؛ منعاً لانتشار العدوى بالأمراض المعدية السريعة والانتقال (مثل الطاعون، والكوليرا، والتيفوس والكورونا)، ويُعتبر الحجر الصحي أعظم نظام في الطب الوقائي، وأقوى وسيلة يلجأ إليها للوقاية من الأمراض الوبائية، لحصر المرض في أضيق حدوده وحجره في مهده الأول، حتى لا ينتشر وتكثر الإصابة به».
وقالت «دار الإفتاء المصرية» في فتوى لها، إن «النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسى مبادئ الحجر الصحي، وقرر وجوب الأخذ بالإجراءات الوقائية في حالة تفشى الأوبئة وانتشار الأمراض العامة». ودعت «الجميع للأخذ بأسباب الوقاية والسلامة الصحية المتبعة لدى الجهات المعنية بشأن الحجر الصحي».