شدد البيت الأبيض الإجراءات الوقائية حول الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه مايك بنس، بعد تأكيد إصابة ثالث موظف بفيروس كورونا مساء الجمعة، وترجيح تقارير إصابة مساعدة لمستشارة ترمب وابنته إيفانكا.
وأكد البيت الأبيض، مساء أول من أمس، خضوع المتحدثة باسم بنس لفحص كشف إصابتها بفيروس كورونا المستجد، في ثاني إصابة تسجل هذا الأسبوع في البيت الأبيض وثالث إصابة منذ مارس (آذار)، فيما يواصل الرئيس ترمب المشاركة في مناسبات رسمية من دون وضع كمامة. وكتبت كايتي ميلر في تغريدة مساء الجمعة: «إنني بخير ومتلهفة لاستئناف عملي من أجل الشعب الأميركي». والمتحدثة هي زوجة ستيفن ميلر، أحد المستشارين المقربين من الرئيس ومهندس سياسته المعادية للهجرة.
وكان مسؤول أميركي كبير صرح لصحافيين بأن موظفة في فريق نائب الرئيس مصابة بالفيروس، من دون أن يذكر اسمها. وبعد ذلك، أشار ترمب خلال مؤتمر أمام نواب جمهوريين إلى موظفة تدعى «كايتي»، موضحاً أنها تعمل «في العلاقات مع الصحافة». وأكدت هذه التفاصيل معلومات أوردتها عدة وسائل إعلامية أميركية بأن الموظفة هي كايتي ميلر التي كانت حاضرة في اليوم السابق خلال حفل شارك فيه دونالد ترمب برفقة السيدة الأولى ميلانيا، إضافة إلى زوجة مايك بنس.
وكان من المفترض أن يرافق ستة أشخاص قد يكونون احتكوا بكايتي ميلر، نائب الرئيس الجمعة في رحلة إلى دي موين في ولاية أيوا على متن «إير فورس 2»، فاضطروا إلى الخروج من هذه الطائرة قبل إقلاعها من قاعدة أندروز العسكرية بضاحية واشنطن، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وهذه ثاني إصابة بفيروس كورونا المستجد في البيت الأبيض هذا الأسبوع، بعدما تبينت إصابة موظف يتعامل عن كثب مع الرئيس ترمب.
إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية إصابة مساعدة إيفانكا ترمب بالفيروس، إلا أنها تعمل عن بعد منذ أسابيع، ولم تختلط بابنة الرئيس الأميركي في الآونة الأخيرة.
وتسجل هذه الإصابات في وقت تسارع فيه الولايات لإعادة فتح اقتصاداتها المتضررة بشدة بفعل تدابير الحجر والإغلاق والتباعد الاجتماعي. وأكد ترمب وبنس اللذان يخضعان يومياً لفحوص لكشف الفيروس، أنهما غير مصابين. وصرحت المتحدثة باسم الرئاسة، كايلي ماكيناني: «بوسعي أن أقول لكم إننا نأخذ كل التدابير الضرورية لحماية الرئيس».
وانتُقد ترمب لرفضه وضع كمامة في ظهوره العلني بالرغم من توصيات خبرائه الصحيين. ولم يشاهد سوى قلة من الأشخاص من محيطه يضعون كمامات. وخلال حفل أقيم الجمعة في الذكرى 75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، التقى الرئيس الجمهوري محاربين أميركيين قدامى تتراوح أعمارهم بين 96 عاماً ومئة عام. ولم يكن لا الرئيس البالغ من العمر 73 عاماً ولا أي من المحاربين القدامى يضع كمامة فيما كانوا جالسين تفصل بينهم أمتار قليلة، وجميعهم في الشريحة العمرية المعرضة للخطر.
وعلق ترمب متحدثاً لصحافيين: «كنت بعيداً جداً وكانت الرياح قوية إلى حد استُبعد أن يكون من الممكن للوباء أن يصل إليهم». وزار الرئيس في مطلع الأسبوع مصنعاً للكمامات في أريزونا، ولم يضع هو نفسه كمامة، حتى عند إلقاء كلمته أمام صالة مكتظة بالموظفين الذين كانوا يضعون جميعاً كمامات عملاً بتعليمات السلامة في المصنع.
