ثلاثة أرباع من أعرفهم فقدوا الأمل بعودة الدوريات الكبرى في العالم إلى الحياة؛ لا بل فقدوا الأمل بأي استمرارية للرياضة وليس لكرة القدم وحدها، لموسم 2019 – 2020.
ورغم ما سمعته من الطليان والإسبان عن عودة محتملة هذا الشهر أو بداية يونيو (حزيران) المقبل، فإن وزراء الصحة والمسؤولين الحكوميين في الدولتين ليسوا مع هذه الفكرة؛ خصوصاً أن إيطاليا وإسبانيا هما من أكثر دول العالم تضرراً من فيروس «كورونا»، وأعداد المصابين والوفيات لديهما هي الأعلى، كما أن نمط الحياة وطريقة الشعبين تسهل العدوى.
وسط دوامة الشك والحيرة والتردد، جاء يوم الأربعاء القرار الألماني بعودة «البوندسليغا» ومنافسات الدوري الذي توقف في مارس (آذار) إلى الحياة، في النصف الثاني من هذا الشهر ولو وراء أبواب مغلقة ومن دون جماهير، وهو ما يحقق جزءاً من العدالة للجميع؛ لأن هناك فِرقاً لعبت سابقاً في الذهاب أمام جماهيرها، بينما يلعب مستضيفوها من دون جماهيرهم، ولكن العدل في التتويج والصعود والهبوط والتأهل لأوروبا وتوزيع المداخيل المالية، سيكون أكثر منطقية وقانونية؛ لأن الجارة هولندا التي ألغت الدوري وسترشح من سيتأهل من أنديتها للبطولات الأوروبية، تواجه مشكلات قانونية من متصدرَي الدرجة الثانية اللذين يريدان الصعود، وهو حق من حقوقهما (في الحالات الطبيعية) ولكن ليس في حالة «كورونا» برأيي الشخصي (الذي لن يهم الطرفين بكل حال).
أعتقد أن الألمان سيمهدون الطريق لكل أوروبا إذا نجحت تجربتهم في أول أسبوعين، ولم تنتشر أي إصابات خلال التدريبات (التي تم وضع ضوابط لها) أو المباريات. وأعتقد أن الإعلام العالمي سيتابع الدوري الألماني وما يحدث فيه، حتى يتم القياس على التجربة. وربما تكون دول أوروبية قد قررت بالفعل عودة دورياتها، ولكنها كانت تنتظر «عملاقاً» مثل ألمانيا، حتى تكون السابقة التي سيمشي عليها كثيرون.
في الإمارات، أعلنوا أن العودة ستكون في أغسطس (آب)، (من دون تحديد الآليات ولا الجداول ولا الطريقة)؛ ولكن الفكرة موجودة بالعودة. ومع ما نراه خلال شهر رمضان المبارك من افتتاح للمطاعم والمجمعات التجارية، وعودة الحياة لوسائل النقل، وخروج الناس خلال النهار، وحتى عودة البعض لأعمالهم، بما يوحي أن الحياة في طريقها للعودة إلى سابق عهدها؛ مع بعض الاختلافات التي يمكن اعتبارها «دروساً» من محنة «كورونا»، مع الاعتراف بأننا جميعاً لا ندري إلى أين تتجه الأمور، وهل ستعود المياه إلى مجاريها؟ وهل سيختفي هذا الوباء كما اختفى قبله «جنون البقر» و«إنفلونزا الطيور» و«سارس» و«الطاعون»؟
الثابت أننا نترقب، ولا شيء ثابت في أيدينا.
هل تفعلها ألمانيا؟
هل تفعلها ألمانيا؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة