الدوري الألماني يضع سمعته على المحك باستئناف المباريات منتصف الشهر

تصرفات اللاعبين السلبية وإصابة بعضهم بـ«كورونا» تجعل الأمر صعباً

بايرن ميونيخ يستعد لاستئناف نشاطه الكروي (إ.ب.أ)
بايرن ميونيخ يستعد لاستئناف نشاطه الكروي (إ.ب.أ)
TT

الدوري الألماني يضع سمعته على المحك باستئناف المباريات منتصف الشهر

بايرن ميونيخ يستعد لاستئناف نشاطه الكروي (إ.ب.أ)
بايرن ميونيخ يستعد لاستئناف نشاطه الكروي (إ.ب.أ)

كما كان متوقعاً، أعلن الدوري الألماني الممتاز عن استئناف مبارياته في النصف الثاني من شهر مايو (أيار) الحالي، ليكون بذلك أول دوري في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى يستأنف منافساته التي توقفت نتيجة تفشي فيروس كورونا. وجاء هذا القرار بعدما منحت الحكومة الفيدرالية الضوء الأخضر للدوري الألماني الممتاز لاستئناف مبارياته وتحديد الجدول الزمني بنفسه. وقد وافق وزير الصحة الألماني، ينس شبان، على الخطة التفصيلية التي وضعها الدوري الألماني الممتاز خلال الأسبوع الحالي فيما يتعلق بإجراءات السلامة والنظافة.
لكن «الشيطان يكمن في التفاصيل»، كما يقال دائما، حيث انتهى شبان بالتأكيد على أن وضع خطة يختلف تماما عن تطبيقها، وهذا هو بالضبط ما اكتشفه الدوري الألماني الممتاز وأنديته. فقد أكد الدوري الألماني الممتاز يوم الاثنين على أنه كانت هناك عشرة اختبارات إيجابية للإصابة بفيروس كورونا، من بين 1.724 اختبار تم إجراؤها، وهو الأمر الذي أعطى مصداقية لمزاعم الدوري الألماني الممتاز بأن هدف الفحص يتمثل في «توفير أمان إضافي وحماية للاعبين».
وأيد هذا الأمر الدكتور تيم ماير، رئيس فريق العمل التابع للدوري الألماني الممتاز والذي قام بوضع تفاصيل خطة استئناف المباريات، كما حذر قائلا: «إذا لم يتم الالتزام بالانضباط الضروري، فإن أفضل المفاهيم يمكن أن تتعثر». وكان مقطع الفيديو الذي نشره مهاجم هيرتا برلين، سالومون كالو، الأسبوع الماضي بمثابة مثال على ذلك، حيث قام المهاجم الإيفواري بتصوير نزهة له في مركز تدريب النادي، قبل أن يدخل إلى غرفة خلع الملابس ويصافح مهاجم الفريق فيداد أبيسيفيتش، ومدرب اللياقة البدنية، هنريك كوتشنو، قبل أن يتجول باتجاه ما ظهر أنه اختبار عن فيروس كورونا كان يجريه مدافع الفريق، توروناريغا.
ويبدو أن هذا كان أول اختبار يجريه نادي هيرتا برلين، وهو النادي الذي «اكتسب بالفعل كثيرا من الخبرات فيما يتعلق بالكوارث التي ارتكبتها أقسام العلاقات العامة بالأندية هذا الموسم»، على حد قول ماكس دينكليكر، الصحافي بمجلة «11 فروندي» الألمانية. وبناء على ذلك، قرر نادي هيرتا برلين إيقاف كالو إلى أجل غير مسمى. ويحصل كالو على راتب كبير رغم أنه لاعب كبير في السن، ويتبقى في عقده مع النادي أسابيع قليلة، ولم يلعب إلا 146 دقيقة فقط مع ناديه في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم، وبالتالي فمن غير المرجح أن يمنحه النادي عقدا جديدا.
ورغم أن كالو لم يعد يشارك كثيرا مع الفريق الأول، فقد كان يتم النظر إليه دائما - سواء من قبل النادي أو وسائل الإعلام - على أنه نموذج للاعب المحترف، وبالتالي فإن ما فعله يعد صدمة على أكثر من مستوى. ومن الواضح أن نادي هيرتا برلين، بوصفه مؤسسة، له كل الحق في أن يتوقع ما هو أفضل من ذلك بكثير من أحد كبار لاعبيه، الذي يمتلك خبرات كبيرة نظرا لأنه في الرابعة والثلاثين من عمره، وبالتالي لم يكن لديه أي عذر فيما فعل، وهو الأمر الذي أشار إليه المدير العام للنادي، مايكل بريتز، في البيان الذي أصدره. وكان بريتز حريصاً على التأكيد أنه تم تذكير الجميع في النادي بالبروتوكولات التي يجب الالتزام بها في الوقت الراهن، لكن من عدم الإنصاف أن نقول إن كالو كان المخطئ الوحيد في هذا الأمر.
وكان الشخص الوحيد الذي تحدى كالو في الفيديو هو اختصاصي العلاج الطبيعي بالنادي، ديفيد دي ميل، الذي كان يجري الاختبار لتوروناريغا، والذي كان يقول له «من فضلك امسح ذلك». ولم يقل دي ميل «توقف عن فعل ذلك»، لكنه كان يقول له: «توقف عن أن تظهر للآخرين أن هذا يحدث»، وهو ما يظهر أن دي ميل كان مخطئا أيضا. وعلاوة على ذلك، كان زميل كالو في الفريق، إبيسيفيتش، البالغ من العمر 35 عاما، يظهر في مقطع الفيديو سعيدا ولم يعترض على أي شيء!
وقال قائد الفريق باللغة الإنجليزية: «هل يتصرفون بسخافة معنا؟». وكان ذلك جزءا من محادثة في غرفة خلع الملابس باللغة الإنجليزية، وهو الأمر الذي أعطى مقطع الفيديو انتشارا واسعا، كما كان قائد الفريق وكالو يتحدثان عن الرواتب. وأشار نادي هيرتا برلين إلى أن اللاعبين كانا يتناقشان بشأن «خطأ محاسبي»، ولم يكونا يعترضان على تخفيض رواتب اللاعبين بسبب تفشي فيروس كورونا. وقد اعتذر كالو لزملائه، لكن على ما يبدو فإن الدور الذي كان سيلعبه باعتباره سفيرا لهيرتا برلين في قارة أفريقيا قد بات على المحك. لكن يبدو أن السلطات في برلين لا تعتزم تحميل كالو المسؤولية وحده، حيث قال السيناتور مارتن بالجن، لصحيفة «كيكر» الألمانية إنه يتعين على نادي هيرتا برلين أن يجري تحقيقات غير معلنة للتأكد من امتثال النادي وموظفيه للوائح.
وفي ظل حالة الانقسام بين العامة - وبالتأكيد بين الجمهور - بشأن ما إذا كان يتعين على كرة القدم الألمانية أن تستأنف أنشطتها أم لا، فإن آثار هذا المشهد في هيرتا برلين ستستمر لفترة أطول من الإجراءات نفسها. وإذا كانت هذه هي الطريقة التي يعمل بها اللاعبون داخل غرفة خلع الملابس، فماذا عن الـ17 ناديا الأخرى في الدوري الألماني الممتاز، أو الـ35 ناديا الأخرى، إذا وضعنا في الاعتبار أندية دوري الدرجة الأولى؟ وعلاوة على ذلك، فإن أول اختبارات إيجابية ظهرت مؤخرا - في نادي كولن - قد أثارت بالفعل العديد من الشكوك، رغم أن السلطات الصحية المحلية - التي تتمتع بالسلطة القضائية في هذه الحالات، كما هو الحال في برلين - قد قررت أن الأمر على ما يرام وأنه من الممكن استئناف المباريات، بعد أن تم وضع الثلاث حالات الإيجابية بالفيروس في الحجر الصحي.
وقال لاعب خط الوسط، بيرغر فيرستريت، لقناة «في تي إم» بعد عودته إلى بلجيكا إنه يعتقد أنه «لشيء غريب» لا يتم عزل الفريق بأكمله، رغم تراجعه عن تلك التصريحات بعد أن اعترض النادي على رأيه، وأصر على اتباع اللاعبين للتعليمات في هذا الصدد. وعلاوة على ذلك، زادت مخاوف فيرستريت بسبب معاناة صديقته من مشاكل في القلق وعودتها الآن إلى بلجيكا. ويشعر كثيرون بالغضب من استئناف مباريات الدوري الألماني الممتاز، ويرون أن الرغبة في جمع الأموال هي السبب في هذا القرار. لكن نائب رئيس الدوري الألماني الممتاز، توماس أوبرمان، كتب في صحيفة «كيكر» خلال الأسبوع الحالي مقالا دعا فيه إلى استمرار هذا «التوازن الصعب»، قائلا: «كرة القدم هي أجمل شيء في العالم. ويتعين علينا أن نجعلها كذلك دائما».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».