وسجّلت الولايات المتّحدة الجمعة 1635 وفاة جديدة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك إجماليّ عدد وفيّات الجائحة في البلاد إلى 77178، استناداً إلى إحصاء لجامعة جونز هوبكنز.
كما بلغت الإصابات أكثر من 1.28 مليون إصابة تمّ تشخيصها رسميّاً.
على صعيد آخر، تثير وفاة 3 أطفال بمرض غامض مرتبط بكورونا كثيراً من القلق في الولايات المتحدة وأوروبا. وقال حاكم ولاية نيويورك أمس، إن ثلاثة أطفال من نيويورك توفوا بالتهاب نادر، يعتقد أنه مرتبط بفيروس كورونا المستجد.
وكان أندرو كومو قد كشف الجمعة وفاة طفل في الخامسة من العمر بمرض التهابي عوارضه قريبة من «مرض كاواساكي» المرتبط على الأرجح بـ«كوفيد-19». وأوضح أن هناك 73 طفلاً سجلت لديهم عوارض مماثلة في الولاية، مشيراً إلى أن السلطات الصحية تحقق في وفاة الطفل والحالات الأخرى. وأضاف: «سجلت وفاة واحدة بسبب ذلك وقد يكون هناك آخرون نحقق بشأنهم»، معدداً سلسلة عوارض يفترض أن تدفع الآباء إلى استشارة طبيب إذا ظهرت. وذكرت قناة «سي بي إس» أن طفلاً في السابعة من العمر توفي الأسبوع الماضي في إحدى ضواحي نيويورك بعوارض مماثلة.
ومنذ أسبوعين، سجلت عشرات الحالات المماثلة في الولايات المتحدة وكذلك في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا لأطفال ظهرت عليهم عوارض «مرض كواساكي» النادر. ولم يتم تأكيد ارتباطه بـ«كوفيد-19» رسمياً، لكن العلماء يرجحون ذلك. وفي نيويورك، كانت السلطات البلدية ذكرت الثلاثاء، أن 15 طفلاً أدخلوا إلى مستشفيات بسبب عوارض مماثلة بينها التهابات جلدية وآلام في البطن وقيء أو إسهال. وقد ثبتت إصابة أربعة منهم بفيروس كورونا المستجد، بينما طور ستة أجساماً مضادة تشير إلى وجود التهاب داخلي.
وفي مقال أوردته نشرة «ذي لانسيت» الطبية على موقعها الإلكتروني، يصف أطباء بريطانيون أول ثماني إصابات رصدت لدى أطفال في لندن، توفي أحدهم. ويصيب هذا المرض الذي ظهر للمرة الأولى في 1967 في اليابان بشكل خاص الأطفال الصغار. ولم يعرف مصدره بدقة، ويمكن أن يكون مرتبطاً بعوامل مرضية ووراثية ومناعية. وقبل ظهور هؤلاء الأطفال، كان من المعروف أن مرض «كوفيد-19» لا يتطور بأشكاله الخطيرة لدى الأطفال إلا بشكل استثنائي. ويصيب المرض وعوارضه التنفسية بشكل خاص المسنين والراشدين الذين لديهم عوامل خطورة تتعلق بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والوزن الزائد ومشاكل القلب أو أخرى تنفسية. لكن مع الانتشار المتزايد للوباء، يكتشف المعالجون خصوصيات جديدة ومضاعفات مرتبطة بفيروس كورونا المستجد.
إصابة جديدة في البيت الأبيض... ووفيات «كورونا» في أميركا تقارب 80 ألفاً
وفاة أطفال بمرض مرتبط بـ«كوفيد ـ 19» تثير المخاوف
إصابة جديدة في البيت الأبيض... ووفيات «كورونا» في أميركا تقارب 80 ألفاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة