مصر تحذّر من تدوينات «الكراهية» عبر مواقع التواصل الاجتماعي

TT

مصر تحذّر من تدوينات «الكراهية» عبر مواقع التواصل الاجتماعي

وسط تحذيرات في مصر من «تدوينات تبث الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي»، طالبت مؤسسات دينية ونواب في البرلمان المصري بـ«ضرورة (التدقيق) قبل عمل مشاركات لـ(التدوينات) ونشرها على الصفحات الشخصية، وضرورة إصدار قانون لـ(تجريم دعوات الكراهية) على مواقع التواصل». فيما قال خبراء اتصالات إن «نقل (التدوينات) بدون تردد من قبل البعض، يشكل أزمة كبيرة تشهدها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، والأخطر هو نقلها على أنها معلومة مؤكدة أو خبر صحيح».
وتحدثت وزارة الأوقاف المصرية، أمس، عن رصدها «تدوينات» نشرتها بعض الجماعات الإرهابية على بعض مواقع التواصل الاجتماعي تبث «الكراهية». وأكد وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، «ضرورة التصدي بكافة السبل للوسائل، التي تستخدمها الجماعات الإرهابية للتحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها، والحض على الكراهية»، موضحاً أن «الوزارة بدأت في استخدام فن كتابة (البوست)، الذي تستخدمه الجماعات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، للرد على ادعاءات هذه الجماعات بذات الوسائل التي تستخدمها».
وسبق أن قال الوزير جمعة إن البعض «يظن أن التثبت يكون في الكلام المنقول فقط، مع أن التعامل مع مواقع التواصل الإلكتروني أشد خطورة»، مضيفاً: «علينا أن نتحرى ونتثبت، فلا نقوم بمشاركة منشور أو إعجاب به حتى ندقق، لأن الكلمة المقروءة والمشيَّرة، ربما كانت أوسع مدى من الكلمة المسموعة».
وتواجه مصر ما تعتبره «آراءً وأخباراً غير صحيحة» انتشرت مع «أزمة كورونا»، تتعلق بـ«التحريض على الخروج في تجمعات، والتغاضي عن الإجراءات الاحترازية، التي قررتها الدولة المصرية لمواجهة الفيروس».
من جهته، قال الدكتور مقبل فياض، خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر: «لا شك أن بعض التدوينات التي تطلقها بعض الجماعات أصبحت مصدراً للأخبار غير الصحيحة، ونسبة كبيرة من المتصفحين يصدقونها ويتم نشرها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «نقل (التدوينات) بدون تردد يعتبر أزمة كبيرة تشهدها بعض مواقع التواصل الاجتماعي الآن، والأخطر هو نقلها على أنها معلومة أو خبر صحيح». وطالب فياض بـ«نشر الوعي عبر برامج توعية من قبل الدولة المصرية خاصة للشباب».
وأكد النائب أحمد درويش، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) لـ«الشرق الأوسط»، أنه «على أي متصفح التدقيق في أي تدوينات يصادفها، وإذا لم يكن متأكداً منها لا يُشيَرها، لأن من يقوم بذلك يساعد في انتشارها، خاصة أنها غير صحيحة»، مضيفاً: «في كثير من الأحيان يتم تكذيب هذه الأخبار والإشاعات من قبل الدولة؛ لكن نجد البعض لا يطلع على هذا التكذيب، ويتخذ مواقف خاطئة، نتيجة عدم الفهم».
ويتهم برلمانيون جماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية»، بـ«نشر الإشاعات، والتشكيك في الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية بشأن فيروس «كورونا». كما يدعو بعض النواب إلى «ضرورة إصدار قانون لـ(تجريم دعوات الكراهية)».
وقال النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن «إصدار قانون لـ(تجريم دعوات الكراهية) يأتي في إطار مكافحة الفكر المتطرف والمتشدد، الذي تتبناه الجماعات الإرهابية، التي تستهدف نشر الفتنة والفرقة في المجتمع».
وأكد النائب شكري الجندي، وكيل لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن «وجود تشريع لمكافحة (الكراهية) بات أمراً ضرورياً حالياً، في ظل محاولات الجماعات الإرهابية النيل من الدولة والمصريين، ومحاولة نشر الفرقة في المجتمع، من خلال بث المعلومات الكاذبة والمغلوطة عبر مواقع التواصل، خاصة التي تتعلق بأزمة فيروس كورونا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.