أسرة روسية تهرب إلى الغابات من «مؤامرة» الرقائق الإلكترونية

TT

أسرة روسية تهرب إلى الغابات من «مؤامرة» الرقائق الإلكترونية

يتعامل الإنسان في معظم الأحيان بخوف وحذر مع التطور التقني، ويصل الأمر حد التشكيك بالغرض الحقيقي من ابتكار هذه التقنية الجديدة أو تلك. هذا ما كانت عليه الأمور حتى عندما ابتكر الإنسان التلفزيون، ودخوله حياتنا بقوة في القرن الماضي. وغالباً نسمع كبار السن يقولون إن ظهوره دمر العلاقات الاجتماعية، وأجبر الناس على التزام المنازل معظم وقتهم، عوضاً عن الالتقاء في المقاهي الشعبية وفي ساحات الأحياء، للتسلية وتبادل الأحاديث الشيقة.
ومع دخول التطور التقني مرحلة «الرقميات» زادت أعداد المشككين في الغرض منها، وبرزت عشرات من نظريات «المؤامرة» حول سعي «مراكز قوى» لاستخدامها لمراقبتنا، وحتى التحكم في سلوكنا وانفعالاتنا.
ومع بدء انتشار فيروس «كورونا» في أرجاء العالم، برزت بشكل واضح تداعيات «نظرية المؤامرة الرقمية» على سلوك البعض، لا سيما بعد تداول حديث عن سعي الحكومات لزرع رقائق إلكترونية دقيقة جداً في جسد كل إنسان، مع لقاح ضد هذا الفيروس. ووفق «نظرية المؤامرة» حول تلك الرقائق الرقمية، فإن الحكومات ستستفيد منها في مراقبة سلوك كل مواطن، وستتمكن من التحكم في تصرفاته.
ويتعامل كثيرون في روسيا بجدية مع هذه «المؤامرة» ويحذرون منها. إلا أن الأمر لم يقتصر على التعبير عن المخاوف منها، إذ زاد عن ذلك حين قررت امرأة تعيش في جمهورية تتارستان، وسط روسيا، الفرار مع ولديها إلى الغابات، عندما تناهت إلى مسامعها معلومات حول خطة تلقيح عامة للمواطنين ضد «كورونا».
وجاء في الرواية وفق ما نقلتها وكالات أنباء روسية، أن سيدة، أم لمراهقين، واحد عمره 15 عاماً والثاني 13 عاماً، فرت إلى الغابات القريبة من منطقة ليننغورسك في تتارستان، بعد أن سمعت أن الحكومة ستقوم قريباً بزرع رقائق رقمية عبر اللقاحات في جسم كل مواطن. ويبدو أنها كانت تشعر بخوف شديد من هذه الفكرة التي تطاردها، لدرجة أنها هربت نحو الغابات ولم تحمل معها سوى أربعة رؤوس بصل، ورغيف خبز، وزجاجة ماء. وفي الفترة الأولى صنعت لنفسها خيمة من أغصان الأشجار، واضطرت مع ولديها لتناول بعض الأعشاب، عندما نفدت المواد الغذائية التي حملتها معها. وبعد عدة أيام وسط الغابات استغل ابنها البكر نومها، وفر عبر الغابة باتجاه حقل نفطي قريب في المنطقة، وأبلغ بداية العمال هناك الذين اتصلوا بدورهم بالشرطة. وتمت إعادة الجميع إلى المدينة، بينما يقوم مختصون حالياً بدراسة الحالة الذهنية للأم، لتحديد ما إذا كانت تعاني من حالة نفسية معينة.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في روسيا. وكانت أسرة كبيرة وفق المعايير الروسية (أب وأم وثلاثة أطفال) قد قررت اللجوء إلى الغابات في مقاطعة سفيردلوفسك، هرباً من عدوى الفيروس، وفق بعض المصادر، وخشية من اللقاح والرقائق الرقمية وفق مصادر أخرى.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.