الكاظمي يفتتح عهده بالتشديد على سيادة العراق

دعم داخلي وخارجي واسع لحكومته... والقيادة السعودية ترحب... وإعفاء أميركي يحل مشكلة الكهرباء

الكاظمي يؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان العراقي فجر أمس (أ.ف.ب)
الكاظمي يؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان العراقي فجر أمس (أ.ف.ب)
TT

الكاظمي يفتتح عهده بالتشديد على سيادة العراق

الكاظمي يؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان العراقي فجر أمس (أ.ف.ب)
الكاظمي يؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان العراقي فجر أمس (أ.ف.ب)

بعد ساعات من منحها الثقة، فجر أمس، حظيت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مدير جهاز المخابرات السابق مصطفى الكاظمي، بدعم غير مسبوق داخلياً وخارجياً.
وبالإضافة إلى الترحيب الداخلي واسع النطاق الذي حظيت به الحكومة الجديدة، فإنها قوبلت بترحيب إقليمي ودولي مماثل، بعد منح البرلمان ثقته لـ15 وزيراً وحجبها عن 5 مرشحين، فيما بقيت وزارتا الخارجية والنفط شاغرتين.
وكان البرلمان العراقي عقد مساء أول من أمس جلسة للتصويت على تشكيلة حكومة الكاظمي ومنهاجه الوزاري استمرت حتى فجر أمس، لتنال بعدها الحكومة السادسة منذ 2003 الثقة بصعوبة بعد فقدان 5 وزراء فرصهم لأسباب مختلفة.
الجلسة التي حضرها أكثر من 260 نائباً من أصل 329، وهو عدد كبير جداً بالقياس إلى المعدل العادي لحضور الجلسات، لم تشهد توتراً خلال التصويت. وتعهد الكاظمي بعد نيل الثقة مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد، بما في ذلك إجراء تحقيق في عملية قتل المتظاهرين خلال مظاهرات أكتوبر ومواجهة جائحة «كورونا» والأزمة الاقتصادية وإجراء انتخابات مبكرة. وشدد على أولوية «سيادة العراق وأمنه واستقراره وازدهاره».
وعلى صعيد الانتخابات المبكرة، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات «استمرار جهودها في مجال تهيئة المستلزمات اللوجيستية لإجراء الانتخابات». ورغم إعلان كتل برلمانية رفضها التصويت للكاظمي وحكومته مثل «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي و«الوطنية» بزعامة إياد علاوي، فإن كتلاً أخرى مثل «السند الوطني» أعلنت أنها لن تشارك بالحكومة، غير أنها ستصوت على الوزراء المهنيين. والأمر نفسه أعلنته الكتلة التي أطلقت على نفسها اسم «المدن المحررة» بزعامة خميس الخنجر.
وقال النائب عن «تحالف القوى العراقية» يحيى المحمدي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن داعمون لحكومة الكاظمي، وكانت مباحثاتنا إيجابية معه ومنحناه حق ترشيح وزراء المكون السني». وأضاف أن «حكومة الكاظمي ستواجه تحديات كبيرة على كل المستويات الصحية والاقتصادية والأمنية واستحقاقات المظاهرات».
ورأى أن «أمام هذه الحكومة تحديات من أهمها مطالب المتظاهرين والتي ينبغي العمل عليها لأنها هي من خلقت معادلة التغيير وقناعتنا أنه سيتمكن من تحقيق الكثير من هذه المطالب لأنه يحظى بدعم داخلي ودولي». وبشأن المناطق المحررة، قال المحمدي: «تحدثنا معه كثيراً بهذا الشأن، لا سيما على صعيد النازحين والمغيبين والمهجرين وأبدى مرونة كافية في هذا المجال وسيمضي باتجاه غلق هذه الملفات».
وهنأت القيادة السعودية رئيس الوزراء العراقي الجديد، بمناسبة تشكيل الحكومة، وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ببرقيات تهنئة للكاظمي، تضمنت التمنيات له بدوام التوفيق.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بإعلان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وعبرت عن دعم بلادها ووقوفها مع العراق الشقيق واستعدادها للعمل مع الحكومة الجديدة على أساس من التعاون والاحترام المتبادل والروابط التاريخية والمصالح المشتركة، بما يصب في إطار تقوية العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين في كافة المجالات، وبما يحقق أمن واستقرار المنطقة بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وأعلنت الولايات المتحدة، على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو دعم حكومة الكاظمي، مشيرة إلى تمديد إعفاء العراق من شراء الكهرباء من إيران لمدة 120 يوماً، وهي مهلة يحتاجها العراق بقوة خلال فصل الصيف، فيما تعد هذه المبادرة من جانب آخر أول أزمة تم حلها في أول يوم من حكومة الكاظمي. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بومبيو «تحدث مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ورحب بحكومة الكاظمي الجديدة التي صادق عليها مجلس النواب، كما ناقشا ضرورة العمل الجاد الذي ينتظر الحكومة العراقية من حيث تنفيذ الإصلاحات ومواجهة وباء (كوفيد - 19) ومكافحة الفساد».
