مصر: مطالبات بإقرار قانون «مكافحة الجرائم الإلكترونية»

برلمانيون عدّوا صدور لائحته «ضرورة لمواجهة الإشاعات»

TT

مصر: مطالبات بإقرار قانون «مكافحة الجرائم الإلكترونية»

فيما عدها مراقبون «خطوة مهمة وضرورة لمواجهة الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تنتشر على (الإنترنت) خصوصاً في ظل أزمة فيروس (كورونا المستجد)»، طالب برلمانيون مصريون «بسرعة إقرار لائحة قانون (مكافحة الجرائم الإلكترونية أو جرائم تقنيات المعلومات)، المعروف إعلامياً بـ(مكافحة جرائم الإنترنت)، للبدء في تطبيقه على أرض الواقع». واعتادت الحكومة المصرية الرد بشكل أسبوعي على ما يتردد في بعض المواقع الإلكترونية، وبعض مواقع التواصل الاجتماعي، من إشاعات، وأخبار غير صحيحة، كان آخرها نفيها، أمس، 16 شائعة انتشرت في أسبوع واحد، تعلق أغلبها بفيروس «كورونا المستجد». وذكرت مصادر مطلعة أن «القانون لا يهدف إلى مراقبة المصريين، أو اختراق حساباتهم الشخصية، أو أنه سيعرّض المواطنين للحبس؛ لكن سوف يحد من الأخبار الكاذبة والإشاعات». ودعا النائب جون طلعت، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري (البرلمان)، «الحكومة إلى الإسراع في إصدار اللائحة التنفيذية للقانون، لما يُمثله هذا التشريع من أهمية كبيرة الآن»، مشيراً إلى أنه «مرّ قرابة عامين على موافقة مجلس النواب على القانون؛ إلا أن لائحته التنفيذية لم تصدر بعد، وهو ما يُعطل تنفيذ القانون على أرض الواقع». ووافق مجلس النواب المصري في يونيو (حزيران) 2018 على مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة، بشأن «مكافحة جرائم تقنيات المعلومات»... وكانت الجريدة الرسمية قد نشرت في أغسطس (آب) 2018 قرار تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على القانون، الذي ينص في بعض بنوده على «توقيع عقوبات على جرائم الاعتداء على النظم المعلوماتية، والبريد الإلكتروني، والمواقع والحسابات الخاصة، بالإضافة إلى جرائم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، والمحتوى المعلوماتي غير المشروع».
وحذر النائب طلعت من أن «غياب تطبيق القانون يجعل الشباب عُرضة لمزيد من الجرائم التي تُرتكب من البعض عبر (الإنترنت) ومواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية»، مؤكداً أن «إصدار اللائحة التنفيذية للقانون، أصبح ضرورة لا غنى عنها الآن لمواجهة هذه الجرائم».
ويُعاقب القانون «بالسجن كل من تورط في نشر معلومات عن تحركات الجيش أو الشرطة أو روّج لأفكار التنظيمات الإرهابية»... و«يفرض القانون غرامات مالية على من يثبت تورطه في سرقة واختراق بريد إلكتروني للآخرين»... كما «منح القانون جهات التحقيق المختصة حق حجب موقع أو عدة مواقع أو روابط أو محتوى، إذا أمكن ذلك من الناحية الفنية، وفي حال وُجدت أدلة على قيام تلك المواقع بوضع أي عبارات أو أرقام أو صور أو أفلام أو أي مواد دعائية تُشكل تهديداً للأمن القومي أو تُعرض أمن البلاد أو اقتصادها القومي للخطر».
في حين طالب النائب محمد فؤاد، عضو مجلس النواب، «الحكومة بإصدار اللائحة التي ستوضح بشكل أكبر آليات تطبيق القانون وتأهيل الجهات المختصة بتنفيذه، بحيث تكون قادرة فنياً وعلمياً على تطبيقه». ويتهم برلمانيون جماعة «الإخوان» التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية» بـ«نشر الإشاعات، والتشكيك في الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية بشأن الفيروس». وأكد النائب أحمد سعد، عضو مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأخبار غير الصحيحة التي تنتشر على (السوشيال ميديا) تتسبب في قلق وارتباك بالمجتمع، خصوصاً أن هناك من يقوم بعمل (شير) لها، دون أن يتعرف على ما وراءها من أهداف»، مضيفاً أن «هذا المأزق يقع فيه الكثيرون طوال الوقت، مما يدعو لمزيد من الحرص وتطبيق القانون على المخالفين»، موضحاً أن «القانون سوف يحدّ من الجرائم الإلكترونية، ويسهم في حماية البيانات والمعلومات الحكومية من العبث بها، وحماية الحياة الخاصة للمصريين».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.