«اللبان الذكر» له تأثير مضاد للالتهابات

أستاذ الصيدلة أوليفر ويرز يحمل منتج «راتينغ اللبان»
أستاذ الصيدلة أوليفر ويرز يحمل منتج «راتينغ اللبان»
TT

«اللبان الذكر» له تأثير مضاد للالتهابات

أستاذ الصيدلة أوليفر ويرز يحمل منتج «راتينغ اللبان»
أستاذ الصيدلة أوليفر ويرز يحمل منتج «راتينغ اللبان»

توصل فريق بحثي من جامعة «فريدريش شيلر» في جينا (ألمانيا) وجامعة ولاية لويزيانا الأميركية، إلى الآلية الجزيئية الكامنة التي تمنح المنتج الطبيعي «راتينغ اللبان» أو ما يعرف بـ«اللبان الذكر» أو «اللبان الشحري» أو «الكندر»، التأثير المضاد للالتهابات.
ويحتوي الراتينغ المستخرج من لحاء شجرة اللبان على مواد مضادة للالتهابات تجعله مناسباً لعلاج أمراض مثل الربو والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الجلد العصبي... وغيرها. ولسنوات عدة يحقق أستاذ الصيدلة الدكتور أوليفر ويرز من جامعة «فريدريش شيلر» وفريقه البحثي، في تأثيره المضاد للالتهابات، ونجح مؤخراً بمساعدة باحثين من جامعة ولاية لويزيانا في الكشف عن السر وراء ذلك، في دراسة نشرت أول من أمس، بدورية «نيتشرال بيولوجي».
ويحتوي «راتينغ اللبان» على حمض البوزويليك، الذي أثبتت الدراسة أنه يرتبط بالإنزيم «5 - ليبوكسيجيناز»، وهو الإنزيم الذي يشجع على تكوين الكريات البيضاء، ويعدّ من وسطاء الالتهاب في جسم الإنسان، فيؤدي ذلك إلى منع نشاطه.
وخلال الدراسة، قام الباحثون بدمج الإنزيم مع منتجات طبيعية مختلفة، من بينها حمض البوزويليك، بالإضافة إلى دواء زيلوتون، وهو دواء مضاد للالتهابات يستخدم لعلاج الربو، ثم قاموا بتحليل الهياكل البلورية الناتجة.
ويقول ويرز في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «فريدريش شيلر»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «فوجئنا بأن المنتجات الطبيعية الأخرى ترسو مباشرة في الموقع النشط للإنزيم بطريقة مشابهة للزيلوتون، وبالتالي تمنع وظيفته، بينما يرتبط حمض البوزويليك بموقع آخر لجزيء الإنزيم، بعيداً عن الموقع النشط». ويضيف: «ومع ذلك، فإن هذا الارتباط أدى إلى تغييرات هيكلية في الموقع النشط، وهذا يمنع أيضاً نشاط الإنزيم».
وتقول الدكتورة جانا جيرستميير، الباحثة المشاركة بالدراسة: «يخلق هذا الربط تأثير (الدومينو)، والذي يتسبب أيضاً في تغيير في خصوصية الإنزيم (5 - ليبوكسيجيناز)، وبدلاً من تحفيزه لتخليق الكريات البيضاء المؤيدة للالتهابات، ينتج مواد مضادة للالتهابات تحت تأثير حمض البوزويليك، أي إنه ببساطة يعيد برمجة الإنزيم الالتهابي إلى إنزيم مضاد للالتهابات».
ووفقاً لمؤلفي الدراسة، يمكن الآن استخدام هذه النتائج من ناحية لاختبار أحماض البوزويليك المستخرجة من «راتينغ اللبان» في نماذج الأمراض ذات الصلة، وربما لاحقاً يمكن استخدامها لتطوير دواء لعلاج الأمراض الالتهابية.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».