إجلاء ليبيين من تركيا من دون فحص «كورونا» يثير موجة من الخوف والغضب

إجلاء ليبيين من تركيا من دون فحص «كورونا» يثير موجة من الخوف والغضب
TT

إجلاء ليبيين من تركيا من دون فحص «كورونا» يثير موجة من الخوف والغضب

إجلاء ليبيين من تركيا من دون فحص «كورونا» يثير موجة من الخوف والغضب

أبدت أطراف اجتماعية في ليبيا انزعاجها الشديد من إجلاء 9 مواطنين من بين 240 شخصاً، قدموا من تركيا على متن رحلة جوية وصلت مطار مصراتة الدولي، مساء الثلاثاء الماضي، بدون إخضاعهم لفحص «كوفيد-19». في وقت أعلنت فيه الأجهزة الطبية في بنغازي بـ(شرق البلاد)، أمس، عن التوسع في المسح العشوائي للكشف على المواطنين لمحاصرة فيروس «كورونا».
وكشف المركز الوطني لمكافحة الأمراض عن إصابة جديدة بالفيروس، بعد فحص 254 عينة غرب البلاد، ثبت سلبيتها باستثناء حالة واحدة جاءت (إيجابية)، ليصل العدد الجمالي إلى 64 حالة، تعافى منهم 23. بينما توفي 3 أشخاص.
وأثارت عملية إعادة عالقين من أنقرة إلى ليبيا دون فحصهم، موجة من الخوف، أمس، بعد أن كشفت لجنة مكافحة «كورونا» بمدينة مصراتة عن الأمر في خطاب وجهته إلى وزارة الخارجية بحكومة «الوفاق» وتناقلته وسائل إعلام محلية، معتبرة أن ذلك «يعد مخالفة للإجراءات المتفق عليها بخصوص إعادة العالقين»، لكن الأخيرة ردت بـ«أنها أخذت مسحة من المسافرين للتأكد من خلوهم من الفيروس، بعد التحفظ على جوازات سفرهم».
وأمام تصاعد حالة الغضب أوضح القنصل الليبي العام في إسطنبول، فتحي علي الشريف، في بيان أصدره، مساء أول من أمس، الملابسات التي صاحبت إعادة المواطنين التسعة مع أول مجموعة من العالقين العائدين، وقال، إن «الأمر جاء بناء على اتصال أجراه خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة مع رئيس لجنة متابعة إعادة الليبيين العالقين بالخارج الدكتور محمود التليسي، بشأن السماح (لأسرة شهيد) مكونة من والدته وأفراد أسرته حضور مراسم دفنه، وطلب الإذن بالسماح لهم بالصعود إلى الطائرة من مطار إسطنبول، على أن يتم اتخاذ الإجراءات الصحيحة بمطار مصراتة».
في السياق، قالت اللجنة الطبية العليا لمجابهة وباء «كورونا» بالحكومة الموازية في (شرق البلاد)، أمس، إن الفرق الطبية تواصل عملية المسح العشوائي بالمرور على المواطنين بمنازلهم في الأحياء السكنية المختلفة لفحصهم وأخذ مسحة منهم، بهدف محاصرة فيروس «كورونا»، كما أمرت بسحب عينات من الطاقم الطبي داخل مستشفى الهواري العام وفق الخطة الموضوعة من قبل اللجنة الطبية الاستشارية.
وسبق لمدير عام المركز الليبي للبحوث والدراسات، الدكتور عبد الغفار المنفي، القول إن «الخطة المعتمدة تستهدف تغطية أنحاء بنغازي بالكامل، بطريقة إحصائية معروفة ومستخدمة على مستوى عالمي تستعملها أكبر الشركات العالمية في الدراسات الميدانية».
وكرّم مستشفى الهواري العام في احتفالية أقيمت مساء أول من أمس، الأطقم الطبية التي ساهمت في علاج المصابين بالفيروس، وسط حفاوة بالغة، و«ثناء القيادة العامة لـ(الجيش الوطني) ورئاسة الوزراء ووزارة الصحة، على ما قدمته من خدمة للمواطنين وللمجتمع».
وتسلمت وزارة الصحة في حكومة «الوفاق» 13 جهاز فحص متطورا، وذلك ضمن إجراءات مكافحة انتشار فيروس «كورونا»، وقالت وزارة الصحة في بيانها، أمس، إن «هيئة الغذاء والدواء الأميركية اعتمدت تلك الأجهزة منذ مارس (آذار) الماضي، وهي تنجح في كشف وجود المرض من عدمه، خلال 45 دقيقة، وأحيانا تستغرق بضع ساعات في أقصى تقدير».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.