صعد تنظيم «داعش» عملياته الإرهابية، أمس، في مساحة واسعة من الأراضي العراقية ممتدة من شرق البلاد في قضاء خانقين ذات الغالبية الكردية بمحافظة ديالى مرورا بمحافظة صلاح الدين شمالا وانتهاء بالطريق الواصل إلى قضاء حديثة بمحافظة الأنبار غرب البلاد .
واستهدفت أولى هجمات «داعش» أمس، نقطة حراسة عسكرية في الطريق الرابط بين منطقة الصينية في محافظة صلاح الدين وقضاء حديثة في الأنبار. وقال بيان عن خلية الإعلام الأمني إن «إطلاق نار مباشر من قبل مجموعة إرهابية داعشية على نقطة حراسة تابعة لفرقة المشاة السادسة عشرة على طريق صينية - حديثة، أدى إلى (استشهاد) مقاتلين اثنين وإصابة آخر». وسبق أن شن «داعش» هجمات متعددة مطلع شهر مايو (أيار) الجاري في منطقة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين، أسفرت عن مصرع 8 عناصر من الحشد العشائري وإصابة ثلاثة آخرين، كما شن هجمات مماثلة في مناطق بمحافظات كركوك وديالى ونينوى.
وفي قضاء خانقين بمحافظة ديالى، انفجرت، أمس، عبوة ناسفة بعربة تابعة إلى اللواء 23 في «الحشد الشعبي» المرابط في قرية «مخياس»، وتسببت بمقتل اثنين من عناصر الحشد، استناداً إلى خلية الإعلام.
وفي حادث منفصل آخر في منطقة علياوة بقضاء خانقين، تسبب «إطلاق نار مباشر من مجموعة إرهابية داعشية على عجلة مدنية»، بحسب خلية الإعلام، بـ«(استشهاد) مقاتل من قوات البيشمركة (الكردية) وزوجته وإصابة طفلته البالغة من العمر ثلاث سنوات».
وفي حادث ثالث بقضاء خانقين أيضا، قال بيان لخلية الإعلام الأمني إن «مجموعة إرهابية داعشية أقدمت على اختطاف فلاحين اثنين من مزرعتهما في قرية مخياس». وأضاف أن المجموعة الإرهابية قامت بـ«حرق محاصيلهما (الفلاحين) من الحنطة البالغ مساحتها 3 دوانم وحرق 3 جرارات زراعية، وقد عثر على جثث المخطوفين بالقرب من حقولهما الزراعية».
في المقابل، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، أمس، القبض على 12 عنصراً بتنظيم «داعش»، في عملية مشتركة بمحافظة نينوى. وقالت المديرية في بيان: «بعملية مشتركة نفذت وفق معلومات استخبارية دقيقة تمكنت مفارز شعبة الاستخبارات العسكرية في فوج المغاوير الأول قيادة عمليات نينوى وبالتنسيق مع استخبارات القيادة ومشاركة قيادة محور نينوى بالحشد الشعبي من إلقاء القبض على 12 إرهابياً في منطقة الرشيدية بالجانب الأيسر من الموصل خلال عملية تفتيش للمنطقة». أشارت إلى أن «جميعهم من المطلوبين للقضاء بموجب مذكرة قبض وفق أحكام المادة 4 إرهاب».
ورغم العمليات العسكرية المتواصلة التي تنفذها قوات الأمن العراقية ضد عناصر «داعش»، فإن التنظيم الإرهابي نجح خلال الأشهر القليلة الماضية في شن هجمات عديدة في القوات الحكومية وفصائل الحشد والمدنيين في محافظات (صلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى والأنبار) خلفت وراءها، بحسب الأرقام الرسمية، ما لا يقل عن 500 قتيل وجريح .
ويعزو معظم المراقبين والمحللين العسكريين والأمنيين أسباب النشاط الملحوظ لجماعات «داعش» في الأشهر الأخيرة، إلى اعتمادها تكتيكات عسكرية جديدة وتنفيذها عبر مجاميع صغيرة مؤلفة من 5 - 6 أفراد قادرة على تنفيذ الهجمات ضد أهدافها والهروب. كما يرى بعض المراقبين أن «ضعف التنسيق بين قيادات العمليات في مناطق شاسعة يخدم (داعش) ويسهّل تحركاته».
وفي هذا السياق يقول الخبير في الجماعات المسلحة هشام الهاشمي إن «تكتيك (داعش) الجديد يعتمد على الترابط بين القواطع في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين وفي نقاط جغرافية مشتركة محصنة بالتضاريس الطبيعية، مثل جزيرة جلام، وهذه النقاط تقوم بالاستقبال وتهيئة الدعم اللوجيستي، ومن ثم توزيع المهام على المفارز، والتخطيط للهجوم». ويرى الهاشمي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الطريقة الأساسية لتنفيذ عمليات نوعية في هذا التكتيك من خلال الإنهاك المجهد، عبر القيام بعمليات في جبهات متعددة تنهك القوات التقليدية المرابطة في معسكرات وثكنات ونقاط أمنية، ثم مراقبة الثغرات والمناطق الهشة وتنفيذ الهجوم».
«داعش» يشن هجمات جديدة في العراق
«داعش» يشن هجمات جديدة في العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة