أظهرت بيانات رسمية الأحد أن تفشي فيروس «كورونا» المستجدّ يتسارع مجدداً في ألمانيا، بعد أيام فقط من إعلان المستشارة أنجيلا ميركل أن البلاد قد تعود إلى وضعها الطبيعي تدريجياً.
وقال «معهد روبرت كوخ للصحة العامة» إن معدل العدوى بالفيروس في ألمانيا ارتفع إلى 1.1، ما يعني أنه يمكن لعشرة مصابين بـ«كوفيد19» نقل العدوى إلى ما معدله 11 شخصاً آخرين.
وشدد المعهد مراراً على أن السيطرة على تفشي الوباء وإبطاءه يستدعيان إبقاء المعدّل تحت الواحد.
وحتى الأربعاء الماضي، كان معدل انتقال العدوى في ألمانيا 0.65.
لكن منذ ذلك الحين، أعلنت البلاد مجموعات من الإصابات الجديدة في مسالخ ودور رعاية المسنّين.
وحذّر المعهد بأنه لا يزال من المبكر وضع استنتاجات، لكنه أفاد بأنه ستتعيّن مراقبة عدد الإصابات الجديدة «من كثب في الأيام المقبلة».
وتثير البيانات الأخيرة القلق؛ إذ إنها جاءت بعدما أعلنت ميركل الأربعاء أن ألمانيا تجاوزت «المرحلة الأولى» من الوباء، بينما خففت المقاطعات الفيدرالية القيود الاجتماعية.
وأعيد فتح معظم المتاجر وساحات ألعاب الأطفال بينما بدأ الطلبة بالعودة تدريجياً إلى صفوفهم، في وقت ينتظر أن تعيد المقاطعات بدرجات متفاوتة فتح المطاعم والصالات الرياضية ودور العبادة.
إلا إن السلطات الألمانية اتفقت على إعادة فرض القيود إذا ارتفع معدّل العدوى إلى أكثر من 50 حالة بين كل 100 ألف من السكان لأسبوع.
وحدث ذلك بالفعل في 3 مناطق على الأقل خلال الأيام الأخيرة، بحسب «المعهد».
وفي شمال الراين - فستفاليا، المقاطعة الأكثر كثافة سكانياً، ارتفع عدد الإصابات في مسلخ بمنطقة كوسفلد، حيث أظهرت نتائج الفحوص إصابة مائتين من 1200 موظف، كثير منهم عمال أجانب من أوروبا الشرقية يقيمون في سكن مشترك.
وأمرت حكومة المنطقة العاملين في جميع المسالخ بالخضوع للفحص، بينما أجّلت تخفيف بعض قيود العزل.
كما جرى تسجيل إصابات بأوساط العاملين في مسلخ في شلسفيغ هولشتاين (شمال). أما في تورينغن (شرق)، فتم كذلك تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات في أوساط السكان والموظفين في دور رعاية عدة ومستشفى للمسنين.
ورغم ازدياد القلق، فإن بعض الألمان يعتقدون أن السلطات لا تتحرّك بالسرعة الكافية في تخفيف تدابير العزل.
وخرج الآلاف إلى الشوارع في مدن عدة خلال عطلة نهاية الأسبوع احتجاجاً على القيود التي لا تزال مفروضة، كوضع الكمامات في وسائل النقل العامة، والحد من التواصل الاجتماعي.
وفي برلين، هتف المئات أمس السبت «حرية... حرية» بينما رمى البعض القوارير على عناصر الشرطة الذين أوقفوا العشرات.
وجذبت الاحتجاجات التي ازداد عدد المشاركين فيها خلال الأسابيع الأخيرة مزيجاً من المتعاطفين مع اليمين واليسار المتشددَين. لكنها باتت تجذب التيار التقليدي بشكل أكبر.
مع تخفيف إجراءات العزل... قلق من ازدياد إصابات «كورونا» في ألمانيا
مع تخفيف إجراءات العزل... قلق من ازدياد إصابات «كورونا» في ألمانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة