في الوقت الذي تتواصل فيه اجتماعات مسؤولي كرة القدم الإنجليزية مع الحكومة حول «مشروع استئناف» الدوري الممتاز وبطولات المحترفين، أعرب العديد من اللاعبين عن مخاوفهم من العودة إلى التدريب في ظل تفشي وباء فيروس «كورونا» .
وكان بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، أصدر خطة حكومية مكونة من 50 صفحة لتخفيف إجراءات الإغلاق العام، وأكد عودة المنافسات الرياضية بحلول الأول من يونيو (حزيران) المقبل دون حضور الجماهير، وهو ما زاد التفاؤل لدى رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز للدفع بمشروعهم لاستئناف البطولة.
لكن مع فتح الباب للاعبين لإبداء آرائهم في المشروع تبين أن كثيرا منهم يعارض فكرة الاستئناف المتسرع، وعودة منافسات كرة القدم التي تتطلب التحامات، في الوقت الذي يطلب فيه من كافة الشعب الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي.
وانضم رحيم سترلينغ جناح نادي مانشستر سيتي، إلى مجموعة المشككين في مخطط رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لاستئناف المباريات الشهر المقبل، ليدعم بذلك زميله في الفريق الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، الذي سبق أن قال إن اللاعبين خائفون على سلامتهم بسبب أعداد الوفيات والمرضى التي تسبب بها الفيروس.
وأوضح سترلينغ، عبر قناته الشخصية على موقع «يوتيوب» أن «الدوري الإنجليزي يجب أن يعود فقط حينما تكون كل شروط السلامة والأمن مضمونة. أشعر أن الوقت المناسب للعودة سيكون بمجرد تأمين هذا الجانب من سلامة الناس وسلامة اللاعبين».
وتابع «حتى ذلك الحين، أنا لست خائفا، لكنني متحفظ وأفكر في أسوأ احتمال يمكن أن يحدث». وقال اللاعب الدولي الإنجليزي صاحب الـ25 عاما، إنه عانى من خسائر على المستوى الشخصي خلال الأزمة الأخيرة.
وأضاف «لدي أصدقاء توفي أعضاء من عائلاتهم، ولدي أفراد في عائلتي ماتوا أيضا، لا بد أن تكون حكيما وأن تحافظ على نفسك ومن حولك».
كما انتقد داني روز زميله في المنتخب ومدافع توتنهام، مقترحات عودة منافسات الدوري.
وقال روز (29 عاما): «لا يجب الحديث عن كرة القدم، على الأقل حتى تقل الأرقام بشكل كبير، حياة الناس في خطر». كما غرد لاعب وسط فريق نوريتش سيتي تود كانتويل على موقع «تويتر» في هذا السياق قائلا: «نحن بشر أيضا، ولدينا أسر نخاف عليهم».
وأثارت إصابة ثلاثة لاعبين من نادي برايتون مطلع الأسبوع مزيدا من القلق والمخاوف بشأن استئناف المسابقة.
وكان بوبي بارنز نائب رئيس رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا قد أشار إلى أن كثيرا من اللاعبين يشعرون بالقلق على صحتهم حال استئناف الموسم وسط جائحة (كوفيد - 19)، خاصة في رياضة يحدث فيها الكثير من التلامس والاحتكاك.
وقال بارنز: «هناك بعض اللاعبين عبروا عن شعورهم بقلق كبير. هناك لاعبون مرتبطون بأطفال صغار ولاعبون مرتبطون بزوجات حوامل وببعض الناس ممن يعانون مشكلات صحية».
وأضاف «موقفي بخصوص الدوري الإنجليزي الممتاز كان من اليوم الأول أن الأمور تبدو جيدة جدا للناس مثلنا الذين يرتدون الملابس الرسمية للتعبير عن آرائهم، لكننا لن نكون هناك في الملعب ولن نكون نحن من نعود إلى عائلاتنا».
من جهته عارض صادق خان عمدة العاصمة لندن مخططات عودة منافسات الدوري الإنجليزي في مدينته الأكثر تضررا من فيروس «كورونا». ويعتقد خان أنه من السابق لأوانه الحديث عن خوض أندية العاصمة مثل آرسنال وتشيلسي وتوتنهام المباريات في لندن مع بقاء البلاد في قبضة هذه الأزمة، ووفاة المئات من الأشخاص كل يوم. وقال خان: «كمشجع لليفربول، أريد عودة الدوري الإنجليزي بكل تأكيد، لكن ذلك سيحدث فقط حينما تكون الأمور آمنة، كما أنه لا يمكن إضافة المزيد من الأعباء على كاهل الهيئات الصحية وخدمات الطوارئ».
