قلق إماراتي من خطط لضم أراضٍ في الضفة

متظاهر يحمل العلم الفلسطيني في مواجهة قوات إسرائيلية  قرب غور الأردن فبراير الماضي (إ.ب.أ)
متظاهر يحمل العلم الفلسطيني في مواجهة قوات إسرائيلية قرب غور الأردن فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

قلق إماراتي من خطط لضم أراضٍ في الضفة

متظاهر يحمل العلم الفلسطيني في مواجهة قوات إسرائيلية  قرب غور الأردن فبراير الماضي (إ.ب.أ)
متظاهر يحمل العلم الفلسطيني في مواجهة قوات إسرائيلية قرب غور الأردن فبراير الماضي (إ.ب.أ)

أعرب الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي عن بالغ قلقه ورفضه لما تضمنه برنامج الحكومة الإسرائيلية الجديدة من خطط وإجراءات لضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. وحذّر الشيخ عبد الله بن زايد من أن هذه الخطوة أحادية الجانب، غير قانونية، وتقوض فرص السلام، وتتعارض مع الجهود كافة التي يبذلها المجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي دائم، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.
ورفض وزير الخارجية الإماراتية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أشار فيها إلى قبول عربي ضمني بهذه الخطوات، معتبراً أنها تجافي الواقع، وتنافي حقيقة الموقف العربي، فالإجماع العربي معلن وثابت في القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية، وتم التأكيد عليه في كثير من الاجتماعات الوزارية العربية.
وأكد الوزير على أن «مسار عملية السلام في الشرق الأوسط التي ننشدها جميعاً، واضح ومعروف، وقد أرسته المبادئ الدولية المتفق عليها لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية»، مجدداً تأكيد الإمارات «على أن أي خطوات أحادية الجانب تعيق وتعرقل فرص السلام الدائم الذي نطمح إلى تحقيقه».
في سياق متصل، أصدر البرلمان العربي، أمس، تقريره السنوي عن الانتهاكات التي ارتكبتها القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لعام 2019. والذي يرصد أبرز الجرائم والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وقال مشعل بن فهم السُّلمي، رئيس البرلمان العربي، إن التقرير تضمن 6 محاور رئيسية، هي «استشهاد وإصابة الفلسطينيين على أيدي قوات الاحتلال، واستمرار الحصار والقيود على حرية الحركة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاعتقال وممارسة التعذيب وغيره من صنوف المعاملة غير الإنسانية، والضم والاستيلاء على الأراضي بهدف الاستيطان، وهدم البيوت والمنشآت، والانتهاكات في مدينة القدس المحتلة».
وطالب رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي والمنظمات والاتحادات والبرلمانات الإقليمية والدولية، بضرورة التحرك الفوري لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإيقاف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها قوة الاحتلال يومياً بحقه، منوهاً إلى أن التقرير تم طباعته بـ3 لغات، هي العربية والإنجليزية والفرنسية، وإرساله إلى المنظمات والاتحادات والبرلمانات الإقليمية والدولية والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، معبراً عن أمله أن يُساهم التقرير في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأن يكون أداة يتم الاستناد إليها أمام العالم أجمع لرصد وتوثيق هذه الجرائم والانتهاكات والمطالبة بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم البشعة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.