هروب قيادات تحمل الجنسية التركية من صفوف «قسد»

اقتتال في الحسكة بين الفصائل الموالية لأنقرة... ونهب برأس العين

عنصر من «الأسايش» الكردية بأحد أحياء الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
عنصر من «الأسايش» الكردية بأحد أحياء الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
TT

هروب قيادات تحمل الجنسية التركية من صفوف «قسد»

عنصر من «الأسايش» الكردية بأحد أحياء الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
عنصر من «الأسايش» الكردية بأحد أحياء الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

أعلن أمس عن هروب قيادات من صفوف تحالف «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، من الأكراد الذين يحملون الجنسية التركية، باتجاه الأراضي التركية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل مسؤول مالي في «قسد» من أكراد تركيا، أثناء محاولته الهروب نحو الأراضي التركية برفقة شخص آخر وبحوزته مبالغ مالية طائلة، مشيراً إلى أنه حاول الهروب عبر قرية جطلي وبلدة قرماني الواقعتين على الحدود السورية - التركية، وقد كانت بانتظارهما آليات تركية على الجانب الآخر. وكان تواتر تردد المسؤول في الآونة الأخيرة على المنطقة، قد كشف عن أمره، وجرت ملاحقته من قبل استخبارات «قسد»، ليتم إطلاق النار عليه أثناء محاولته الهروب، ما أدى لمقتله على الفور، فيما لم ترد معلومات عن مصير شخص كان برفقته.
هذا، وتتواصل عملية هروب قيادات في «قسد» من أكراد تركيا بشكل مكثف؛ إذ تمكن مسؤول مالي آخر ضمن منطقة الدرباسية من الهرب خلال الأيام الماضية بتنسيق مع الجانب التركي، وبحوزته مبالغ مالية طائلة أيضاً، بالإضافة لهروب امرأة من أكراد تركيا كانت تشغل منصباً قيادياً في صفوف «قسد» بمنطقة الرقة، وآخر مسؤول عن الأنفاق في عين العرب (كوباني).
والأسبوع الماضي أعلنت وزارة الداخلية التركية عن تسليم 6 من عناصر «الوحدات» الكردية (أكبر مكونات «قسد») أنفسهم، 3 منهم سلموا أنفسهم للقوات التركية عند الحدود، بينما سلم 3 آخرون أنفسهم بالإقناع من جانب قوات الأمن والمخابرات التركية، مشيرة إلى أن هناك عناصر آخرين ينتظر أن يسلموا أنفسهم.
في سياق آخر، وقعت اشتباكات بين الفصائل السورية الموالية لتركيا في الحسكة، في الوقت الذي تواصل فيه الاستيلاء على المحاصيل الزراعية في المنطقة.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين الفصائل الموالية لتركيا في شمال شرقي سوريا، حيث وقع اقتتال بين فصيلى «الحمزات» و«السلطان مراد» في المنطقة الواقعة بين قرية الدادوية والعريشة في ريف رأس العين شمال محافظة الحسكة، دون معلومات عن خسائر بشرية.
ويستمر الاقتتال بين الفصائل الموالية لتركيا منذ فترة، حيث تجرى اشتباكات عنيفة منذ فترة بين «الفرقة 20» و«أحرار الشرقية» في ريف رأس العين، ومحاور أخرى في المنطقة هناك، ويقوم الطرفان في الوقت ذاته بحشد مقاتليهما وسط توتر كبير يسود رأس العين وريفها.
وتسود حالة من الغضب والاحتقان بين أهالي رأس العين من ممارسات الفصائل المسلحة والشرطة الموالية لتركيا، وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، طالب الأهالي بخروج عناصر الفصائل والشرطة من المدينة وتمركزهم في الريف.
وأشار المرصد في الوقت ذاته إلى مواصلة الفصائل الموالية لتركيا الاستيلاء على المحاصيل الزراعية للمواطنين في ريف الحسكة، في إطار الانتهاكات المستمرة بأشكال متعددة، بحق من تبقى من أهالي تلك المناطق، أو من أجبروا على التهجير.
واستولت الفصائل على المحاصيل، التي تركها أصحابها، تزامناً مع العملية العسكرية التركية «نبع السلام»، التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث استولت الفصائل على حقول القمح والشعير في ريفي تل تمر ورأس العين، التي يقطنها خليط من السكان الأكراد والعرب، والتي هجرها معظم السكان باستثناء قلة من العرب، حيث حاولت العائلات العربية الاعتناء بالحقول والمزارع وحصادها لحساب أصحابها، إلا إن الفصائل الموالية لتركيا سيطرت على جميع تلك الممتلكات بما فيها أملاك العائلات العربية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.