بالصور... تناغم استثنائي بين الإنسان والحيوان

إحدى صور الكتاب الجديد للمصور الأميركي ستيف ماكري (سي إن إن)
إحدى صور الكتاب الجديد للمصور الأميركي ستيف ماكري (سي إن إن)
TT

بالصور... تناغم استثنائي بين الإنسان والحيوان

إحدى صور الكتاب الجديد للمصور الأميركي ستيف ماكري (سي إن إن)
إحدى صور الكتاب الجديد للمصور الأميركي ستيف ماكري (سي إن إن)

أصدر المصور الأميركي، ستيف ماكري، الذي اشتهر بصورته عن الفتاة الأفغانية ذات العينين الخضراوين، التي نشرت في عام 1985، كتابا يرصد في العلاقة المعقدة بين الإنسان والحيوانات.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، حمل الكتاب عنوان «ستيف ماكري.. الحيوانات» ويضم الصور المفضلة للمصور، مثل لقطات للقطط في ميانمار والجمال في الأردن.

ووصفت «سي إن إن» الصور الموجودة في الكتاب بأنها تأخذ القراء في رحلة بصرية من آسيا إلى الأميركتين الجنوبية والشمالية وأوروبا، وذكرت أن الكتاب لا يحتوي تقريبا على نص، فالصور كتب عليها المكان والتاريخ فقط، ونادراً ما تتخللها اقتباسات من أقوال لمشاهير مثل روبرت لويس ستيفنسون وإيمانويل كانط وويليام شكسبير، وفي نهاية الكتاب نجد شرحاً أكثر تفصيلاً لكل صورة مع بضع كلمات على خلفيتها، وأوضح المصور: «أعتقد أن الناس يرون صورة ويختلقون قصتهم الخاصة عن طريق الخيال حول معنى الصورة».

وأضافت القناة أن المصور الشهير، الذي بنى حياته المهنية على تغطيته الجريئة للصراع المسلح، لديه شغف أقل شهرة، ألا وهو الحيوانات، وذكرت أن فكرة تصوير الحيوانات والناس كانت في ذهن ماكوري منذ أن بدأ حياته المهنية كمصور شاب، فقد أهدته أخته كتابا مصورا يضم مجموعة صور لكلاب وأصحابها، وقال ماكري: «إنها كانت المرة الأولى التي رأيت فيها كتابا عن حيوانات يجمع بين الفكاهة والرثاء ورواية قصص رائعة».
وتنقل القناة الأميركي عن ماكوري قوله، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «تعد الحيوانات أحد أهدافي المفضلة للتصوير، فهي غير متوقعة تماما، فهي في حركة مستمرة، ولديها عقل خاص ونادرا ما تولي اهتماما لتوجيهات المصور».
وتابع: «فهم سلوك الحيوان أمر ضروري لالتقاط صور جيدة للحيوانات، مثلما يمكن أن يساعد فهم السلوك البشري في التقاط صورة لشخص ما».
وتقول «سي إن إن» إن صور الكتاب التي تضم مجموعة واسعة من البلدان والثقافات تعكس المواقف المختلفة تجاه الحيوانات، ويذكر المصور: «يعتقد الكثيرون منا أن الكلاب أفضل أصدقاء الإنسان، ولكن في بعض الثقافات ينظر إليها على أنها قذرة وغير نظيفة، وفي الثقافات الأخرى تعد الكلاب طعاما شهيا».

وتابع: «الأبقار مقدسة في الهند، ولكن في أجزاء أخرى من العالم نجد أن اللحم البقري يرمز إلى فخر صناعة الماشية بها»، وأضاف: «غالبًا ما يصعب فهم هذه الفوارق، ولكن من المهم فهم الحساسيات في كل منطقة جغرافية، من أجل الحصول على فهم كامل للثقافة المحلية».
وقالت القناة الأميركية إن واحدة من أهم الصورة اللافتة للنظر في الكتاب كانت تلك الفائزة بجائزة «وورلد برس فوتو» في عام 1992، والتي التقطها المصور الشهير في الكويت بنهاية حرب الخليج الأولى، والتي يظهر بها ثلاث جمال تبحث عن الطعام والماء بينما يشتعل حريق هائل في الخلفية، وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد أمر جنوده بإشعال النار في حقول النفط، ما تسبب في كارثة بيئية.

قال ماكري: «كان من المفجع رؤية هذه الحيوانات، التي كان من المفترض أن نكون أوصياء عليها، تلك الحيوانات التي هربت من الذبح وتركت لتتجول في الشوارع بحثًا عن الطعام والمأوى».
وأوضحت القناة أن صور الكتاب لم تقتصر على مناطق الحرب، بل امتدت إلى الكلاب في بيفرلي هيلز، وأحصنة السباق في هونغ كونغ والماعز في باكستان.



التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)
التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)
TT

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)
التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

والتثاؤب عبارة عن رد فعل معقد، يمكن أن يحدث تلقائياً، أو أن يكون معدياً، عندما نرى أو نسمع حتى نفكر في الأمر في بعض الأحيان، فإننا عادة ما نتثاءب، بحسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».

ومع ذلك، قال الخبراء إن فكرة أننا نتثاءب لأن أدمغتنا تحتاج إلى مزيد من الأكسجين هي خرافة. فقد أفادت دراسة أجريت في ثمانينات القرن العشرين أن استنشاق الأكسجين النقي أو الغازات التي تحتوي على نسبة عالية من ثاني أكسيد الكربون ليس له تأثير كبير على التثاؤب.

التثاؤب هو سلوك بشري غير مفهوم إلى حد ما. «يظل الدماغ صندوقاً أسود»، هكذا قال مارك أندروز، رئيس قسم علم وظائف الأعضاء في كلية الطب العظمي بجامعة دوكين بالولايات المتحدة.

لكن الباحثين لديهم نظريات متعددة حول التثاؤب.

يبدو أن التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية، وخاصة انتقالات النوم والاستيقاظ، عندما يستيقظون أو عندما يكونون ضمن حالة من النعاس ومستعدين للنوم. قد يتثاءبون عندما يشعرون بالملل، أو يعانون من ضائقة نفسية خفيفة مثل القلق.

ومع ذلك، يحدث التثاؤب أيضاً بتردد عالٍ خلال الفترات التي يكون فيها الناس متحمسين للغاية، أو يكون هناك قدر كبير من الترقب، كما شرح أندرو جالوب، أستاذ علم الأحياء السلوكي بجامعة جونز هوبكنز. وأوضح أن هناك تقارير قصصية تفيد بأن الرياضيين الأولمبيين يميلون إلى التثاؤب قبل المنافسة، كما يفعل المظليون قبل القفزة الأولى، والموسيقيون قبل أي أداء.

التثاؤب وتحفيز الدماغ

يرتبط التثاؤب بزيادة الإثارة واليقظة، وقد يساعد الدماغ على الاستيقاظ أو البقاء مستيقظاً أثناء الأنشطة المملة.

تقول إحدى النظريات إنه من خلال تحريك العضلات في الوجه والرقبة، يحفز التثاؤب الشرايين في الرقبة، ما يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ ويوقظه.

بالإضافة إلى ذلك، أفادت دراسة أجريت عام 2012 أن معدل ضربات القلب وحجم الرئة وتوتر عضلات العين تزداد أثناء التثاؤب أو بعده مباشرة.

قال أندروز: «إنه جزء من تمدد العضلات. مع التثاؤب، هناك اتصالات مع أنشطة عضلية أخرى، لذلك فهو يجعلك تستيقظ وتتحرك».

التثاؤب وتبريد الدماغ

عندما ترتفع درجات الحرارة في الدماغ فوق خط الأساس - بسبب الزيادة في المعالجة العقلية أثناء التركيز على مهمة أو ممارسة الرياضة أو الشعور بالقلق أو الإثارة، على سبيل المثال - يبدأ الدماغ في آليات التبريد، بما في ذلك التثاؤب، كما أشار جالوب، الذي درس النظرية.

يعتقد بعض الباحثين أن تنظيم الحرارة هذا يحدث بطريقين. أولاً، يزيد التثاؤب من تدفق الدم إلى المخ، ويعزز تدفق الدم إلى القلب. ثانياً، يُعتقد أن استنشاق الهواء بعمق أثناء التثاؤب يعمل على تبريد الدم في الأوعية الدموية في الأنف والفم. واقترحت إحدى الدراسات أن هاتين العمليتين تعملان معاً على استبدال الدم الساخن بدم أكثر برودة.

ومع ذلك، لا يوجد إجماع حول ما يسبب التثاؤب التلقائي، أو ما الذي يحققه.