وأضاف البيان أنه «في ضوء دعم الحكومة الجديدة، فإن الولايات المتحدة ستمضي قدماً باستثناء العراق من (حظر) شراء الكهرباء والغاز الإيراني لمدة 120 يوماً ولن تفرض عقوبات على العراق». وأكد أن «الوزير الأميركي أوضح لرئيس الوزراء العراقي الجديد أن هذه البادرة هدفها إظهار رغبتنا في المساعدة في توفير الظروف الملائمة لنجاح حكومته».
وفي السياق نفسه، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد دعم «رئيس الوزراء الجديد والشعب العراقي لمكافحة جائحة (كورونا) وتحقيق نصر شامل على (داعش) وتوفير المساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار للنازحين والمناطق المحررة». وأضافت في بيان «ينبغي على الحكومة العراقية الجديدة أن تتحول الآن إلى العمل الصعب والمتمثل بتنفيذ الإصلاحات المحلة وتلبية احتياجات الشعب العراقي». وأشارت إلى أن «الحوار الاستراتيجي المقبل مع الحكومة العراقية يهدف إلى إعادة تأكيد قيمة الشراكة الأميركية - العراقية لكلا البلدين». وجدد التأكيد على وعد رئيس الوزراء بإجراء انتخابات مبكرة. وأعلنت طهران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف دعمها لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة الكاظمي، و«استعدادها للتعاون»، وهو ما كرره سفيرها في بغداد إيرج مسجدي.
الأمم المتحدة هي الأخرى، وعلى لسان بعثتها في العراق، أعلنت دعمها للحكومة الجديدة. ورحبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت بمنح مجلس النواب الثقة للكاظمي وأغلبية تشكيلته الوزارية. وحثت بلاسخارت في بيان، أمس، على «استكمال تشكيل الكابينة الوزارية ليتسنى للحكومة الجديدة التحرك سريعاً لمعالجة التحديات الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية المتزايدة». وقالت: «تواجه الحكومة العراقية معركة شاقة وليس هناك وقت يُدّخر. وتمثل مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت في ظل جائحة (كورونا) وتراجع أسعار النفط أولوية قصوى». لكنها شددت على ضرورة «التصدي من دون تأخير للتحديات الأخرى التي طال أمدها، وتشمل تقديم الخدمات العامة الكافية ومحاربة الفساد وتعزيز الحكم الرشيد فضلاً عن العدالة والمساءلة». وأكدت مواصلة دعم الأمم المتحدة للحكومة العراقية في التصدي لهذه التحديات. واعتبر الاتحاد الأوروبي أن حصول الحكومة العراقية على موافقة البرلمان «خطوة مهمة وأساسية لمساعدة العراق على مواجهة تحديات كثيرة». وقال المتحدث باسم السياسة الخارجية في التكتل الموحد بيتر ستانو إن الاتحاد «يتطلع للعمل مع الحكومة العراقية الجديدة، وتقوية الشراكة بين الجانبين بما يخدم مصالح الشعب العراقي».
عربياً، رحب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي بتشكيل الحكومة «في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها العراق». وشدد في تصريح أمس، على أن «أمن العراق واستقراره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي». وأكد أهمية «تعزيز علاقات العراق الرسمية والشعبية مع حاضنته العربية وتطوير مجالات أوسع للتعاون مع الدول العربية».
وأبدت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، ترحيبها بالإعلان عن تشكيل حكومة الكاظمي، متمنية له «التوفيق في قيادة الحكومة لتحقيق تطلعات الشعب العراقي في الاستقرار والازدهار وتعزيز دور العراق على الساحتين العربية والدولية». ونوهت إلى استعدادها «لبذل الجهود المخلصة كافة من أجل دعم الحكومة العراقية في تحقيق أهدافها، مع تطلعها إلى التعاون الوثيق مع العراق عبر تفعيل وتنشيط العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية وغيرها بما يحقق مصالح الشعبين، فضلاً عن تفعيل أطر التعاون العربية بمشاركة العراق لما له من تأثير مهم في محيطه وعلى الساحة الدولية بما يتناسب مع تاريخ هذا البلد العريق والإمكانات المتميزة لشعبه».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم