تحقيقات ليبية في إدخال عالقين من تركيا بدون فحص

الصديق الصور
الصديق الصور
TT

تحقيقات ليبية في إدخال عالقين من تركيا بدون فحص

الصديق الصور
الصديق الصور

تصاعدت في ليبيا تداعيات إدخال 9 مواطنين عالقين قادمين من تركيا دون إخضاعهم لفحص «كوفيد - 19» بعدما بدأت النيابة العامة بالبلاد التحقيق في الواقعة، أمس، في وقت مدد المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» في العاصمة طرابلس حظر التجول مدة عشرة أيام إضافية.
وسجلت ليبيا 64 إصابة بفيروس «كورونا» غالبيتهم بمدن غرب ليبيا، تعافى منهم 23. بينما توفي 3 أشخاص، في ظل إجراءات احترازية مشددة تتخذها السلطات في مدن شرق البلاد وغربها.
ودخلت النيابة العامة في ليبيا على خط أزمة المواطنين العالقين التسعة الذين قدموا من تركيا على متن رحلة جوية حطت بمطار مصراتة، منتصف الأسبوع الماضي، وكانت تقل 240 شخصاً، دون إخضاعهم لفحص «كوفيد - 19».
وقال رئيس قسم التحقيقات في مكتب النائب العام، الصديق الصور، إن النيابة العامة بدأت التحقيق أمس في الواقعة التي تمت بالمخالفة لإجراءات إجلاء العالقين من دول الجوار.
وأضاف الصور في رسالة وجهها مساء أول من أمس، إلى رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمة والاستجابة لمجابهة جائحة (كورونا) ومسؤولين آخرين، أن النيابة العامة «بدأت التحقيق في واقعة عدم الالتزام بما تفرضه القوانين من واجب حماية السلامة وصحة المجتمع وحمايته من الأخطار التي تهدده».
وطلب الصور من المسؤولين «موافاة النيابة العامة بأسماء كل المواطنين الذين كانوا من ضمن المستهدفين بالعودة بتاريخ 5 مايو (أيار) الجاري، بالإضافة إلى أسماء المواطنين الذين أدرجت أسماؤهم بقائمة العائدين دون أن يكونوا من ضمن خطة الحجر وتاريخ العودة مع بيان أسماء من استبعدوا». كما طلب «موافاة النيابة العامة بأسماء الموظفين العموميين الذين أسند إليهم أمر تنظيم عودة المواطنين الموجودين على أراضي الجمهورية التركية»، مستدركاً: «لا يمكن أي مواطن تحت أي ظرف من العودة إلى الوطن إلا بعد قضاء المدة المقررة للحجر الصحي وإجراء التحاليل اللازمة مع تأكيد النيابة العامة على ملاحقة كل من يخالف ما جاء في هذا البند ولئن لم يتحقق أي ضرر باعتبار أن هذه الوقائع تشكل ركن الخط وفقاً للنماذج القانونية المجرّمة لهذا الفعل».
ودعا رئيس قسم التحقيقات في مكتب النائب العام إلى «ضرورة الالتزام بالإجراءات المقررة للوقاية من الجائحة وموافاة مكتب النائب العام عقب كل رحلة بقوائم تتضمن أسماء من منحت لهم شهادات المتابعة الصحية تقابلها قائمة تطابقها بأسماء من تم نقلهم على متن طائرات شركات الخطوط الجوية العائدة إلى ليبيا».
ورد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الفنية محمود خليفة التليسي على أزمة إعادة العالقين التسعة، وقال في بيان نشرته وزارة الخارجية التابعة لـ«الوفاق» على موقعها أمس، إن الإجراءات المتخذة حيال عملية إعادة المواطنين من قبل اللجنة «صارمة جداً ولا تستثني أحداً»، مشيراً إلى أنه «يتم حالياً اعتماد كشوفات تضم أسماء الليبيين العالقين العائدين إلى أرض الوطن من قبل اللجنة الصحية المشرفة والسفارة أو القنصلية الليبية بالخارج». يأتي ذلك فيما قالت تونس، أمس، إنها سمحت بهبوط طائرة تركية محملة بمساعدات طبية موجهة إلى ليبيا بمطار جربة جرجيس الدولي، بشرط أن تتولى هي إرسالها إلى الجانب الليبي.
وقالت صفحة الرئاسة التونسية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مساء أول من أمس، إنها سمحت بهبوط الطائرة شريطة «تسليم ما بها من مساعدات موجهة إلى الأشقاء في ليبيا إلى السلطات التونسية على أن تتولى السلطات التونسية وحدها دون غيرها إيصالها إلى معبر رأس جدير ليتسلمها الجانب الليبي».
وقرر المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» تمديد حظر التجول بسبب جائحة «كورونا» اعتباراً من أمس، ولمدة عشرة أيام، على أن يبدأ من السادسة مساء إلى السادسة من صباح اليوم التالي. في حين يبدأ في شرق البلاد من الثالثة عصراً حتى السابعة صباحاً.
في السياق ذاته، تواصل الفرق الطبية التابعة للجنة الرصد والتقصي في مدينة بنغازي وما حولها سحب عينات من نزلاء الفنادق التي أعدت كمقار للحجر الطبي.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.