لكن ريتشارد ماسترز الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز أكد «لدينا بروتوكولات تم إنشاؤها ومراجعتها، ولدينا شركة معينة ستقوم بالاختبارات الطبية... الخطوة التالية هي التشاور مع اللاعبين والمدربين، لن يتم اتخاذ أي قرارات إلا بعد الرجوع إليهم، والاجتماعات تتواصل من أجل الوصول لأفضل الحلول».
وكشفت الاجتماعات الأخيرة أن الخلافات لا تقتصر على المخاوف الصحية، بل هناك معارضة قوية لموضوع إقامة المباريات الـ92 المتبقية من الموسم على ملاعب حيادية.
ويرى مسؤولو الرابطة أنهم لن يحصلوا على الضوء الأخضر من الحكومة لاستئناف المنافسات، إلا في حال كان عدد الملاعب محدودا، ما يؤدي إلى خفض عدد العاملين في مجال العناية الطبية وأفراد الشرطة والأمن والبث التلفزيوني.
وتقود الفرق المهددة بالهبوط إلى الدرجة الأولى حملة رفض إقامة المباريات المتبقية من الموسم في ملاعب محايدة، لعدم فقدان أفضلية اللعب على أرضها، ولكونها عرضة لخسائر مالية ضخمة في حال هبوطها.
وقال سكوت داكسبري، رئيس نادي واتفورد: «مع كل هذه التنازلات والمخاطر الصحية، يُطلب منا إنهاء منافسة لا تشبه تلك التي بدأناها... هل هذا عدل؟ هل هناك أي من مظاهر النزاهة الرياضية؟ بالطبع لا».
كما عارض رؤساء أندية برايتون ووستهام وأستون فيلا علنا خطة الملاعب المحايدة ويبدو أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم إلا إذا كان هناك اتفاق على إلغاء الهبوط هذا الموسم.
على جانب آخر تشعر فرق مقدمة جدول الترتيب بقلق حيال ما قد ينجم عن إقامة المباريات على ملاعب حيادية من إشكالات مع الرعاة الذين دفعوا مبالغ ضخمة لإطلاق أسماء شركاتهم على الملاعب الخاصة بالأندية.
واعترف ماسترز أن الخلاف على فكرة الملاعب المحايدة بات النقطة المعقدة وقال: «الجميع يفضلون اللعب بطريقة الذهاب والإياب إذا كان ذلك ممكنا. وأعتقد أنه من الواضح أن بعض الأندية تشعر برابط قوي في هذا الأمر، نحن على اتصال مع السلطات ونستمع إلى تلك النصيحة بينما نمثل أيضا آراء الأندية في تلك المناقشات».
وأقر ماسترز بأن الرابطة أجرت للمرة الأولى مناقشات حول إنهاء الموسم، وكيفية تحديد جدول ترتيب الدوري إذا لم يتمكن من استئناف المباريات، لكن لم تتم الموافقة على أي صيغة نهائية.
وقال: «كانت هذه هي المرة الأولى التي نناقش فيها مسألة إنهاء الموسم، لا يزال هدفنا هو إنهاء الموسم بطبيعة الحال، ولكن من المهم مناقشة جميع الخيارات مع أنديتنا... لم يتم التوصل إلى استنتاجات بشأن أي نماذج أخرى. هذه محادثات مستقبلية قد نحتاج إلى إجرائها».
وأكد «أنها المرة الأولى التي نناقش فيها مسألة إنهاء الموسم مبكرا، لا يزال هدفنا استكمال الموسم بالتأكيد، لكن من المهم مناقشة كل الخيارات مع أنديتنا». وتابع «بالتأكيد لن نلعب قبل منتصف يونيو، لا يبدو من المناسب الحديث عن اللعب قبل التوصل لقرار بشأن عودة المرحلة الأولى من التدريبات».
وختم «ولكن فيما يتعلق بكيفية إقامة هذه المباريات فهناك مستجدات تحدث وسنواصل تقييم الظروف حينها».
ومن المتوقع أن تخسر الأندية ما يقدر بمليار جنيه إسترليني (1.2 مليار دولار) إن لم يستكمل الموسم، منها 760 مليون جنيه إسترليني من عقود النقل التلفزيوني، وهذه القنوات ستكون راضية إذا لعبت المباريات خلف الأبواب المؤصدة.
رفض اللاعبين عقبة أخرى أمام استكمال الدوري الإنجليزي
سترلينغ ينضم إلى كتيبة المعارضين... وعمدة لندن لا يدعم فكرة اللعب في مدينته
رفض اللاعبين عقبة أخرى أمام استكمال الدوري الإنجليزي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة