الحكومات العراقية من علاوي إلى الزرفي... وبالعكس

عدنان الزرفي - محمد توفيق علاوي - عادل عبد المهدي
عدنان الزرفي - محمد توفيق علاوي - عادل عبد المهدي
TT

الحكومات العراقية من علاوي إلى الزرفي... وبالعكس

عدنان الزرفي - محمد توفيق علاوي - عادل عبد المهدي
عدنان الزرفي - محمد توفيق علاوي - عادل عبد المهدي

الحكومة التي مُنحت الثقة فجر الخميس الماضي، برئاسة مصطفى الكاظمي مدير جهاز المخابرات السابق، هي الحكومة السابعة في سلسلة حكومات ما بعد 2003. فعلى مدى 17 سنة تشكلت الحكومات التالية...
> حكومة إياد علاوي من 2004 إلى 2005 وسميت الحكومة الانتقالية التي جرى فيها إقرار قانون إدارة الدولة رقم 58 وإعداد مسودة الدستور العراقي الذي تم التصويت عليه عام 2005.
> حكومة إبراهيم الجعفري 2005 - 2006
> حكومة نوري المالكي الأولى 2006 - 2010
> حكومة المالكي الثانية 2010 - 2014
> حكومة حيدر العبادي 2014 - 2018
> حكومة عادل عبد المهدي 2018 - 2019
والآن حكومة مصطفى الكاظمي، التي جاءت ولادتها قيصرية، بعد تكليفين فاشلين «لمحمد توفيق علاوي، وعدنان الزرفي» سبقا ولادتها العسيرة بسبب عمق الأزمة السياسية التي تجلت معالمها مع بدء الانتفاضة الجماهيرية الكبرى التي انطلقت في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 ولم توقفها مؤقتاً سوى جائحة «كوفيد - 19». هذه الجائحة جعلت الطبقة السياسية العراقية تتنفس الصعداء من جهة، وتحبس الأنفاس من جهة أخرى، مع بدء انخفاض أسعار النفط، ما جعل هذه الطبقة الحاكمة أمام مأزق حقيقي في كيفية التعامل مع هذه الأزمات.
عادل عبد المهدي استقال أواخر عام 2019. وتحولت حكومته إلى «حكومة تصريف أعمال» يومية، وهو ما يعني عدم امتلاكها الصلاحيات الكاملة التي تستطيع بموجبها تسيير شؤون البلاد. وعند سريان مفعول استقالة عبد المهدي بدأ البحث عن البديل الذي يمكن أن يُخرج البلاد من أزمتها هذه. وبعد جدل طويل بين الكتل السياسية، ولا سيما داخل البيت الشيعي، بوصفه المخول بترشيح رئيس وزراء، طُرحت عدة أسماء، كلها رُفضت من قبل ساحات التظاهر، فضلاً عن عدم إعطاء المرجعية الدينية في النجف الضوء الأخضر لأي مرشح.
المكلف الأول كان محمد توفيق علاوي وزير الاتصالات الأسبق الذي عمل طوال شهر على إنجاز كابينة وزارية لم تقتنع بها الكتل السياسية، الأمر الذي أدى إلى إسقاطها قبل وصولها إلى البرلمان. إذ لم يتحقق النصاب الكامل طوال جلستين برلمانيتين كان يختل النصاب فيهما وهو ما يعني انعدام النية لمنح تلك الحكومة الثقة.
وبعد اعتذار علاوي، كلّف عدنان الزرفي، وتكررت المحاولة طوال شهر آخر، واضطر للاعتذار في الأسبوع الأخير من التكليف، بعدما وجد أن الطريق بات مسدوداً أمامه. ومع أن الكتل الشيعية حمّلت رئيس الجمهورية مسؤولية التكليفين، واعتبرتهما «خروجاً على قرار البيت الشيعي» الذي لا يسمح لرئيس الجمهورية بالانفراد بقرار ترشيح وتكليف رئيس الوزراء، فإن هذه الكتل عادت إلى خيار الرئيس نفسه، وهو مصطفى الكاظمي الذي نالت حكومته الثقة، لتواجه ثقة الجمهور المعدومة بالطبقة السياسية.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»