المرصد السوري: مقتل أكثر من 910 أشخاص منذ بدء عمليات التحالف الدولي في سوريا

«داعش» سيطر على عدد من التلال الاستراتيجية المحيطة بمنطقة شاعر النفطية

مقاتلون بوحدات الحماية الشعبية الكردية يرقبون مسار المعارك مع «داعش» بريف مدينة راس العين (رويترز)
مقاتلون بوحدات الحماية الشعبية الكردية يرقبون مسار المعارك مع «داعش» بريف مدينة راس العين (رويترز)
TT

المرصد السوري: مقتل أكثر من 910 أشخاص منذ بدء عمليات التحالف الدولي في سوريا

مقاتلون بوحدات الحماية الشعبية الكردية يرقبون مسار المعارك مع «داعش» بريف مدينة راس العين (رويترز)
مقاتلون بوحدات الحماية الشعبية الكردية يرقبون مسار المعارك مع «داعش» بريف مدينة راس العين (رويترز)

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس (السبت) إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا أسفرت عن مقتل 910 قتلى بينهم 52 مدنيا، منذ بدء الحملة على تنظيم داعش ومقاتلين آخرين قبل شهرين.
وقال المرصد إن من بين المجموع العام للخسائر البشرية 52 قتيلا مدنيا سوريا، بينهم 8 أطفال و5 نساء قتلوا خلال هجمات صاروخية وغارات جوية للتحالف استهدفت مناطق نفطية ومناطق أخرى، في عدد من المحافظات السورية.
ووثق المرصد مقتل ما لا يقل عن 72 مقاتلا من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) جراء ضربات صاروخية نفذتها قوات التحالف على مقرات لها في ريف حلب الغربي، وريف إدلب الشمالي.
ولقي 785 مقاتلا على الأقل، من تنظيم داعش حتفهم، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، جراء الضربات الصاروخية وغارات طائرات
التحالف على تجمعات وتمركزات ومقار لتنظيم داعش ومحطات نفطية في عدد من المحافظات. ولا تزال المعارك متواصلة في محيط حقل الشاعر للنفط والغاز في ريف حمص الشرقي، منذ 8 أيام، بين قوات النظام السوري وتنظيم داعش، الذي يحاول استعادة الحقل بعد إحكام النظام سيطرته عليه قبل نحو أسبوعين.
وبحسب إعلام «داعش»، نفذ التنظيم 3 عمليات استهدفت قوات النظام على أوتوستراد طريق تدمر - حمص، وضربوا رتلا بعبوات ناسفة، ودمروا عربة شيلكا ودبابة من طراز «تي 72»، إضافة إلى آليات عسكرية.
في حين ذكرت تنسيقية الثورة في مدينة تدمر أن «داعش» استقدم تعزيزات جديدة وسيطر على عدد من التلال الاستراتيجية المحيطة في منطقة شاعر، مشيرة إلى استمرار «إحضار عدد من القتلى والجرحى من عناصر قوات النظام إلى مستشفى تدمر الوطني، جراء الاشتباكات والمعارك المستمرة لليوم الـ8 على التوالي». وفي الرقة، أعلن «داعش» قيامه بإعدام 4 شبان قال إنهم جنود من النظام، وقد تم تنفيذ الحكم قتلا بالرصاص فيهم يوم أمس أمام بناء كان قد تعرض للقصف الجوي من قبل قوات النظام، كما تم سحلهم بالشوارع «انتقاما لدماء المسلمين». وبث التنظيم صورا تظهر عملية الإعدام. وفي إدلب، قامت مجموعة مسلحة مجهولة باغتيال أحد القادة الميدانيين في «ألوية صقور الشام» المدعو جودت أديب.
ويُشار إلى أن صراعا يجري في إدلب بين كتائب إسلامية تحت زعامة جمال معروف وتنظيم جبهة النصرة، إلا أنه لم يتم تبني عملية الاغتيال من أي جهة. وفي شرق دمشق تواصلت الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة الرشاشة على أطراف منطقة جوبر من جهة المتحلق الجنوبي حيث قامت الدوشكا التابعة للنظام بتمشيط الأبنية المدمرة بالمنطقة الشرقية بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع، وسط أنباء عن مقتل عدد من جنود النظام أثناء عملية تسلل لأحد الأبنية بأطراف جوبر.
وفي سياق متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «اشتباكات اندلعت في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية قرب مخيم خان الشيخ بريف دمشق الغربي ومنطقة الزبداني التي تقع على مسافة 45 كلم شمال العاصمة دمشق».
من جهة أخرى، تصاعدت، أمس، أعمدة الدخان فوق كوباني، وسط دوي انفجارات وإطلاق نار، في الوقت الذي واصلت فيه القوات الكردية قتالها ضد «داعش» في البلدة الحدودية السورية.
واحتدمت المعركة على مرمى البصر من المواقع العسكرية التركية. وتقول «رويترز» إن القوات الكردية على ما يبدو حققت مكاسب في الأيام الأخيرة من القتال، إذ سيطرت، الثلاثاء الماضي، على 6 مبانٍ من المتشددين في كوباني، كما استولت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
ويحاول «داعش» السيطرة على المدينة التي تُعرف أيضا باسم «عين العرب» منذ أكثر من شهرين، في هجوم دفع عشرات الآلاف من المدنيين الأكراد للفرار عبر الحدود إلى تركيا.
وفشلت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على مدار أسابيع في كسر قبضتهم.
ويساعد نحو 150 من أفراد قوات البيشمركة الكردية العراقية في الدفاع عن كوباني.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.